الطريق
الأحد 4 مايو 2025 01:25 مـ 7 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يبرز الأزمة الأوكرانية وخطاب الكراهية الروسي

أرشيفية
أرشيفية

• العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ما هي إلا محاولة لإعادة إحياء الإمبراطورية الروسية القديمة، ولا تتعلق بمشكلات خاصة بالطاقة، أو الاقتصاد، أو حتى التنافس مع الغرب.

• قيادة الرئيس "زيلينسكي" لعبت دورًا محوريًّا في قرار القوى الغربية الخاص بفرض عقوبات على روسيا، حتى أنه شجع دولًا مثل سويسرا على تجميد الأموال الروسية المودعة في بنوكها.

• للحرب الأوكرانية عواقب وخيمة طويلة الأمد على العالم، خاصة أن "بوتين" يتمتع بتأييد كبير في منطقة غرب البلقان.

ألقى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خطابين يومي 21 و22 من فبراير الماضي، استعرض من خلالهما الأسباب التي دفعته إلى القيام بالعملية العسكرية في أوكرانيا، فى تقرير على موقع "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، سلط الضوء من خلاله على نبرة الازدراء والكراهية التي كانت واضحة في خطابات الرئيس الروسي تجاه أوكرانيا وشعبها.

وفي هذا السياق، ذكر المجلس أن الأسلوب الذي انتهجه "بوتين" في خطاباته تجاه أوكرانيا يعكس مساعيه لإنكار حق أوكرانيا في الوجود، ويعد بمثابة رسالة تشجيع للجنود الروس على القتل العشوائي للمواطنين الأوكرانيين.

وباستعراض خطابات "بوتين" يتبين أن أهدافه تتلخص في ثلاث نقاط، وهي: نزع السلاح من أوكرانيا، والتخلص من النظام الحاكم، وأخيرًا تحقيق الاستقرار، وهو ما يَعني -وفقًا للمقال- تجريد أوكرانيا من جميع وسائل الدفاع عن نفسها، والتخلص من الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" المنتخب ديمقراطيًّا من الشعب الأوكراني، واستبدال شخص آخر به يكون مواليًا للنظام الروسي.

ولفت المجلس الانتباه إلى أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ما هي إلا محاولة لإعادة إحياء الإمبراطورية الروسية القديمة، وبالتالي، فإن هدفها الرئيس يتعلق بأوهام السيادة وإعادة الاستعمار، وليس انطلاقًا من مشكلات تتعلق بالطاقة، أو الاقتصاد، أو حتى التنافس مع الغرب.

وأشار المجلس إلى أن الأوكرانيين أعطوا دروسًا للعالم خلال الفترة الماضية؛ حيث أظهروا أهمية وجود قيادة ملهمة، خاصة في وقت الأزمات.

وفي هذا الصدد، ألقى المجلس الضوء على الرئيس الأوكراني "زيلينسكي"، والذي لم يوحد الأوكرانيين فحسب، ولكنه عمل على توحيد الصف الأوروبي من خلال صموده أمام روسيا، الأمر الذي جعل دولًا مثل ألمانيا تغيِّر سياستها الدفاعية لدعم أوكرانيا، والتعاطي مع التحديات التي تواجه الأمن الأوروبي.

ويرى المجلس أن قيادة الرئيس "زيلينسكي" لعبت دورًا محوريًّا في قرار القوى الغربية الخاص بفرض عقوبات على روسيا، حتى أنه شجع دولًا مثل سويسرا التي دائمًا ما عُرفت على أنها دولة "محايدة" على تجميد الأموال الروسية المودعة في بنوكها، وبالتالي، أسهم "زيلينسكي" في تغيير القواعد السياسية في أوروبا.

ورجَّح المجلس أن يكون للحرب الأوكرانية عواقب وخيمة طويلة الأمد على العالم بأسره، خاصة أن "بوتين" يتمتع بتأييد كبير في منطقة غرب البلقان، فعلى سبيل المثال، يدعم الزعيم الصربي في البوسنة والهرسك "ميلوراد دوديك" (Milorad Dodik)، وحزب الجبهة الديمقراطية (The Democratic Front party) في الجبل الأسود نظام "بوتين"، وكذلك قراره بشأن العملية العسكرية في أوكرانيا، الأمر الذي يُشكل خطرًا على مستقبل الأمن الأوروبي.

وختامًا، يدعو المجلس شعوب البلقان إلى ضرورة الاستفادة من تجربة الشعب الأوكراني، الذي يسعى إلى مواجهة نظام "بوتين" وليس الشعب الروسي؛ إذ لم يستخدم الأوكرانيون "الكراهية" كسلاح ضد الروس، وهو ما انعكس خلال عمليات اعتقالهم للجنود الروس، وأكَّد المقال أن المجتمع الأوكراني سيُبنى من جديد، ولكن يبقى الاختبار الحقيقي في كيفية نبذ الكراهية تجاه الشعوب، وهو المسار الذي اتبعه الشعب الأوكراني، وتخلَّفت عنه روسيا.

اقرأ أيضا: المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: هل يتمكن الاتحاد من التقارب مع دول المحيطين الهندي والهادئ؟