قنبلة «جانتس» تهز إسرائيل.. فلسطين لها الحق في الدفاع عن نفسها.. وسياسة «نتنياهو» سبب الأزمة بين العرب وتل أبيب

قرر الرئيس السابق السابق لهيئة أركان الجيش الاسرائيلي، بيني جانتس، إن ينال تأييد العرب قبل الإسرائيليين لكي يتمكن من الإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" من منصبه ويحل محله، وهو ما بات واضحا من خلال سلسلة التصريحات التي أدلى بها أثناء اللقاء الذي أجراه مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، والتي تؤكد رفضه الشديد لفكرة الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والأغرب أنها توضح موافقته لكل ما يقوم به ممثلي حركة حماس، من الدفاع عن قطاع غزة، لذلك قررت "الطريق" الإلتفات لما قاله جانتس وسنحاول أن نبحث بين السطور لنكشف عن ما يقصده.
بيني جانتس يسعى للدخول في الإنتخابات الإسرائيلية التي من المقرر أن تتم في التاسع من إبريل المقبل، وبسببه يعيش نتنياهو حالة من القلق والخوف، لدرجة جعلته يستعين بالقوى الخارجية لكي تتم الإطاحة به، وبدلا من استغلال هذه النقطة لصالحه أدلى بتصريحات قد تتسبب في وقوف الكثيرون داخل إسرائيل ضده ولا يحرصون على التصويت له لمنعه من الوصول لهدفه، لذلك سنحاول إلقاء الضوء على ما قاله حتى يتبين لنا غرضه مما قال.
قال جانتس في التصريحات التي أدلى بها لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه ينبغي على الحكومة الاسرائيلية أن تفكر في أفضل السبل التي تساعدها على حكم الشعب الإسرائيلي، بدلا من إهدار الوقت والجهد في فرض القوة لحكم شعب أخر، وأعتبرت الصحيفة العبرية أن جانتس ضد فكرة إحتلال فلسطين، مؤكدا أن الخسائر التي مست إسرائيل بسبب إحتلالها للأراضي الفلسطينية، لابد أن تجبر نتنياهو على التنحي وترك منصبه.
وفي أول مقابلة صحفية له منذ إعلانه الترشح للانتخابات، أدلى جانتس لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية بتصريحات تبدو وكأنها تأييد لما تقوم به حركة حماس، حيث يعتبر أن فشل القوات الإسرائيلية في حرب غزة التي أندلعت عام 2014، تعد أمر طبيعي لأن إسرائيل رسخت جهودها للدخول في حرب غير متكافئة ضد حماس، التي يعتبر أن ما قامت به أمر طبيعي، لأن من حق أي جهة أن تدافع عن نفسها وعن أرضها، مشيرا إلى أنه وعندما تحاول أي بلد الإعتداء على حقوق إسرائيل وشعبها فأمر طبيعي أن يتم الوقوف ضدها وبذل قصارى الجهد من أجل هزيمتها، وهذا هو ما فعلته حماس، فهي عملت على الدفاع عن حق من حقوقها.
حرصت "يديعوت أحرونوت" أن لا تترك هذه النقطة تمر مر الكرام، فهي صحيفة عبرية في المقام الأول، حيث سالت جانتس ما إذا كان يريد خروج إسرائيل من فلسطين وأنه لا يعترف بحقها فيها، فكان رده هو أن تفكيره الآن يصب في تحقيق أمن وسلامة الشعب الإسرائيلي، الذي تسبب نتنياهو في جعله في مهب الريح بسبب عداء العرب لها، ومحاولتهم إنتهاز أي فرصة لإلحاق الضرر بإسرائيل حكومة وشعبا، لذلك بات من الضروري التفكير في تحقيق أمن وسلامة الشعب الإسرائيلي بكافة السبل.
وردا على سؤال إن كان ليس نادما على إخلاء المستوطنين الاسرائيليين من غزة، قال جانتس:" لقد كانت خطوة قانونية، قرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية ونفذه الجيش الإسرائيلي والمستوطنون بطريقة مؤلمة، ولكن جيدة، نحن بحاجة إلى أخذ الدروس المستفادة وتنفيذها في مكان آخر".
واعتبر جانتس، خلال المقابلة، أنه على رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، التنحي، وقال:" لقد تولى نتنياهو أقسى مهمة في دولة إسرائيل، وأنا أعتبره وطنيًا، وأنا لا أكره نتنياهو، هو رئيس وزراء دولة إسرائيل، أنا لا أكرهه، لكني أعتقد أنه حان الوقت له للتنحي بطريقة كريمة".
وأشار جانتس في حديثه، الى لائحة الإتهام التي تقدمت ضد نتنياهو بأنه يمارس جرائم فساد، حيث
قال: "بوجود لائحة اتهام، أنا لن أجلس في حكومته”.
يشار إلى أن استطلاعات الرأي تقول إن حزب الليكود بزعامة نتنياهو، سيتقدم الانتخابات، بحصوله على نحو 30 مقعدا من أصل 120، يليه حزب جانتس، المعروف بـ "مناعة لإسرائيل" حيث سيحصل على 22 مقعدا.