الطريق
السبت 20 أبريل 2024 08:43 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كازاخستان.. انتفاضة ضد حقبة ”نور سلطان” يشعل فتيلها الغرب

لماذا انفجر الوضع فجأة في كازاخستان؟ وإلى ماذا يرمز إسقاط تمثال نور سلطان نزارباييف "زعيم الأمة" الذي لم يغب عن المشهد السياسي رغم استقالته؟ للإجابة عن ذلك وأكثر نناقش هذا الموضوع مع أبو بكر أبو المجد الكاتب والباحث في شؤون آسيا.

هل لحقبة نور سلطان نزارباييف علاقة مباشرة بما تشهده كازاخستان؟

كازاخستان تدفع وفق تحليلي الشخصي كباحث، ثمن استمرار وجود الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف في الواجهة مما يجعل الكثير ينزعج من أنه يتحكم في القرار السياسي والسيادي في كازاخستان، لأنهم يرون الزعيم قاسم جومارت توكاييف هو "الرئيس المنتخب"، وهم يثقون في توجهاته وطموحاته نحو التحلل شيئًا فشيئًا من السطوة الروسية على البلاد من الناحية الاقتصادية والثقافية والبحث عن الاعتدال.

ورغم أن كازاخستان معتدلة منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في علاقتها مع روسيا والصين والولايات المتحدة، لكن الأجيال الجديدة المحتكة بالمنظومات الغربية على المستوى الثقافي والعلمي ينشدون أن تكون بلادهم على الخطى ذاتها، وفي ظل هيمنة الروس التي يمثلها في قناعات الشعب الكازاخي الرئيس الأسبق نور سلطان نزارباييف، لذا فإن الجيل الجديد اتخذ من ارتفاع سعر الوقود شرارة للتعبير عن سخطهم على حقبة نور سلطان التي امتدت إلى 29 عامًا حتى استقالته في 2019، ورفضهم بقائه في الواجهة.

كيف تنظرون لإعلان الرئيس الكازاخي بعد 3 سنوات من حكمه، ترأس مجلس الأمن خلفا للرئيس السابق نور سلطان نزارباييف؟
 

نور سلطان نزارباييف تخلى شكليا عن الولاية الرئاسية في 2019، لكن ثمة تعديلات تمت من البرلمان الكازاخي لاعتمادة قائدا للأمة، مما جعله يمتلك الكثير من السلطات من بينها رئاسة مجلس الأمن القومي حتى أسابيع مضت إلى أن تخلى عن المنصب، لكن هذا الأمر لم يبدو مقنعا للشعب الكازاخي، الذي يرى أن بقاء نور سلطان في الواجهة يؤكد أن الرئيس الحالي الذي كان رئيسا للبرلمان وتولى الرئاسة، يؤدي دورًا شكليا فقط بينما يبقى الفاعل الحقيقي نور سلطان، أم استقالته فتأتي لامتصاص غضب شعبي ربما استشعره بحنكته السياسية أو استجابة لأجهزة استخباراتية في الدول الصديقة.

ويأتي إعلان الرئيس الرئيس قاسم جومارت توكاييف تولي مجلس الأمن القومي للتأكيد على أن مقاليد الحكم باتت الآن على الأقل في يده من أجل أن يهدأ الساخطون على حقبة نوور سلطان.

هل ينعكس توسع الأحداث في كازاخستان على مخطط روسيا لغزو أوكرانيا؟

لا شك أن ما يجري في كازاخستان نتيجة مباشرة وغير مباشرة للصراع الروسي الغربي على أوكرانيا. الغرب بالتأكيد يريد أن يبعث رسالة ليس للرئيس الكازاخي وإنما للرئيس الروسي مفادها أنه بإمكاننا العبث في أي وقت بحديقتك الخلفية، لذا فإن المخطط الروسي في أوكرانيا إذا تحقق سيكون له ثمن باهظ، وأعتقد أن الرسالة وصلت خاصة أن الرئيس الأمريكي سيلتقي نظيره فلاديمير بوتين في 10 يناير المقبل، لذا فإن ما يجري هو رسالة مساومة على المغامرة الروسية في أوكرانيا إما أن تنتهي بمناقشات دبلوماسية أو بمواجهة عسكرية.

هل تتدخل أطراف خارجية لإشعال الوضع في كازاخستان؟ أم أن الاحتجاجات تقودها المعارضة؟

المعارضة نوعان في أي دولة، نوع مأجور وآخر يعارض لأجل الوطن، والنوع الأخير لا يبحث أبدا عن العنف وتدمير المؤسسات والمنشآت التي يدفع ثمنها ويعمل بها أبناء من هذا الوطن، لذا فإن الحديث عن حرق مقر النائب العام ومبنى حاكم المدينة والاعتداء على المقرات الأمنية وحرق العشرات من سيارات الإسعاف والإطفاء ونهب المصارف وقتل وجرح عناصر الأمن والاستيلاء على المطار، إذا لا نتحدث هنا عن معارضة وطنية ولكن معارضة مأجورة.

ومنذ البداية لعب الإعلام الأوكراني والبولندي دورا سلبيا حيال ما يحدث في كازاخستان، وبدأ في ترويج الشائعات لصالح القوى الغربية، أي أوروبا ومن خلفها الولايات المتحدة.

القيادة الكازاخية أعلنت عن رصد عمليات تحويلات مالية من أوكرانيا لدعم المعارضة، وعندما ننظر حاليا لزعيم المعارضة الموجود في أوكرانيا والذي يمني نفسه بالوصول إلى دور الرئاسة، فكل ذلك يؤكد على على وجود تدخلات من الخارج وبالتأكيد بولندا وأوكرانيا تلعبان دورا ضد كازاخستان لصالح القوى الغربية.

ما الذي تمثله كازاخستان بالنسة إلى مصر؟

 كازخستان دولة محورية في منطقة أوراسيا، لها باع في الطاقة النووية والتكنولوجيا ويمكنها مساعدة مصر في مجالات مثل إطلاق الأقمار الصناعية، واستخدام الطاقة النووية السلمية. كذلك فيما يتعلق بالسياحة، فان السياح الكازاخ عوضوا مصر عن غياب السائح الروسي بعد أزمة الطائرة الروسية في عام 2015. بعد الحظر الذي فرضته موسكو جاء السياح الكازاخ إلى مصر بكثافة ليحتلوا المرتبة الثالثة في هذا القطاع، كما أن السائح الكازاخي سائح سخي بعكس السائح الروسي.

اقرأ المزيد: باحث في شؤون آسيا: لجوء كازاخستان لقوات حفظ السلام لا يعد استقواءً بالخارج

موضوعات متعلقة