عرب وعالم عرب وعالم

أردوغان يتآمر على روسيا في قرة باغ.. وقوة مصر الإقليمية تظهر عجزه (خاص)

الخميس، 1 أكتوبر 2020 04:28 مـ بتوقيت القاهرة

تشتد حِمية الصراع يوما تلو الآخر بين أرمينيا وأذربيجان،جراء تدخل تركيا في الأزمة،وذلك من خلال تصريحات الرئيس العثماني، ما دفع أطرافا عديدة للظهور في الأزمة.

اتهامات دولية

واجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهامات من مختلف الدول العالم بتعمد تأجيج حدة الصراع في "قرة باغ"، من خلال التصريحات التي يدلي بها دوما، ويؤكد خلالها عدم تخليه عن دعم أذربيجان ضد أرمينيا.

ميليشيات أردوغان في أذربيجان

البداية كانت من خلال إعلان المرصد السوري عن مقتل 30 عنصرا مواليا لتركيا وإصابة وفقدان أكثر من 60 مسلحا في معارك ناغورني قره باغ، ونقل دفعة من مقاتلي الفصائل السورية المسلحة الموالية إلى أذربيجان.

روسيا تعقب

من جانبها أعربت روسيا عن قلقها من الأنباء التي تؤكد نقل مقاتلين من جماعات مسلحة بطريقة غير شرعية إلى إقليم قرة باغ.

ووفقا للمعلومات الواردة، يتم نقل مقاتلي الجماعات المسلحة غير الشرعية، لا سيما من سوريا وليبيا، إلى منطقة نزاع ناغورني قره باغ، من أجل المشاركة المباشرة في الأعمال القتالية.

أرمينيا تناشد مصر

وبالتزامن مع الأحداث التي تشهدها الساحة بين أذربيجان وأرمينيا، بعث الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان، رسالة للمجتمع الدولي يطالب فيها بضرورة التدخل من أجل التصدي للانتهاكات التي تصر تركيا على ممارستها في أرمينيا.

ووجه سركيسيان نداء عاجلا للرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يعتمد على سمعته الطيبة ونفوذه وعلاقاته في المنطقة لوقف إراقة الدماء في منطقة قرة باغ لأسرع وقت ممكن، كما طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالتدخل لحل الأزمة.

تحذير تركي

وحذر أردوغان الدول والجهات الداعمة لأرمينيا من التدخل في الأزمة، قائلا: "ننطلق في مساعدتنا بكل إمكاناتنا انطلاقا من مبدأ شعب واحد في دولتين، وأنهم سيحاسبون أمام ضمائرهم والإنسانية"، حسب الأناضول.

كما انتقد الرئيس التركي الاتحاد الأوروبي: "إلى الآن لا توجد أزمة واحدة في منطقتنا جرى حلها بمبادرة من الاتحاد الأوروبي، بل على العكس فإن كل أزمة تدخل فيها الاتحاد تكبر وتكتسب أبعادا جديدة".

أردوغان ظاهرة صوتية

الكاتب الصحفي والباحث السياسي في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمود بسيوني، قال: إن أردوغان لا يزيد عن كونه ظاهرة صوتية، بمعنى أنه من اللاعبين السياسيين الذي يطمح لتحقيق مطامعه بطريقة كلامية فهو لا يعتمد على السياسة الشريفة أو المفاوضات المعروفة، كونه عاجزا عن اتخاذ أي فعل.

وأشار بسيوني في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان، سواء في قضية أذربيجان وأرمينيا أو ليبيا أو أي قضية أخرى، يسعى للحيل السياسية لتحقيق أي مكسب لمواجهة أزماته الاقتصادية وانهيار الليرة التركية، وقبل أن ينهار الاقتصاد التركي عليه اللجوء لصندوق النقد الدولي، فلم يعد بمقدوره، أو بمقدور أي من أذرعته في المنطقة، مثل قطر مساعدته، على دعم اقتصاد بلاده.

خداع الشعب في الداخل

وتابع أن أردوغان يريد خداع شعبه بالتأكيد على أن تركيا لا تزال قوية ولها ثقل، وذلك من خلال تدخله في قضايا المنطقة، وإقناعهم بقدرته على مناطحة كبار دول العالم، وأنه السبب الرئيسي في إشعال الأوضاع في إقليم قرة باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، والذي يحمل بعدا تاريخيا.

وأكد الباحث السياسي في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن رجب طيب أردوغان، يريد أن يثبت للولايات المتحدة الأمريكية تواجده على الساحة وقدرته على التدخل في صلب الصراع المتأجج مع الصين، والمشتعل في آسيا الوسطى.

فشل أردوغان أمام قوة مصر

واستكمل، أن من مصلحة الرئيس التركي التدخل في أزمة أرمينيا وأذربيجان لتعويض الفشل الذي واجهه في الملف الليبي، فهو لم يتمكن من المساس بالخط الأحمر الذي حذرت مصر منه، وهذا ما جعل منها دولة قوية وذات نفوذ وثقل في المنطقة، وكان ذلك سببا رئيسيا في جعل الرئيس الأرميني يطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي المساعدة لمواجهة الانتهاكات التركية.

البعد الإقليمي لمصر

وأشار بسيوني إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع أبعادا وخطوطا عريضة جعلت مصر قوة إقليمية قادرة على مساعدة مختلف دول العالم، موضحا أن رجب طيب أردوغان يريد أن يضرب مصالح روسيا في إقليم قرة باغ، ويكسر جمود العلاقات بينه وبين دول أوروبا.

موقف فرنسا

وأوضح الباحث محمود بسيوني أن فرنسا متواجدة بقوة في هذا الملف، لذلك يريد الرئيس التركي التدخل بأي شكل لتحسين علاقاته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

واختتم أن أردوغان لن يتمكن من مساعدة أذربيجان كما يدعي، وهو فقط يلجأ إلى المرتزقة السوريين والأطفال، وهو نفس السلاح الذي كان يعتمد عليه لتحقيق مطامعه في ليبيا، مشيرا إلى أن الآثار التي تعود على الأطفال من الناحية النفسية تؤكد أن الرئيس التركي يتعمد انتهاك جميع القوانين الدولية، واتفاقيات جنيف، خاصة وأنه يزج بهم في معارك يذهب فيها العديد من القتلى المدنيين في أرمينيا.