الطريق
الخميس 19 يونيو 2025 09:40 صـ 23 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
الخارجية الإيرانية: هجوم إسرائيل على إيران ما كان ليحدث لولا موافقة واشنطن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: احتمال وقوع حادث إشعاعي يبقى قائما عند ضرب موقع نووي شاهد| وزير التموين: الاحتياطي الاستراتيجي آمن.. ولدينا وفرة تكفي لستة أشهر وأكثر شاهد| وزير الكهرباء: لا انقطاع للتيار.. واستخدام الوقود البديل والطاقات المتجددة ساعد في تلبية الاحتياجات التلفزيون الإيراني: بدء الموجة الـ 13 من عمليات الوعد الصادق بإطلاق صواريخ ثقيلة وبعيدة المدى بوتين: الضربات الإسرائيلية تعزز شعبية النظام الإيراني جيش الاحتلال: رصدنا قبل قليل إطلاق صواريخ من إيران الخارجية الإيرانية: هجوم إسرائيل على إيران ما كان ليحدث لولا موافقة واشنطن إعلام إسرائيلي: الجيش أعلن شن غارات على نحو 20 موقعا نوويا إيرانيا ومواقع أسلحة الدكتور أيمن رفعت المحجوب يكتب: جدلية الأديان في العدالة الاجتماعية (ج٢) ضياء رشوان: استطلاعات أمريكية تُظهر رفضًا شعبيًا واسعًا للحرب على إيران مينا مسعود وشيرين رضا في ضيافة معكم منى الشاذلي غدًا

معركة القطبين.. لماذا هاجم طه حسين العقاد؟

طه حسين والعقاد
طه حسين والعقاد

طه حسين: هل يفهم أحد ما يكتبه العقاد؟

العداء المبطن انتهى بتنصيب طه حسين للعقاد أميرا للشعراء

 

واحدة من أشهر معارك عباس العقاد كانت مع عميد الأدب العربي طه حسين، الذي قال في أحد البرامج إنه لا يفهم أي شيء مما يكتبه العقاد، وأن كتاباته معقدة، قاصدًا بذلك على وجه الخصوص "العبقريات".

المعركة الشهيرة بدأت من عند "العقاد" كالعادة، والذي انتقد "لرسالة الغفران"، التي كتبها طه حسين حول فلسفة أبي العلاء المعري، فقال عنها: "إن رسالة الغفران نمط وحدها في آدابنا العربية وأسلوب شائق ونسق طريف في النقد والرواية وفكره لبقة لا نعلم أن أحدًا سبق المعري إليها، ذلك تقدير حق موجز لرسالة الغفران".

طه حسين رد على العقاد في مقال له قال فيه: "الذي اختلف العقاد فيه مخالفة شديدة هو زعمه في فصل آخر أن أبا العلاء لم يكن صاحب خيال حقًا في رسالة الغفران، هذا نُكر من القول لا أدري كيف تورط فيه كاتب كالعقاد"، ولم يكتف بذلك، حيث كتب بعدها في "بواعث الصمت": "أما أنا فلن أنخدع له، فهو ينكر على أبي العلاء أن يكون شاعرا عظيم الحظ من الخيال في رسالة الغفران، سنة سودة كما يقول العامة، وهل يعلم العقاد أن دانتي إنما صار شاعرا نابغة خالدا على العصور والأجيال واثقا من إعجاب الناس جميعا بشيء يشبه من كل وجه رسالة الغفران هذه، أستغفر الله إن من الأوروبيين الآن من يزعم أن شاعر فلورنسا قد تأثر بشاعر المعرة قليلا أو كثيرا".

 

الأمر تحول إلى عداء من نوع خاص بين الثنائي، إلا أنه لم يكن عداءً ظاهرًا، ففي الحوار الشهير الذي هاجم فيه "العقاد" الجميع، رفض الرد على سؤال بخصوص طه حسين، وابتعد عن الحديث عنه، كما آثر عميد الأدب العربي عدم الدخول في معركة ظاهرة، فاستمرت الخلافات مستمرة بشكل مبطن الأدب اللاتيني ومعارك أدبية دون أن يتطرق أحد منهما للآخر.

 

طه حسين لم ينس مع الزمن ما قاله العقاد، ففي لقاء تليفزيوني سأله أنيس منصور عن أدب العقاد ليرد بقوله: "وهل فهم أحد ما كتب العقاد" فرد أنيس منصور: "نعم فهمت، لا أستطيع أن أقول إنني لم أفهم شيئا"، ليصر طه حسين على رأيه قائلًا: "أما أنا فأصرح أنني لم أفهم أي شيء ولا أعرف ما الذي قصده العقاد من العبقريات".

عداء العقاد وطه حسين استمرت عدة سنوات، حتى أنهاها العقاد كما بدأها، بعدما دافع عن طه حسين خلال محنته الشهيرة إثر كتاب "الشعر الجاهلي"، وخالف رأي حزبه حيث كان عضوًا بارزًا في الوفد، وبعد عدة أعوامٍ انضم طه طه حسين إلى الوفد، وأعلن في أول مناسبة "العقاد" أميرا للشعر، وحدثت بينهما مجاملات كثيرة وصلت إلى إهداء كتاب "دعاء الكروان" للعقاد.