الطريق
الخميس 16 مايو 2024 07:40 صـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«الطريق» تكشف وثيقة الاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الفساد عالميا

قمة الديمقراطية
قمة الديمقراطية

حازت "قمة الديمقراطية" بدعوة من إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في وقت سابق من ديسمبر الجاري، مع الإشارة إلى أن القمة على اهتمام إعلامي كبير، لكن في المقابل، تجاهل البعض إصدار "البيت الأبيض" وثيقة مهمة؛ وهي "استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الفساد"، في سابقة هي الأولى من نوعها في "واشنطن".

الفساد يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة

وفي هذا الصدد، تأتي الوثيقة التي أطلقها البيت الأبيض لمكافحة الفساد لتقود لجعل مكافحة الفساد مبدأ أساسيًا ومحددًا رئيسًا للسياسة الخارجية الأمريكية؛ وذلك في ضوء تصريحات "بايدن" بشأن خطورة الفساد، والتي أكَّد خلالها أن الفساد يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة، والمساواة الاقتصادية، ومكافحة الفقر، وجهود التنمية العالمية، والقيم الديمقراطية.

اقرأ أيضا: حصاد «الطريق » | الجولة الثامنة من محادثات فيينا.. هل ثمة إنفراجة قريبة؟

غزو أوكرانيا

بالتزامن مع إطلاق الاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الفساد، واصل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" حشد القوات والمعدات على الحدود مع أوكرانيا، مهددا بالتصعيد وغزو أوكرانيا وتكرار سيناريو شبه جزيرة القرم في عام 2014، وأكَّدا أن مثل هذه التطورات دفعت البعض إلى دعوة الإدارة الأمريكية لفرض عقوبات على الدائرة المحيطة بالرئيس الروسي بسبب اتهامات لها بالفساد، واتسقت هذه الدعوات مع إدراك إدارة "بايدن" لأهمية مكافحة الفساد كأداة رئيسة للسياسة الخارجية الأمريكية.

رفع حزمة من العقوبات على "نورد ستريم 2"

وبدلا من فرض عقوبات على الكرملين والنخبة الروسية التي تتهمها واشنطن بالفساد، ظهرت تقارير تفيد بأن كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية مارسوا ضغوطًا على الكونجرس من أجل رفع حزمة من العقوبات طويلة الأمد المفروضة على مشروع خط "نورد ستريم 2" المدعوم من الكرملين، في خطوة مشابهة لقرار "بايدن" –في مايو الماضي- برفع العقوبات المفروضة على الرئيس التنفيذي للشركة المسؤولة عن تدشين الخط، "ماتياس وارنيج"، وهو ضابط استخبارات سابق في ألمانيا.

استخدام الغاز الطبيعي كورقة ضغط على دول شرق أوروبا

وباتت إدارة "بايدن" تغض الطرف عن الممارسات العدائية الروسية، والتي تستهدف تقويض الشراكة عبر الأطلسي، وتحدي الدول الغربية من خلال استخدام الغاز الطبيعي كورقة ضغط على دول شرق أوروبا، وافتعال أزمة المهاجرين على الحدود البيلاروسية، والتهديد بغزو أوكرانيا.

تعزيز العقوبات المفروضة على روسيا

ورغم هذه الممارسات العدائية، التي من المُفترض أن تدفع واشنطن لتعزيز العقوبات المفروضة على روسيا، ورجال الأعمال الفاسدين المقربين للكرملين، أشار المقال إلى ظهور العديد من الدعوات إلى "التفكير بشكل استراتيجي"، بمعنى بذل الجهود من أجل حشد دعم حلفاء واشنطن لمواجهة الصين باعتبارها تُمثِّل التهديد الأكبر للولايات المتحدة، وليس روسيا.

اقرأ أيضا : عاجل | دراسة: جرعة إضافية من لقاح «جونسون» تقلل من خطر «أوميكرون»

محاربة الفساد

وإلى جانب ضرورة تشديد العقوبات على الكرملين والدوائر المحيطة به من الساسة ورجال الأعمال، أضاف المقال أن محاربة الفساد تقتضي التخلص الكامل من أموال النخب الفاسدة في النظام المالي الأمريكي، الأمر الذي يتطلب إرادة سياسية لمعاقبة النخب الأجنبية الفاسدة، والمؤسسات الأمريكية التي تتعامل معهم؛ فالعديد من الأنظمة تستخدم الشركات متعددة الجنسيات من أجل تحقيق أهداف سياستها الخارجية، وممارسة النفوذ والتأثير على الدول الأخرى، فضلًا عمَّا تمتلكه تلك الأنظمة من تأثير على رجال الأعمال وجماعات الضغط لخدمة مصالحها.

دعم مصالح الأنظمة الديكتاتورية

وختاما، فإن استراتيجية مكافحة الفساد التي أطلقتها الإدارة الأمريكية في ديسمبر الجاري تُعَد خطوة مهمة على طريق مكافحة الفساد محليًا ودوليًا، ويتعيَّن دعم هذه الاستراتيجية بالتزام أمريكي دائم بمحاربة الشركات والمؤسسات العابرة للحدود، وجماعات الضغط، وكل ما من شأنه دعم مصالح الأنظمة الديكتاتورية، وذلك في ضوء تزايُد التهديدات التي تواجه الديمقراطيات العالمية، والتي بات أمنها على المحك.