الطريق
الخميس 8 مايو 2025 01:42 مـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

لمحات في حياة الصحابي الجليل بلال بن رباح مؤذن الرسول

   بلال بن رباح الحبشي .. مؤذن الرسول
   بلال بن رباح الحبشي .. مؤذن الرسول

شاب أسمر، طويل جدا، غزير الشعر، نحيف الجسم، وأبواه حبشيان، عبد ويعمل خادما عند أمية بن خلف.. ولما علم أمية بدخوله الإسلام، عذبه كثيرا، ليترك عبادة الله وإتباع رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ ولكن بلال رفض بشدة أوامر سيده واشتهر بقوله حينما كان يعذبه سيده أمية : "أحد أحد".

فاشتراه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ثم أعتقه لله ، وكان صوت بلال حسنا ، فصار مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم ،قال صلى الله عليه وسلم: "يُحشر المؤذنون يوم القيامة على نوق من نوق الجنّة، يقدّمهم بلال رافعي أصواتهم بالأذان".

كان سيدنا بلال من الأوائل في الإسلام.. الذين هاجروا إلى يثرب "المدينة المنورة" وهناك آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب رضي الله عنه..

 

وكان بلال يعيش في كنف الرسول، وأقربهم إلى قلبه وأحبهم إليه، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله، وكان حارسا على بيت مال المسلمين، وعاملًا على الصدقات.

وبعد موت و انتقال النبي الكريم إلى الرفيق الأعلى، حزن بلال حزنًا شديدًا ، وطال كثيرا، ولم يطق الإقامة في مدينة رسول الله، فاستأذن الخليفة أبا بكر الصديق للخروج إلى الشام للجهاد في سبيل الله، وسمح له الخليفة بذلك، وبينما بلال في الشام رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه يقول له:

"ما هذه الجفوة يا بلال، أما آن لك أن تزورنا ؟!!!!

فقام من نومه فزعًا حزينًا، وركب إلى المدينة، وأتى قبر النبي "صلى الله عليه وسلم" وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما إليه، فقالا له:"نشتهي أن تؤذن في السحر".

 

اقرأ أيضا

مع اقتراب موعدها.. ماذا قال الرسول عن ليلة القدر؟

فقام بلال إلى سطح المسجد وأذّن: الله أكبر الله أكبر.. فارتجّت المدينة كلها، فلمّا قال: "أشهد أن لا إله إلا الله" زادت رجّتها فلمّا قال: "أشهد أن محمدًا رسول الله" خرجت النساء من خدورهنّ، فما رؤي يومٌ أكثر باكيًا وباكية من ذلك اليوم، ولما حضرته الوفاة كانت امرأته تبكي وتقول: واحزناه!!!! فنظر إليها وقال: بل واطرباه.. غدًا ألقى الأحبة محمدًا وصحبه، توفي "رضي الله عنه" في دمشق عام عشرين للهجرة، ودُفن في مقبرة دمشق لعمر يزيد على ستين عامًا -رضي الله عنه وأرضاه.