الطريق
الإثنين 17 يونيو 2024 07:33 مـ 11 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من هي الصحابية صاحبة معجزة الدلو المنزل من السماء؟

ارشيفية
ارشيفية

في سبيل إيمانها بدعوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام للإسلام، لاقت أشد أنواع العذاب، ولكنها ظلت صابرة على أذى الكفار والمشركين واحتسبت صبرها لله عز وجل، حتى كرمها الله، وجعل العديد من الأشخاص يشهرون إسلامهم على يديها، إنها الصحابية الجليلة غزية الأنصارية رضي الله عنها، والمعروفة بـ"أم شريك".

 

غزية بنت جابر بن حكيم، كانت من أوائل النساء اللاتي دخلن الإسلام من أهل مكة المكرمة، بصحبة زوجها أبو العكر الدوسي رضي الله عنه، الذي اشتدى أذى المشركين عليه، فهاجر مع النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة.

ففي مكة المكرمة بقيت غزية بنت جابر، وهي تكتم إسلامها، وعندما رأت ما حل بالمسلمين المستضعفين من اضطهاد وتضييق، قررت أن تنشر دعوة الإسلام بين النساء في مكة وتحثهن على كتمان إسلامهم حتى لا يلقين العذاب على يد الكفار والمشركين.

 

الصحابية غزية بنت جابر واكتشاف الكفار دعوتها 

لم يمر كثير من الوقت حتى علم الكفار بدعوة الصحابية غزية بنت جابر لأهل مكة للإسلام واستشاط غضبهم منها، وكادوا أن يقتلوها لولا أنهم تحالفوا مع قومها، في تعذيب المسلمين، ولكنها ظلت متمسكة بدينها ودعوتها للناس للإسلام.

 

اقرأ أيضًا: أم حبيبة وبشرى الزواج من النبي.. قصة أم المؤمنين رملة بنت بي سفيان

 

 وتروي عن نفسها قائلة "جاءني أهل أبي العكر فقالوا: لعلك على دينه، فقلت: إي والله! إني لعلى دينه، فقالوا: لا جرم لنعذبنك عذابا شديدا، فارتحلوا بنا من دارنا وكنا بذي الخلصة وهو موضعنا، فساروا يريدون منزلا فحملوني على جمل ثقال شر ركابهم وأغلظهم، يطعموني الخبز بالعسل، ولا يسقونني قطرة ماء، حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس ونحن قائضون، نزلوا فضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس، حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري".

 

 غزية بنت جابر ومعجزة الدلو من السماء

3 أيام.. تلك المدة التي ظل الكفار يعذبون فيها الصحابية غزية الأنصارية، وهم يدعونها للعودة إلى الضلال والشرك وترك دين الله ولكنها تأبى أن تفعل ذلك، وكلما دعوها لترك دينها، لم تسمع ما يقولون ولكنها تشير بإصابعها إلى السماء وأنها على دين الله.

 وما أن شعرت بالجهد الكبير الذي يكاد ينهي حياتها، حتى جاءها "دلو" من السماء به ماء ونزل لها حتى شربت ثم رفع مرة أخرى وعندما نظرت إليه وجدته معلق بين السماء والأرض، ثم نزل لها مرة أخرى فشربت وعاد بين السماء والأرض، ثم عاد إليها مرة أخرى فشربت ونزلت الماء على وجهها ورأسها، وعندما رأها الكفار وسألوا عن حصولها على الماء وهي مقيدة فأجابت أنه من عند الله.

 

قائلة في رواية لها "قالوا: من أين لك هذا يا عدوة الله!؟ قالت فقلت: إن عدو الله غيري من خالف دينه، وأما قولكم من أين هذا، رزقا رزقنيه الله.

فانطلقوا سراعا إلى قربهم وأدواتهم فوجدوها موكّأة لم تحل، فقالوا: "نشهد أن ربّك هو ربّنا، وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع، بعد أن فعلنا بك ما فعلنا، هو الذي شرع الإسلام".

 

قذف الله الرعب في نفوس الكفار والمشركين بعدما حدث مع الصحابية غزية بنت جابر، فتركوا بعد عذاب شديد، وحينها عمدت للإلتحاق برسول الله عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة .

 

اختلفت الروايات عن حياة الصحابية غزية بنت جابر بعد ذلك، ففي رواية أنها وهبت نفسها للنبي بعد وفاة زوجها، وفي روايات أخرى، أن النبي رفض الزواج بها، فظلت بدون زواج حتى توفاها الله وأكرمها بجنة الفردوس.