الطريق
الخميس 18 أبريل 2024 03:33 صـ 9 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خاص| ما أهداف « الناتو العربي» وآليات تنفيذه؟ خبراء يجيبون

التحالف العربي
التحالف العربي

يتوقع مراقبون أن يطرح الرئيس الأمريكي جوبايدن خلال القمة الأمريكية الخليجية، التي ستنعقد بالرياض في منتصف الشهر القادم، مشروع إقامة منظومة دفاع جوي تشمل دول عربية بجانب إسرائيل.

نقلت وسائل الإعلام الأردنية عن الملك عبد الله الثاني قوله إن دول الخليج العربي، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق وإسرائيل، تناقش خلال القمة الأمريكية الخليجية مقترحا لإنشاء منظومة دفاع جوي مشترك تحت مسمى "الناتو العربي"، ويهدف في المقام الأول إلى مواجهة أخطار الصواريخ الإيرانية، ومحاربة التمدد الشيعي في الوطن العربي.

السعودية ترحب.. ومصر لم تُعلن موقفها

والبداية مع وزير الخارجية السابق محمد العرابي، الذي قال إن مصر لم تبد موافقتها حتى هذه اللحظة على مقترح إنشاء منظومة دفاع جوي مشترك بين البلاد العربية تحت مسمى "الناتو العربي"، مؤكدًا أن الممكلة العربية السعودية أعلنت موافقتها على هذا التحالف.

وتابع وزير الخارجية السابق، في تصريح خاص لجريدة « الطريق » قائلًا: "فكرة بناء منظومة دفاع جوي مشترك بين البلاد العربية ليست وليدة اليوم، بل أطلقها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس منذ العديد من السنوات في مؤتمر اسمه "حوار المنامة" في البحرين، ويضم مجلس التعاون الخليجي بالإضافة مصر والأردن، مؤكدًا أن "الناتو العربي" مجرد مقترح أمريكي لترتيب الأوضاع الأمنية والسياسية في الشرق الأوسط".

ما موقف فلسطين من وجود إسرائيل في الناتو العربي؟

يطرح البعض تساؤلًا بخصوص موقف الدول العربية أعضاء هذا التحالف المطروح من صواريخ حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية إذا وجهت لإسرائيل في حال عدم تسوية القضية الفلسطينة، قبل الموافقة على إنشاء الناتو العربي.

وفي هذا الصدد قال السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة، بركات الفرا، إن مقترح "الناتو العربي"، تم عرضه في جامعة الدول العربية لتشكيل قوة عربية مشتركة للدفاع عن الدول العربية بقرار القمة العربية في 29 من مارس 2015، وعُقد مجلس وزراء الدفاع العرب للتنفيذ، لكن تم إرجاء الموضوع.

وتابع الفرا في تصريح خاص لجريدة « الطريق»: "المقترح كان بمثابة تنفيذ لمعاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي، التي وقُعت في إطار جامعة الدول العربية في 18يونيو 1950، إلا أنه تم إرجاء هذا الموضوع، فإذا كانت العودة من جديد لمقترح إنشاء القوة العربية المشتركة في إطار جامعة الدول العربية شيئًا مرغوبًا فيه ومطلوب ونتمنى أن يتحقق، فإن ما تتناوله وسائل الإعلام، يظل مجرد آراء لا يعتد بها، وأنا لا أتصور دخول إسرائيل في تحالف عربي عسكري ولا أتمناه بالتأكيد".

فيما قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور رائد نجم، إن التحولات التي مرت فيها المنطقة العربية، وأبرزها توقيع ما يسمى بالاتفاقيات الإبراهيمية، أو التطبيع العربي الإسرائيلي قد جاء مخالفًا لمواقف العرب الثابتة، حيث كسرت هذه الاتفاقيات مبدأ الأرض مقابل السلام الذي التزم به العرب، وكسر المبادرة العربية التي وضعت السلام واستعادة الحقوق الفلسطينية شرطًا للتطبيع.

