الطريق
الأحد 19 مايو 2024 12:05 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قصة كفاح شاب فقد قدميه.. أحمد عامر حارب الظروف بالعمل وأنشأ جمعية للمعاقين

أحمد عامر
أحمد عامر

"أحمد عامر" الشاب الشرقاوي، يعد نموذجا لشاب لم يسمح بظروفه أن تتحكم فيه، إذ عاش حياة ريفية بسيطة، لكن انقلبت حياته رأسًا على عقب بعد أن فقد قدميه في حادث مؤلم، عندما قرر أن يستقر ويتزوج ونظرا لظروفه المادية بنى غرفتين أعلى منزله ليعيش حياة كريمة هو وزوجته وعائلته، إذا أسس غرفتين بالفعل وأنشأ سقفهم بالألواح الخشبية، وأثناء ذلك سقطت الألواح الخشبية على قدمية.

أحمد لم يفقد الأمل وواجه الظروف الصعبة، وبعد 4 سنوات من الصراع النفسي لم يفقد أحمد تحقيق أحلامه منها العمل في النجارة، وإنشاء شركة ميجا، وإنشاء جمعية للمعاقين.

تحدث أحمد عامر لـ جريدة "الطريق"، قائلًا: " أنا من أسرة بسيطة مقيم في مركز أبو كبير بالشرقية، أبلغ من العمر 33 عامًا، شاب سوي كنت أعيش حياة طبيعية إلى أن وصلت من العمر 25 عامًا ثم بعد ذلك انقلبت حياتي رأسا على عقب بعدما فقدت نعمة كبيرة هي السير على قدمي.

وأكمل أحمد حديثه: "تعرضت للحادث بعدما تزوجت وأصبحت في منزلي الخاص، قررت أنا أبني غرفتين فوق منزلي؛ حتى اتمكن من اعيشض مع أهلي، وأسست غرفتين بالفعل وأنشأت سقفهم بالألواح الخشبية، وطلبت من عامل أن يقوم بفرد الرمال فوق هذه الألواح لتحمل المطر خلال سقوطه، وأثناء وجود العامل فوق الألواح؛ ليقوم بفرد الرمال وجدت صوت الألواح تنتزع دخلت مسرعا ولم أدر بنفسي إلا والألواح وجميع ما عليها يسقط فوقي ولا أعلم ماذا حدث بعد ذلك".

وتابع أحمد قائلًا: وأخبرني الطبيب أنني أصبت بكسر في 4 فقرات في الظهر وشلل نصفي، وتسبب ذلك في جلوسه على كرسي متحرك طوال حياتي بعد أن فقدت الأمل في أن أقف على قدمي مرة أخرى، ودخلت في صراع مع نفسي بعد أن أخبرني جميع الأطباء، أنني لن أستطيع المشي على قدمي مرة أخرى، دخلت في إكتئاب نفسي، استمر 4 سنوات لم أكن فى هذه السنوات أرى الشوارع ولا أعلم الليل من النهار.

واستكمل: بعد مرور 4 سنوات من الصراع النفسي والاكتئاب قررت أن أخرج إلى الشارع وأبدا حياة جديدة وأوجه العالم من حولي؛ لكي أثبت أن الحياه لم تتوقف على ذلك، بدأت في مباشرة عملي السابق، وهو النجارة ولكن بمساعدة والدي وأخي، ولم أكتف بذلك فقد قمت بإنشاء شركة ميجا صغيرة على السوشيال ميديا؛ أقوم من خلالها بالدعاية والإعلان، ثم أنشأت جمعية للمعاقين وبدأت بالتعارف على العديد من أمثالي عن طريق السوشيال ميديا، وجاءت فكرة إنشاء جمعية للمعاقين وأطلقت عليها اسم جمعية "الإرادة لتحدي الإعاقة".

إقرأ أيضًا: http://مدرِّسة في دعوى خلع: بعد ما وقفت جنبه في محنته اتجوز عليا

ووجه أحمد رسالة لـ ذوي الاحتياجات الخاصة قائلًا: "أنصحهم بعدم اليأس والاكتئاب وأن يبدأون حياة جديدة وينظرون للأمام وأن الحياة لم تتوقف وأن إذا توقف الجسد فلم يتوقف العقل وأن الإنسان المعاق باستطاعته أن يعمل كالإنسان السوي؛ لأنه لم يفقد عقله.

كما وجه رساله للآخرين بضرورة تغيير النظرة لذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم النظر إليهم نظرة شفقة وأن يقوموا بمساعدتهم من الناحية الإنسانية، ومد يد العون اليهم لهم، مؤكدًا أنه يذهب في أي مكان دون مرافق ويذهب إلى القاهرة؛ لحضور ندوات بالقطار دون أن يحتاج مساعدة لأحد ويعتمد على نفسه.