الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 07:22 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ريحة الموت على وش الحيطان.. الطريق في بيت ”عريس كرداسة”.. الأم: ”كان نفسي يا عيد أفرح بيك قبل ما أموت

محرر الطريق في منزل
محرر الطريق في منزل

قلت له كبرت يا "عيد" يا ولدي وشنبك خضر"..رد عليا: "يابوي أنا بقيت راجل وحملي عليك طال".. كلمات ظل يرددها والد الضحية متكئًا  على جدار منزله المتهالك ، والدموع تسيل من جفناه " هو دراعي اللي بتسند عليه وعنيا اللي بشوف بيها".

"الشيمي"..رجل شارف على سن الستين، تلاحقه الأمراض، يسكن في منزل بسيط داخل شارع ضيق بمنطقة ناهيا بكرداسة، لا يؤنس وحدته بعد زواج بناته سوى ابنه ؛ وزوجته المريضة.

 

ساعة الشيطان

"ألو يا خال أنا حرقت لك ابنك في الشارع تعالى ادفنه".. جملة نزلت كالصاعقة عندما سمع مكالمة استمرت بضعة ثواني،  بعدها هرول الرجل  في الشارع كالمجنون لايدري كيف يذهب ليلحق ابنه من الموت.

 

"يا جدعان انا وحداني حرام ابني يموت مني، دا هو عينيا اللي بشوف بيها في الدنيا"..كلمات ثقال كان يرددها الرجل الستيني عندما رأي ابنه جسد ابنه  متفحم وملقى في المستشفى قصر العيني يصرخ من الآلام.

أم العريس

 

داخل البيت تجلس الأم  تحتضن صورة ابنها:" كان بيقولي يا أمي مش عايزك في يوم زعلانة.. كان بيقولي يا أمى أنا هجبلك وحدة تشيلك علشان عارفك انتي تعبانة..  حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كسر فرحة ضنايا"

"كان نفسي يا عيد افرح بيك قبل ما أموت، كان بيقولى مش عايزك تزعلى ابدا وأنا موجود علي الدنيا، مشيت في جنازته قبل فرحه"..جمل مؤلمة قالتها والدة "عيد"، بنبرة حزينة تمتلئ عيناها بالدموع، تصمت قليل وتكرر بكائها من جديد"حرام عريس يموت قبل فرحة بالطريقة اللي مات بيها عيد".

يقول"الشيمى عبد الفتاح"، والد الضحية عيد، يوم الواقعة اتصل بيا عيد وقال لي "يابا محمد ابن عمتي جاي وعايز الـ 50 جنيه وأنا مش معايا، رديت عليه قلتله خلاص خليه يجي وأنا هتصرف فيها وأديها له يا ولدي وانتهت المكالمة الأولى بين الشاب ووالده.

" بعدها بخمس دقايق رن عليه عيد تاني، قالي أنا محمد حرقتلك ابنك في الشارع تعالي ادفنه، قالت له انت بتهرج بلاش الهزار دا قلي اه قتلت ابنك تعالي شوفه، بعدها جريت فى الشارع مش عارف أعمل إيه واسأل مين، وصلت المستشفى في كرداسة قالوا لي ابنك مش هينفع يتعالج هنا؛ أجري بيه على قصر العيني".

وتابع: " اخدته وديته المستشفى، وأنا مش عارف أعمل إيه وحدي وابني بيضيع مني ..ابني النار كلت كل هدومه"، لتقطع والدته حديث زوجها باكية:"حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا محمد، تلاقي اللي يخونك زي ما خونت العيش والملح، هتلاقي اللي يغدر بيك يا مفتري".

واستكملت الأم حديثها: بعد ما ولع فى ابنى، رمي تنر على عنيه، علشان ميعرفش يجري، ووقعه على الأرض، وأخذ التليفون واتصل بزوجى وقاله "تعالى أنا ولعت في ابنك"، الناس كلها شاهدة عليه، كان بيحاول يختفي من الكاميرا اللي في الشارع علشان ميتمسكش عليه حاجة".