وتابع المحلل السياسي الفلسطيني، في تصريح خاص لجريدة «الطريق» أن التحولات جعلت من إسرائيل دولة طبيعية رغم استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية، وانتهاك الحقوق الفلسطينية في إطار رؤية تركز على إعادة بناء المنظومة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط في ظل التهديد الإيراني سواء بالتمدد في العواصم العربية أو باستمرار البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي، واستمرار دعم أذرعها في المنطقة لمد نفوذها وسيطرتها.

وأضاف أن فكرة إنشاء تحالف جوي عربي مشترك واقعية إلا أنها أعادت ترتيب العلاقات وجعلت من إسرائيل خليفًا بدلًا من تعريفها تاريخيًا كعدو مركزي يهدد الأمن القومي العربي كرأس جسر لمشروع استعماري غربي في المنطقة الجيواقتصادية، والجيو استراتيجية يهدف إلى فرض الهيمنة الكونية.

واستكمل الكاتب الفلسطيني حديثه، قائلًا: "الحديث عن فكرة إنشاء مشروع دفاعي جوي مشترك بدأ مبكرًا، وكان انتقال إسرائيل من اليورو كو إىي السنن كوم في الشرق الأوسط في آخر أيام ترامب تتويجًا لمسار التطبيع وخطوة أولى نحو هذا الحلف، مؤكدًا أن الأمر ليس بجديد بل هناك مقدمات قادت إليه، مشيرًا إلى أن تصريح الملك الأردني يتفق مع هذه المقدمات، وهدف هذا التحالف التصدي للإرهاب وللنفوذ الإيراني في المنطقة.

وأكد أن فكرة هذا الحلف تصطدم بعدة قضايا على رأسها استمرار تعنت الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ اتفاقيات السلام واستمرار انتهاك الحقوق الفلسطينية، وكذلك لمطالب أطراف هذا الحلف من الإدارة الأمريكية الجهة التي ستشرف على بناء هذا الحلف، فهناك قضية الخلاف على جزر تيران وصنافير بين مصر والسعودية من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، وسياسة إدارة بايدن في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وموقف الإدارة الأمريكية من تأمين دول المنطقة في مواجهة الاعتداء الإيرانية، بالإضافة إلى ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية في المنطقة، واستعداد دول الخليج للتعاون مع الولايات المتحدة في مسألة زيادة إنتاج النفط.

والموقف الفلسطيني لا يرفض فكرة التطبيع، ولكنه يريد أن يسبق ذلك إحراز تقدم حقيقي في عملية السلام نحو إقامة الدولة والانعتاق من الاحتلال وإنجاز الحقوق الفلسطينية، أما إن استمر دون اعتبار المطالب الفلسطينية فإن الشارع الفلسطيني سيحتفظ بكلمته وقدرته على تفجير الأوضاع.

ما الآليات المطلوبة لإقامة الناتو العربي؟

وتابع رائد نجم: قد تبدأ آليات المشروع بتنفيذ نظام دفاع جوي مشترك وتعاون استخباري وتدريبات مشتركة تتطور لاحقًا إلى بناء نظام أمني للمنطقة على غرار الأنظمة الأمنية التي تنظم العلاقات في العالم.

الهدف من هذا الحلف التعاون ضد الإرهاب وضد توسع النفوذ الإيراني والتهديدات الإيرانية، وبناء نظام أمني إقليمي ينظم العلاقات في المنطقة، ويتعامل مع كل التطورات، بما في ذلك تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وإمكانية تفاقم الأوضاع الدولية وأزمة نقص الغذاء العالمي والتي قد تتسبب بموجات جديدة من الفوضى.

كيف سيكون الرد الإيراني على هذا التحالف؟

وأنهى الكاتب الفلسطيني حديثه مستطردًا، أن إيران لن ترحب بنطامها الحالي بهذا الحلف فهي تعتبره موجهًا ضدها لذلك تعمل على استنفار أذرعها في المنطقة تحسبا لاستهدافها حال حدوث تطورات تدفع للمواجهة سواء داخل إيران أو خارجها وخاصة إعلان إيران قدرتها على إنتاج قنبلة نووية.

اقرأ أيضًا| فلسطيني يطعن شرطي إسرائيلي في رقبته.. وتل أبيب ترد