الطريق
السبت 4 مايو 2024 05:08 مـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رسميًا.. ايبسويتش تاون يصعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز العظمى تتجاوز الـ 30 .. الأرصاد: تحذر من طقس حار ومشمس من طلخا إلى العالمية.. عبير يونس تذهل الجميع بفنها التشكيلي ولوحاتها التعبيرية المجسدة لقضايا إنسانية رابطة الأندية المصرية تعلن اختيار هدف إمام عاشور أفضل هدف بالجولة العشرون نائب محافظ الجيزة يزور مطرانية الأقباط الأرثوذكس بطموه للتهنئة بعيد القيامة المجيد رئيس الوزراء: إزالة جميع التحديات أمام المستثمرين وتلبية احتياجاتهم بروتوكول تعاون بين وزارة الشباب والرياضة وجامعة الوادي الجديد ”تعليم القاهرة” تنشر خريطة عرض البرامج التعليمية الفنية على قناة مصر للتعليم الفني توريد 147 ألف طن قمح لصوامع الوادى الجديد محافظ الغربية يناقش إجراءات تشغيل وتطوير مستشفى الطب الرياضي بطنطا ضبط سائق توك توك قتل زميله للخلاف على أولوية المرور في الغربية ليلى الهمامي تكتب: ”أي أفق للفعل السياسي في ظل التأزم الراهن في تونس؟”

خاص| «الجمهورية الصحراوية»... مخطط «البوليساريو» يتبدد على مدار 46 عامًا بسبب غياب واقعية الطرح

إبراهيم غالي - زعيم البوليساريو
إبراهيم غالي - زعيم البوليساريو

46 عامًا من التوتر في الصحراء المغربية، بسبب رغبة جامحة في تشكيل دويلة على المحيط الأطلسي تحمل اسم "الجمهورية العربية الصحراوية"؛ وما بين افتقاد الاعتراف الدولي وفشل إرساء أركان الدولة على أرض الواقع طوال هذه السنين؛ أقدمت إسبانيا المدير الفعلي للإقليم المتنازع عليه، على تحول تاريخي لصالح المغرب، الذي يصر على تبعية كامل أراضي الإقليم بالصحراء المغربية، والتي تفرض الرباط بالفعل سيطرتها على 80 بالمئة منها.

حول خلفيات قرار إسبانيا دعم مقترح المغرب بإنشاء إقليم يتمتع بـ "الحكم الذاتي"، في تخلي تام عن طرح جبهة البوليساريو بإقامة "الجمهورية الصحراوية" والذي ترعاه الجزائر، يقول الكاتب الصحفي عماد فواز، إن اتصالات حكومة بيدرو سانشيز، مؤخرًا مع المغرب، والتراجع الإسباني عن سياسة دعم البوليساريو كان نتيجة حتمية بلا شك، كون المغرب يملك أوراق ضغط سياسية ودبلوماسية واقتصادية وأمنية قوية، لا تتيح لمدريد المراوغة لوقت طويل، وبالفعل تراجعت اسبانيا وأيدت طرح المغرب "العادل والمنطقي والمتزن" الذي قدمته الرباط للأمم المتحدة عام 2007 بشأن "الحكم الذاتي في الصحراء المغربية".

ويرى فواز وهو صحفي مصري يقيم في المغرب منذ سنوات، أن تعليق "البوليساريو" اتصالاتها مع الحكومة الاسبانية جاء كرد فعل، وليس سببا، وجاء لاحقا لقرار سانشيز، بعد أن اختارت مدريد مصلحتها في هذا الوقت الصعب على الصعيد العالمي، خاصة أن "البوليساريو" باتت جماعة "منبوذة" دوليا. وفق تعبيره

تبدل الموقف الدولي تجاه البوليساريو

وحول سبب إسبانيا الانتقال إلى دعم فكرة الحكم الذاتي علنا، والتخلي عن "الجمهورية الصحراوية"، قال الصحفي عماد فواز لجريدة "الطريق"، إن مدريد لم تتخذ أبدا موقف المحايد، بل كانت داعمة بشكل صريح لما يسمى "جبهة البوليساريو الإنفصالية"، لكن بدرجات متفاوته حسب أيديولوجية الحزب الحاكم في إسبانيا، لكن بعد حادثة "الكركارات" نوفمبر 2020 عندما قام مجموعة من انفصاليو البوليساريو بقطع الطريق التجاري بين المغرب والعمق الإفريقي "جنوب الصحراء"، تبدل الموقف الدولي بشكل واضح، وتدخلت القوى الدولية بعد تبيان "عبثية وعنصرية وتطرف" هذه الجماعة الانفصالية المدعومة من الجزائر، وجاء الاعتراف الأميركي -خلال ولاية دونالد ترامب- بمغربية الصحراء، متبوعًا بموقف مشابه من دول أوروبية "هولندا، وألمانيا، وقبرص، وايطاليا.." إلى جانب التأييد العربي بالإجماع ممثلا في "مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية" للطرح المغربي بشأن حل النزاع في الصحراء.

يضيف فواز: هذا يؤكد أن المجتمع الدولي أيقن بما لا يدع مجالا للشك أن المغرب جاد في طرحه لحل النزاع في مقابل طرح عبثي غير منطقيا من جانب "البوليساريو الانفصالية" والجزائر الداعم الرئيسي لهم، وهو الأمر نفسه الذي أكده المبعوث الأممي للصحراء "ستيفان دي مستورا" في تقارير متلاحقة قدمت للأمم المتحدة، لا سيما عن تصرفات وانتهاكات واستفزازات وعدوانية "البوليساريو" تجاه المغرب، هذا في مجمله جعل "الجبهة الانفصالية وداعميها" في محل "المنبوذ" أمام المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، خاصة أن المجتمع الدولي بات ينظر للجماعات الانفصالية نظرة "الجماعات الإرهابية"، وليس "البوليساريو" فحسب، إنما انفصاليوا "الباسيك وكتالونيا" في أسبانيا نفسها، لذلك تجد أن أكثر من 80 وزير خارجية تجاوب بشكل لافت مع طرح السيد ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب، خلال كلمته الافتتاحية بمناسبة الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، الذي أقيم في مراكش شهر مايو الماضي، بإن “الانفصالية والإرهاب غالبا ما يكونان وجهين لعملة واحدة”.

قضية خاسرة

حول المعلومات المثارة عن وجود خلافات داخلية في قيادة جبهة البوليساريو الداخلية، يقول الكاتب والمحلل المصري عماد فواز لـ "الطريق"، إن أسباب الخلافات عديدة، أهمها أن جل سكان مخيمات تندوف الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة باتوا على يقين بأن قضيتهم خاسرة، وأنهم ضيعوا من أعمارهم وأعمار أبناؤهم قرابة النصف قرن تحت تأثير الأكاذيب، زاد من تأكيد هذا الشعور تراجع الانفاق الجزائري السخي عليهم بسبب أزمات الجزائر المادية والاجتماعية والسياسية بطبيعة الحال، وهذا ما أكده صراحة "صوت وصورة" القيادي البارز في الجبهة، ولد سيد البشير، بوجود “تمرد على الوضع الحالي بالمخيمات، الذي يقصي الشباب رغم بعض المحاولات الفاشلة لإشراكهم دون أثر يذكر"، كل هذا قابله تدخل خشن من جانب قيادات "البوليساريو" من موجات اعتقال وحبس وتنكيل بالمتمردين، دون تقديم حلول لمعاناة سكان المخيمات المتزايدة، ما ولد حالة غضب وانشقاقات داخل قيادات الجبهة وعلى مستوى باقي سكان المخيمات وخاصة جيل الشباب، بل أنا شخصيا على علم بمحاولات الكثير من شباب المخيمات العودة إلى المغرب في اطار مبادرة المغرب لتوطين "العائدون من تندوف" في بلادهم المغرب، وهناك بالفعل قرابة الـ10 آلاف عائد يعيشون في المغرب حاليا كأي مواطن مغربي، لذلك فجميع المراقبين للأمر يثقون في حتمية تزايد الصدام بين قادة جبهة "البوليساريو" فيما بينهم، وبينهم وبين سكان المخيمات، لا سيما بعد أن باتوا قاب قوسين أو أدنى من إعلانهم "منظمة إرهابية"، في هذه الحالة لن يجدوا أرضا تسعهم، فهم لا يملكون أي أوراق ثبوتية، ولا حتى بطاقة لاجئ، وهذه النقطة تحديدا سبب سخطهم على النظام الجزائري الذي حال دون تسجيلهم كبشر موجود على هذا الكوكب، فبقوا مجرد أشباح لا أحد يعلم عددهم بدقة ولا أسماءهم ولا أي شيء.