الأزمة الأوكرانية تضع المستشار الألماني الجديد في موقِف حَرِج

على ضوء الزيارة المُرتقَبة للمستشار الألماني الجديد "أولاف شولتز" إلى "واشنطن" اليوم والتي تأتي تزامُنًا مع الضغوط التي تواجهها "برلين" لتبنِّي الجهود التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة "موسكو"، رغم اعتماد ألمانيا على إمدادات الطاقة الروسية.
عقوبات صارمة ضد روسيا
ومن المتوقَّع أن يدفع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الزعيم الألماني الجديد، يوم الإثنين 7 فبراير، لدعم عقوبات صارمة ضد روسيا، في حال غزو "موسكو" لأوكرانيا؛ بحيث تتضمن تلك العقوبات إغلاق خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي ينتظر الحصول على تصريح لبدء ضخ الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا.
في هذا الصدد، "شولتز"، مثل المستشارين الألمان السابقين، يحاول الموازنة بين عضوية بلاده في "حلف الناتو"، وعلاقاتها الوثيقة مع روسيا، ولكن نظرًا لأن الأخيرة أصبحت أكثر عدوانية، فقد باتت جهود "شولتز" لتبنِّي "موقف وسط" موضع انتقاد من قِبل المجتمع الدولي.
ضم أوكرانيا إلى المجال الغربي
اتصالًا، يرى بعض المسؤولين في "برلين" أن حذر "شولتز" لا ينبع من خوفه من "انتقام روسي مُحتمل" بشأن إمدادات الغاز الطبيعي، وبدلا من ذلك، يُعد ذلك الحذر مدفوعًا باعتقاد أن ضم أوكرانيا إلى المجال الغربي، وتزويدها بالأسلحة والمعدات العسكرية، سيزيد من عدم الاستقرار في أوروبا.
وما يثبت ذلك، على حد ذِكر المقال، أن ثمّة دولًا أوروبية أخرى، مثل: فرنسا، تعارض "واشنطن" بصدد تزويد "كييف" بالأسلحة، وترفض بشدة احتمال انضمام أوكرانيا إلى "الناتو" و"الاتحاد الأوروبي".
وعلى الصعيد نفسه، تتمثل إحدى العقبات التي يواجهها "شولتز" في اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه روسيا، هي اتباع نهج حزبه "الاشتراكي الديمقراطي" المعروف بـ"الود" تجاه روسيا.
الغاز "الحلقة الأخيرة"
كما أن أحد أكثر المدافعين صراحةً عن الأخيرة هو سلف "شولتز" ومعلمه السياسي "جيرهارد شرودر" الذي شغل منصب المستشار حتى عام 2005؛ فهو صديق للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ويدافع كثيرًا عن موقف روسيا، وحذَّر مؤخرًا من أن الأخيرة لن يردعها أي نوع من العقوبات، مضيفًا أن الغاز هو "الحلقة الأخيرة" التي تجعل "موسكو" مرتبطة بالغرب.
وفي هذا الصدد، أكَّد أحد المسؤولين الألمان أن "شولتز" يتفق مع "شرودر" على أنّه حتى إذا استمرت الأزمة في التصاعُد، وما نجم عنها من عدم تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" مطلقًا، فإن الغاز الروسي سيستمر في التدفُّق إلى ألمانيا عبر "نورد ستريم" الأصلي، وخطوط الأنابيب الأخرى.
كما أضاف مسؤول آخر "نحن دولة ذات سيادة، ولا يمكننا أن نقبل أن تخبرنا دولة أخرى بما يجب أن نفعله"، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ختامًا، يدعم الناخبون الألمان -الذين يتوخون الحذر بشأن استخدام القوة العسكرية لحل الأزمات الدولية- نهج المستشار الألماني الجديد تجاه الأزمة الروسية الغربية؛ حيث أظهر استطلاع حديث للرأي أن 73% من الألمان يوافقون على رفض "شولتز" تسليح أوكرانيا.