الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 11:28 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

اعرف كواليس اختيار الشخصية المحورية لمعرض أبوظبي للكتاب 2022

رئيس مركز اللغة العربية بأبوظبي يعلن اختيار طه حشين شخصية أبو ظبي للكتاب 2022

قال دكتور علي بن تميم، رئيس مركز اللغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي إن اختيار الشخصية المحوريةلمعرض أبوظبي الدولي للكتاب2022، التي أعلن عنها أمس الجمعة -على هامش فاعليات الدورة ال53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والمستمرة حتى 6 يناير المقبل- تقليد مبتكر منذ سنوات، إذ يحتفي المعرض بشخصية محورية، وضيف شرف، حتى يكون للفاعليات والمبادرات تنوع مثمر للقراء.

وأضاف بن تميم، في تصريحات خاصة ل"الطريق" أن اختيار الشخصية المحورية لعميد الأدب العربي طه حسين، والنقاش حولها، وتدارسها، جاء قبل ثلاثة أشهر من الإعلان عنها أمس، ووقد خضع الأمر لعدة شروط تتضمن أن تكون الشخصية راحلة، وأن يكون لها أثرُ في الثقافة العربية، والعالمية، وصناعة الكتاب، وإضافة محتوى إبداعي مهم وكبير، وعلى مدار السنوات السابقة اختيرت شخصيات مثل ابن العربي، وجوتة.

وتابع بن تميم: "هذا العام أعلن كتاب أبوظبي الدولي أن طه حسين هو الشخصية المحورية للمعرض، لما له من دور كبير في الفكر العلمي، والثقافة العربية، وللإبداع، وله موقف إيجابي من اللغة، وأسهم في تعزيز المستقبل واستشرافه، ودعم أو نظّر للتعليم ومجانيته، وضرورة أن يكون مبتكرًا، وعزز من حرية المرأة ودورها في المجتمعات، وأضاف منهجًا نقديًا جديدًا في مجال الشعر، وكان له موقفُ لغويّ حضاريّ، واهتم بالأصالة والبداوة، وله دور إيجابي في الاحتفاء بلغة شبه الجزيرة العربية التي هي لغة الشعر والإبداع، كما أنه كان يقدره تقديرًا كبيرًا، ومثلما كان يعني بمد جسور التواصل مع الحضارات الأخرى ومع العصور القديمة، كان يدعو أيضًا إلى العناية بالحاضر حتى ننطلق إلى المستقبل".

وأوضح بن تميم أن إقامة فاعليات لشخصية محورية كطه حسين في معرض الكتاب الدولي لأبوظبي سيكون من خلال التعاون مع وزارة الثقافة المصرية وبيت أو متحف طه حسين، وكذلك الباحثين والمؤسسات الثقافية داخل مصر، وهذا لا يمنع أيضًا أن يُدعى الدارسون من العالم العربي والعالم أجمع للندوات وإقامة جناح في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لأن شخصية طه حسين ليست مصرية فقط، إنما شخصية عربية لها أثر عربي ولها معجبون، ومحبون من العرب، والعالم.

وبحسب بن تميم، فإن الاحتفاء الذي يعده معرض أبوظبي بشخصية طه حسين سيكون من خلال إقامة الندوات وبناء جناح خاص به، وتقديم كتبٍ صوتية لبعض إنتاجاته، وإقامة ورش عمل بخصوص إبداعاته، وإعادة طباعة بعض إنتاجاته بالتعاون مع دور النشر.

وتابع: "نحن ندرك أن طه حسين في السنة المقبلة سوف تتاح حقوق ملكيته وتشاع بعد مرور خمسين عامًا على وفاته، وبالتالي من الممكن الاستفادة منها، لكنّ انفتاح الملكية الآن يقتضي مسؤولية كبيرة، لأنه ينبغي ألا تُهمل هذه الشخصية، وأن يتم تعزيزها، وتقدم بصورة تليق بها".

بن تميم: المتشائمون فقط هم من يرون أن اللغة العربية في خطر

وحول القيود أو الشروط لترجمة الكتاب من العربية إلى الأجنبية أكد بن تميم أن الترجمة لا تعني انتقال كتابٍ من لغةٍ إلى أخرى، وإنما انتقاله من نظامٍ إلى نظامٍ آخر، ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى، ولا شك أن هذا الانتقال يتبعه تغيرات كبيرة، فتلقي أمر ما في ثقافة ما يختلف عن تلقي وفهم آخر، ولكل ثقافة شروطها وتقبلها الجمالي، والتغيرات اللازمة في هذا المجال، واللغات الأخرى تعتمد ذلك، لكن الوفاء للترجمة ولحقوق الملكية الفكرية ينبغي أيضًا أن يُحترم، والتوفيق بين هذين الأمرين صعبُ جدًا، ولكن هذا ليس من الصعوبات في مركز اللغة العربية؛ "لأن الأدوات الآن أصبحت أكثر، والمشترك الإنساني أصبح أكثر وضوحًا".

أما عن مستقبل اللغة العربية ووضعها الحالي بين لغات العالم فقال: "المتشائمون فقط مَن يرون أن اللغة العربية في خطر، فهناك فرص وتحديات، ويوجد مشترك في هذه الفرص والتحديات عربية، وهناك اختلاف أيضًا في هذه الفرص والتحديات، فاحتياجات الخليج للغة العربية تختلف بالضرورة عن الاحتياجات الموجودة في مصر أو المغرب، وهناك جامع لهذه التحديات والفرص لأنها لغة واحدة، لكن هناك أدوات مختلفة وسياسات مختلفة ليعد هذه اللغة، وأنا من الإيجابيين إذا توافر التنسيق لأن مشكلة اللغة العربية وتحدياتها لا يضع حلا لها مجمع أو مركز فقط، لكن قطاعات، فقطاع التعليم عليه مسؤولية، المجامع والمراكز، والثقافة، والمبدعون، والاقتصاديون عليهم مسؤولية، وتبقى الفرص أنها لغة من أقوى لغات العالم، وهناك أكثر من 450 مليونا يتحدثون بها، فهي رابع أقوى لغة من حيث المتحدثين في العالم، وهذه فرصة كبيرة، أيضًا هي لغة دينية لأن هناك مئات من الملايين، فمستقبل اللغة بعد 25 سنة سيصل إلى 650 مليون متحدث، وفي المقابل هناك تحديات مثل ضعف التقنيات الحديثة التي تعزز اللغة العربية، لكن هذا أصبح تداركه سريعًا بوجود الهمم والخطط، والإرادة، والتعاون العربي، نستطيع إن شاء الله تقديم الفرص على أكمل وجه.

اقرأ أيضًا: «الخلوة الثقافية للغة العربية» في معرض الكتاب