وتابعت: "محمد كان هنا يوم الأربعاء، قبل الجريمة بيوم، وكان بيفطر معانا.. كنت بعامله زي ابني عيد هي دي نهاية المعروف ونكران الجميل، للدرجة أني أسمع  تاني يوم أنه ولع فى ابنى بالنار بعد ما غدر بيه في الشارع، ومش بس كده ده رمى تنر على عينه علشان ميعرفش ينقذ نفسه".

 

 

قالت صباح الشيمي شقيقه الضحية، "وحدة جاتلي قالت لي ابن عمتك ولع في أخوكي، جريت علي بيتنا ملقيتش حاجة سمعت أنه في شارع المطحن. وخدوه على مستشفى القصر العيني.. أول ما شفت أخويا قلت مش هيعيش تاني لأن جسم كان متبهدل جامد".

وأضافت: قضينا اول ساعات في المستشفى وبعدها بدأ عيد يتكلم، ولما سالته اي اللي حصل قالي محمد خدني علي خوانة وولع فيا قدام الناس بعد ما اخذ تلفوني مني عشان 50 جنيه، وأنا مش عارف ليه هو عمل فيه كده".

واستكملت: بعد يومين في المستشفى طلبوا مننا 24صفيحة دم، ودي وقتها مكانش معايا فلوس، أخت جوزي  جابت ذهبها ورحنا بعناه وكملت على الفلوس وأشترينا دم من مستشفى المصل واللقاح".

 

وأضافت شقيقته: كنا في بيت والدي وقاعدين في يوم " قلي انا شايف وحدة بنت حلال تشيل أمي وتتحمل معايا ظروفي فكان الرد من والده و أشقائه بالقبول، وتم خطوبته على الفتاة، وبدأ العمل في شقته.

وقطع الأب حديث ابنته بصوت متحشرج: " بعد 3 شهور من خطوبته ابني اتفق مع ابن عمته على شغل النقاشة في بيته الجديد بـ" ألف جنيه"، وغير انه احنا اللي جبنا كل حاجة من أدوات العمل، وأخذ منهم 800 جنيه، ثم 100 جنيه بعدها، وكان باقي آخر 100 جنيه، أخذ 50 جنيه منهم وولع في ابني علشان الـ 50 جنيه الباقية، ليه كده يقتل روح كان جه قلي يا خال عايز الفلوس الباقية وانا هتصرف واديهاله،  ليه ينتقم من ابني ويحرقه قدام الناس، وهو عارف اني مليش غيره في الدنيا ".

7 ليالي مرت قاسية على قلوب الأسرة داخل المستشفى الأب يلاحق الليل بالنهار والأم لم تغمض لها عين؛ وهي ترى ابنها الوحيد يتألم من شدة الحروق على فراش الموت".

"ابنك مات يا أمي بعد الفجر".. عبارة جاءت كصرخة متحسرة على قلبها أطلقت  صرخات مدوية لتضع نهاية لأوجاع عيد.. وبداية لحياة تعيسة لعائلته "

كان اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطارًا من العميد علاء فتحي رئيس قطاع أكتوبر بورود بلاغًا للرائد معتصم رزق رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة، من إدارة شرطة النجدة بإشعال نقاش النيران بجسد نجل خاله محدثًا إصابته بحروق أودت بحياته، بعد معاناة مع المرض في المسشتفى.

تحريات العقيد محمد عرفان مفتش مباحث شمال أكتوبر توصلت إلى وقوع مشاجرة بين نقاش 36 سنة، ونجل خاله " عامل، 21 سنة"، أسفرت عن مقتل الأخير حرقًا في شارع المطحن أمام المارة.

أعدت مأمورية تحت إشراف اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، وتمكنت من القبض على المتهم، وبمواجهته امام النيابة اعترف بارتكابه الواقعة، وجددت النيابة حبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات.