الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 09:08 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
تحرير سعر الصرف وتأثيره على سوق العقارات.. جمعية رجال الأعمال: تكلفة الوحدات السكنية الجديدة سترتفع مصر والأموال الساخنة.. فرص استثمارية وتحديات اقتصادية في مواجهة الحكومة عضو المجلس القومي للمرأة في حوار لـ«الطريق»: المرأة شهدت العصر الذهبي في عهد الرئيس السيسي مصر أول دولة في العالم تضع استراتيجية... سيدات الأهلي يحققن الثنائية المحلية للموسم الثاني على التوالي ”الحشاشين”.. مسلسل يكشف استخدام الإخوان لمفاهيم السمع والطاعة المطلقة 6 جنيهات.. حملة لتثبيت سعر تعريفة التوك توك داخل سمالوط رئيس الوزراء يؤكد ضرورة وضع أجندة تنفيذية لمخرجات المرحلة الأولى للحوار الوطني رسالة جديدة من نتنياهو لعائلات المحتجزين البترول تسدد 30 مليون دولار جزء من مستحقات شركة كابريكورن إنرجي مصرع شاب على يد آخر في مشاجرة بالمنيا مواد غذائية شائعة يحظر تناولها أثناء تفاقم التهاب المعدة جي بي مورجان يتوقع ارتفاع برميل النفط إلى 100 دولار بسبب روسيا

مدحت بركات يكتب: سياسيون في مهمة وطنية

أيام قليلة وينطلق الحوار الوطني، الذي أطلق دعوته الرئيس عبد الفتاح السيسي، مطلع يوليو المقبل، ذلك الاختبار السياسي الأصعب، والتحدي الوجودي الأدق، لبيوت التفكير، والقوى السياسية، والأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني التي لطالما طالبت صانع القرار بإشراكها في اتخاذه.

يُدرك الجميع دقة الظرف العالمي المتأزم، والوضع الداخلي المتأثر اقتصاديا، وما يحتاجه الوطن في هذه الفترة من تكاتف كل القوى الوطنية، وتماسك جبهته الداخلية نخبوية كانت، أو شعبية للعبور من عنق الزجاجة، والانطلاق نحو استكمال بناء الجمهورية الجديدة، بأقل الخسائر التي بات على دول العالم جمعاء أن تدفع ثمنها.

نعم.. نحن لا نملك رفاهية الفشل، ولا نستطيع أن نتحمل تبعات ضياع الفرصة، تلو الأخرى في السفسطة السياسية، والمزايدة على الوطنية، وتبادل الاتهامات، فالتنظير سهل أن يصنع أبطالا من ورق، لكنه لا يصنع مجداً ولا يبنى أوطاناً .

لقد حدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسارات واضحة للحوار السياسي حول أولويات العمل الوطني، واجتهدت الأكاديمية الوطنية للتدريب في دعوة كل القوى السياسية للالتفاف حول مصلحة الوطن، دون إقصاء، أو تهميش لتيار أو فئة، ما لم تتورط في عنفٍ، أو تتلطخ أيديها بالدماء.

وقد شاهدنا جميعاً حالة من الحراك السياسي، والعمل بحسٍ وطني لدى كثير من الأحزاب والقوى السياسية المعارضة والمؤيدة، عقدنا جلسات استماع، ودعونا أهل الفكر والمشورة ليدلوا بدلوهم، وشاهدنا سباق محموم في تقديم الرؤى والحلول، وتحولت حالة الركود التي طالت الأحزاب إلى خلايا عمل، ومصانع للأفكار، إنهم حقا سياسيون أدركوا أنهم في مهمة وطنية.

وعلى الجانب الآخر، شاهدنا جميعاً من ينحرف بدعوة الحوار إلى تطلعات شخصية أو أجندات غير معلومة، فقرر أن يضع العربة أمام الحصان، ويوزع صكوك الوطنية، واتهامات الخيانة، على من يقترب، ليظهر في ثوب المناضل، أو حتى المحايد الذي لا تعنيه إلى أين تؤول مصالح وطنه.

ولأمثال هؤلاء، أردد ما قاله مارتن لوثر كنج : "أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة".

أقول هذا الكلام لأذُكّر نفسي وكل شركاء العمل الوطني، العازمين على إنكار الذات، والتحلي بالحكمة، والإيثار، وتغليب مصلحة الوطن، وترك المجال مفتوحاً لمن يقدم حلولاً، أو يضع رؤىً وأفكاراً تساهم في بناء حاضر مصر ومستقبلها.