الطريق
الأربعاء 15 مايو 2024 10:00 صـ 7 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قتل القتيل وصلى عليه.. الضابط الخائن ”عويس” استدرجه الإرهاب بـ”الدروس الدينية”

الضابط الخائن محمد عويس
الضابط الخائن محمد عويس

قبل 8 سنوات سلم الضابط الخائن محمد عويس، صديقه وزميل دفعته الشهيد المقدم محمد مبروك، لجماعة أنصار بيت المقدس، مقابل مليوني جنيه، ولم يكتف بذلك حيث أدى دور الصديق الحزين على اغتياله، بعد ساعات معدودة من نجاح العملية الإرهابية التي شارك فيها بنفسه.

اقرأ أيضا: بلاغ عاجل للنائب العام ضد محمد رمضان بتهمة قتل الطيار أشرف أبواليسر

ساعات معدودة من استشهاد المقدم محمد مبروك، ونعاه الضابط الخائن، من خلال منشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عبّر فيها عن حزنه على صديقه الذي قدم حياته فداء للوطن، قائلا: "حسبي الله ونعم الوكيل، الإرهاب لا دين له، الإسلام بريء منكم، يا حبيبي يا مبروك، يا صديقي وأخي ورفيق الحياة، لا نزكيك على الله ولكن نحتسبك من الشهداء".

اقرأ أيضا: حكاية عجوز قتلها ابنها في نهار رمضان.. ”مزق جسدها وسط الجيران”

جسد الفنان أحمد شاكر عبدالحميد شخصية الضابط الخائن "عويس" في المسلسل الدرامي "الاختيار 2" حيث اشترك مع خلية أنصار بيت المقدس في رصد وتتبع واغتيال المقدم الشهيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطني بعد إمدادهم بكافة تحركاته ومنزله، مقابل مليوني جنيه.

اقرأ أيضا: في نهار الشهر المبارك.. وفاة ”عشماوي” أشهر منفذي أحكام الإعدام

الشهيد المقدم محمد مبروك والضابط الخائن محمد عويس، كانا صديقان منذ التحاقهما بكلية الشرطة، وحتى بعد تخرجهما، لكن اختار كلًا منهما طريقه بعد التخرج فأولهما اختار أن يقدم روحه فداء لوطنه والآخر اختار خيانة الوطن والتعاون مع الجماعة الإرهابية، وساعد في قتل صديقه مقابل المال.

اقرأ أيضا: سلم صديقه لـ”الإرهاب”.. كيف أسقط الأمن الضابط الخائن ”عويس” بعد معركة استمرت 5 ساعات؟

ظن الخائن "عويس"، أن انتمائه للجماعات الإرهابية، لن يُكشف، لكن الحقيقة جاءت عكس مخيلته، بسقوط "أحمد عزت" المتهم الرئيس في حادث اغتيال الشهيد محمد مبروك، حيث كشف عن تورطه في عملية الاغتيال، عن طريق إمدادهم بمعلومات عنه وخط سيره.

سرعان ما تمكنت قوات الأمن من القبض على الضابط الخائن محمد عويس المكني بـ"أبو عبدالرحمن"، وبمناقشته أقر خلال التحقيقات التي أجريت معه أنه تلقى دعوة من أحد المتهمين في القضية لحضور دروس دينية حول تطبيق الشريعة الإسلامية وأحكامها، وهناك تعرف على المتهم الثالث في القضية، والذي يعتنق الأفكار التكفيرية التي تدعو إلى تكفير الحاكم والعاملين بسلطات الدولة، مشيرًا إلى أنهما حاولا استقطابه لاعتناق ذلك الفكر.

وأضاف أنه في شهر أغسطس عام 2011، وحتى شهر فبراير عام 2012 وإبَّان عمل "الضابط الخائن" رئيسًا لوحدة مرور الأجرة بمجمع السلام، هاتفه المتهم الثاني والأربعون -في القضية-، ليخبره عن رغبة المتهم الثالث في لقائه، حيث التقاه وعرض عليه الأخير مبالغ مالية مقابل اصطناعه أوراقًا لسيارة لتهريبها من دولة ليبيا مبررًا فعله بعدم مخالفة التهريب الجمركي لأحكام الشريعة الإسلامية، إلا أنه رفض طلبه.

وواصل أنه في آواخر عام 2012، هاتفه المتهم الثاني والأربعون مرة آخرى، ليطلب منه لقائه، والتقاه في حضور المتهم الثالث، وأفصح له الأخير عن قيامهما بجمع بيانات ومعلومات عن أسماء ضباط جهاز أمن الدولة طالبًا منه إمداده بمعلومات عنهم، وعرض عليه حينها المتهم الثالث قرابة سبع صورٍ على هاتفه المحمول لضباطٍ طالبًا إمداده ببياناتهم، وأنه على إثر إضافته المتهم الثالث صديقًا له على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وعرض عليه المتهم الثالث صورة نشرها المتهم على حسابه جمعته وآخرين منهم الشهيد محمد مبروك طالبًا إمداده بالمعلومات عنهم، وبيان من سبق عمله بجهاز الأمن الوطني "أمن الدولة سابقًا"، وذلك بسبب طبيعة عمله بالمرور وسهولة إطلاعه على بيانات السيارات والمسجلة بأسمائهم وعناوينهم وأرقامهم القومية، أيًا كانت جهة ترخيص السيارة، والاطلاع على بيانات رخص القيادة أيضا، وكان المتهم الثالث في القضية يتردد على مكتب الضابط الخائن "محمد عويس" بإدارة المرور، ومكث رفقته بمفردهما لفترة ليست بالقصيرة للحصول على المعلومات المطلوبة منه، مقابل منحه أموالًا.

وأشار إلى أنه، لطبيعة عمله بجهة المرور، متاحٌ له الاطلاع وفى إطار ذلك طلب منه المتهم الثالث الاستعلام عن بيانات سيارة، فكشف عليها وتبين أنها مملوكة لمسيحى، وأن المتهم الثالث حضر إليه بمكتبه، بوحدة المرور مقر عمله، مرتين، مكث فى إحداهما بالمكتب بمفرده مدة قاربت النصف ساعة.

وعاقبت المحكمة في وقت سابق الضابط الخائن محمد عويس وعدد آخر من الإرهابيين، هم كلٍ من: الإرهابي هشام عشماوي، والفلسطينيين الهاربين أيمن نوفل ورائد العطار القياديين بحركة حماس و34 آخرين بالإعدام شنقا، والسجن المؤبد لـ 61 متهما والمشدد 15 عامًا لـ 15 متهمًا و10 سنوات لـ 21 متهما و5 سنوات لـ52 آخرين وانقضاء الدعوى ضد 22 متهمًا للوفاة، لارتكابهم 54 جريمة إرهابية منها تفجيرات مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء واغتيال ضابط الأمن الوطني المقدم محمد مبروك واللواء محمد السعيد مدير المكتب الفني لوزير الداخلية الأسبق ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق وآخرين.