الطريق
الإثنين 20 مايو 2024 04:32 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الكونت دي نابلوز| تراجيديا عبد السلام النابلسي والوجه الآخر لملك الإفيهات

عبد السلام النابلسي
عبد السلام النابلسي

"الكونت دي نابلوز"، أو "ملك الإفيهات"، ألقاب حملها واحدًا من أهم صناع الكوميديا والضحك في تاريخ السينما المصرية، دخل قلوب الجماهير وتمتع بخفة ظله وأدائه الرائع في التمثيل، لذا استطاع أن يحفر اسمه بذكاء بين أسماء فنانين الزمن الجميل.

في مثل هذا اليوم الموافق 23 من أغسطس، ولد الكوميديان الراحل عبد السلام النابلسي عام 1899، لأسرة فلسطينية عاشت في لبنان، ونشأ في وسط عائلة متدينة، لذا درس في الأزهر الشريف وحفظ القرآن الكريم، واتقن مجموعة من اللغات أبرزها الفرنسية والإنجليزية.

في السطور التالية يقدم "الطريق" مقتطفات من حياة عبد السلام النابلسي وجانب آخر في حياته بعيدًا عن الكوميديا، وهو ما جسده في بداية أعماله في بعض الأفلام وعاش التراجيديا في الحقيقة أيضًا حيث حملت حياته العديد من الجوانب المآساوية.

عبد السلام النابلسي الصحفي والكاتب والأديب

لم يكن النابلسي فنانًا فحسب، حيث لمع ككاتب وأديب، وعام 1925 عمل بالصحافة الفنية والأدبية في أكثر من مجلة، قبل أن ينطلق مشواره الفني نحو عالم التمثيل، كما كتب العديد من المقالات ذات الطابع الفني في المجلات الأدبية والصحف.

بالإضافة إلى كونه ممثل، بحث عن فرصة عن الإخراج، وكانت بداية انطلاقته الفنية، من على خشبة المسرح، حيث عمل النابلسي مع فرقة "جورج أبيض"، وكان أول عرض يقدمه بعنوان "يوليوس قيصر"، وهو دور تراجيدي.

 

عبد السلام النابلسي والتراجيديا


لم يكن عبد السلام النابلسي في بدايته كما عرفناه الكوميديان المضحك، لكنه كان ميالاً أكثر للأعمال التراجيدية، لتكن بدايته بعدما رشحته المنتجة الكبيرة آسيا داغر، لأول مرة لدور تراجيدي صغير، من خلال فيلم "غادة الصحراء"، عام 1929، لتكون بداية سجل أعماله في عالم السينما من خلال التراجيديا التي برع فيها.

 

أعمال عبد السلام النابلسي في التراجيديا

كانت بدايته في غادة الصحراء مبشرة أهلته ليستكمل مشواره التراجيدي وفي الفترة من 1932 إلى 1936، شارك في عدد من الأفلام التراجيدية، منها "الضحايا"، و"شبح الماضي"، و"الهارب"، و"عندما تحب امرأة"، "العزيمة"، و"وراء الستار"، و"ليالي القاهرة"، و"بائعة التفاح"، و"انتصار الشباب"، و"الجنس اللطيف"، و"الفنان العظيم".

وهنا يبدأ الوجه الآخر لعبد السلام النابلسي كما عرفناه، ليودع التراجيديا ويبدأ مبدعًا في الكوميديا، ليكون من أهم صانعي الضحكة في تاريخ السينما منافسًا أهم نجوم جيله من الكوميديانات مثل إسماعيل يس، وعبد الفتاح القصري ونجيب الريحاني صاحب شخصية "كشكش بيه"، وعلي الكسار.

وذلك عام 1938، حينما رشحه المؤلف بديع خيري والمخرج كمال سليم لتقديم دور شاب ارستقراطي يميل الى حياة اللهو والمجون في فيلم "فريحة"، أمام حسين صدقي وفاطمة رشدي وأنور وجدي، ومن هنا بدأت شخصية عبد السلام النابلسي التي عرفها الجمهور.


رحيله من مصر إلى لبنان وبداية مرحلة صعبة


عام 1960 تبدأ مرحلة صعبة في حياة ملك الإفيهات برحيله إلى لبنان بعدما ازدات مشاكله مع الضرائب، لكنه تخطاها واستطاع عام 1963 أن يصبح مديرًا للشركة المتحدة للأفلام، وشارك في أفلام مثل "فاتنة الجماهير"، "أفراح الشباب"، وأهلاً بالحب".

 

زواجه بعد لقب عازب السينما وإفلاسه

وفي لبنان تزوج بعدما وصل عمره إلى الستين من إحدى معجباته والتي تدعى جورجيت سبات، بعدها كانت الصدمة بعد أن أعلن بنك "انترا" في بيروت إفلاسه وكان يضع كل أمواله في هذا البنك.

اقرأ أيضًا: صلاح عبدالله يغني وشاكوش يرقص.. تعليقات نجوم الفن على ثلاثية الزمالك في الأهلي

 


أخفى مرضه من أجل الفن


كان يشعر بقرب موته، وتوفي يوم 5 من شهر يوليو، عام 1968  قبل وصوله إلى المستشفى، وبعد وفاته بأيام قليلة، كشفت زوجته أنه لم يكن يعاني من مرض بالمعدة كما أُشيع ولكنه كان مريضًا بالقلب منذ 10 سنوات، وأنه تعمد إخفاء ذلك حتى عن أقرب الناس إليه حتى لا يتهرب منه المخرجون والمنتجون ويبعدوه عن أفلامهم.

ولم تجد زوجته مصاريف الجنازة فتكفل بتلك المصاريف صديقه الفنان فريد الأطرش.