الطريق
السبت 27 أبريل 2024 05:27 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حماس تسعى لصفقة وتل أبيب تماطل.. ما الهدف من نشر فيديو لأسير إسرائيلي مريض؟

الأسرى الإسرائيليين الأربعة في غزة
الأسرى الإسرائيليين الأربعة في غزة

للمرة الأولى وعلى عكس سياستها التي تتبعها عادة في عدم الإفصاح عن مصير الأسرى أو وضعهم الصحي، كشفت حركة حماس عن ظروف احتجاز أحد الإسرائيليين في قطاع غزة، منذ ثمانية أعوام.

وتحتفظ حماس بأربعة إسرائيليين بينهم جنديان أُسرا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2014، أما الآخران فقد دخلا القطاع في ظروف غامضة.

ونشرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الثلاثاء، لقطات مصورة لأحد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها في قطاع غزة.

الحالة الصحية للأسير

وفي تفاصيل الفيديو، ظهر الأسير الإسرائيلي الذي عرّفته حماس بأنه هشام السيد، عن طريق تصوير بطاقة هويته التي بيّنت اسمه وتاريخ ميلاده ورقمه الوطني ورقمه العسكري، وهو مستلقٍ على سرير ويبدو أنه واعٍ، لكن حاله الصحية غير مستقرة، إذ تظهر في يده اليسرى قنية طبية (كانيولا) متصلة بجهاز يزوده بسائل علاجي، من دون الكشف عن فصيلته.

كما أن الأسير ظهر وهو يتنفس بصعوبة بواسطة قناع عبر جهاز طبي متصل بأنبوب أوكسجين، مثبت على جانبه الأيمن، وقريب من شاشة تلفاز تعرض صوراً إخبارية من مؤتمر اقتصادي أقيم في قطر بالتعاون مع «بلومبيرج» في 21 يونيو الجاري، ما يؤكد أن المشاهد الملتقطة حديثة.

ولم تفصح حماس عن أية تفاصيل لها علاقة بالمرض الذي أصاب الأسير الإسرائيلي، وكذلك لم تدلِ بأية معلومات حول وضعه الصحي أو طبيعة الرعاية الطبية التي يتلقاها، واكتفت بالقول: «إن صحته تدهورت».

وتُعدّ هذه المرة الوحيدة التي تكشف فيها الحركة بشكل مباشر وواضح عن حال أحد الأسرى الإسرائيليين الأربعة المحتجزين لديها، وتخص هشام السيد بالكشف عن مصيره ووضعه، ومنذ وقوعهم في الأسر عامي 2014 و2015 لم تقدم أية معلومة مباشرة عن صحتهم.

من هو هشام السيد؟

يحمل هشام السيد الهوية الإسرائيلية، وينحدر من عائلة فلسطينية تسكن منطقة النقب في إسرائيل، ودخل إلى قطاع غزة في أبريل 2015، عبر ثغرة في السياج الحدودي.

وتشترط سلطات الإحتلال إعادة الإسرائيليين الأربعة قبل انطلاق أي عملية لإعادة إعمار قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني وتحاصره إسرائيل منذ صيف 2006.

وترفض حماس الربط بين عملية الإعمار وتبادل الأسرى، وتصر على إجراء صفقة وفق شروطها المتمثلة في تحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.

الضغط على إسرائيل

وفي سياق تلك الظروف، قال الدكتور عمر جعارة الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن حماس تحاول بهذه الخطوة، تحريك الشارع الإسرائيلي والضغط على المستوى الرسمي في تل أبيب بهدف إعادة المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى مرتقبة برعاية مصرية، بعد أن تعرقلت مرات عدة.

وتسعى حماس للتوصل إلى صفقة تبادل لتحرير أكبر عدد من الأسرى في السجون الإٍسرائيلية.

وأكد «جعارة»، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن حماس تهدف لإنجاز صفقة تبادل، لكن لا يوجد أي تقدم في الملف منذ سبعة أعوام، بسبب عدم تقديم تل أبيب خطوات جدية.

وأوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن «هناك حال غضب داخل إسرائيل بسبب عدم وجود نية لحل الملف، الذي استقال أحد أهم المسؤولين عنه لأجل ذلك».

وأبدت حماس استعدادها لتنفيذ صفقة تبادل إنسانية عاجلة، تطلق بموجبها سراح المحتجز هشام السيد مقابل الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون إسرائيل، بإشراف أي وساطة دولية مستعدة للعمل على ذلك.

رد فعل إسرائيل

فور نشر حماس الفيديو للأسير هشام السيد، بدت إسرائيل مهتمة بالأمر، إذ طلب رئيس الوزراء المنتهية ولايته نفتالي بينيت معلومات عن صحة الأسرى، مؤكدا أن بلاده تواصل جهودها من خلال الوساطة المصرية، لاستعادة الأسرى في غزة.

وتابع «جعارة»، أن ملف صفقة التبادل مفتوح لمن يستطيع تحقيق الشروط، ولكن الحكومة الإسرائيلية الحالية انتقالية وهذا يعني عدم قدرتها على تنفيذ صفقة تبادل، لكن المقطع المصور حدد المسار الانتخابي المقبل في تل أبيب الذي تكون نتائجه لمن يخاطب الجمهور الإسرائيلي بقدرته على إعادة هؤلاء الأسرى من غزة.

مماطلة إسرائيل

وبدوره، قال الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن القيادة الإسرائيلية ملزمة بالخروج من حالة الصمت وتحمل مسؤولياتها في صفقة تبادل الأسرى الأربعة بعدما أقدمت المقاومة الفلسطينية لأول مرة على عرض صور ومشاهد لأحد الجنود الإسرائيليين لديها.

وبشأن طلب إسرائيل معلومات عن صحة الأسرى، أوضح «البردويل» في تصريحات لموقع «الطريق»، أن المقاومة الفلسطينية لن تقدم معلومات مجانية عن الأسرى الأربعة لديها، وهما شاؤول آرون وهدار جولدن، أما الأسيران الآخران -وهما أبراهام منجستو وهشام السيد- فقد دخلا غزة في ظروف غير واضحة.

وأضاف المسؤول في حركة حماس، أن نظام الاحتلال يغالب من أجل عدم التنازل لحركة حماس في جميع الملفات والقضايا حتى لو تعلق الأمر بأسرى إسرائيليين لدى الحركة.

وتابع أن «سردية المقاومة اليوم كانت محبوكة وقدمت حقائق في شكل صور ومشاهد في حين أن سردية الاحتلال كانت ضعيفة واكتفت بالهروب إلى الأمام من خلال التقليل من أهمية الأسرى».

العنصرية الإسرائيلية

وزاد «البردويل»، أن حكومة الاحتلال ليست جادة بشأن التفاوض حتى الآن، مرجعاً ذلك إلى أن الأسرى الأربعة بينهم «اثنان ينتميان لأصول إثيوبية وعربية، وتعدّهما إسرائيل أسرى من درجة دونية».

ونوه إلى أن العنصرية تحكم حتى تعامل دولة الاحتلال مع أسراها، مؤكدا أنه لو كان الأسرى الأربعة ينتمون لليهود من أصول غربية (أشكيناز) لتحركت الحكومة الإسرائيلية لعقد صفقات تبادل على وجه السرعة مثلما فعلت في صفقة الأسير جلعاد شاليط.

وسبق أن تبادلت إسرائيل أسرى مع حماس، وعلى الأخص عام 2011، عندما أُطلق سراح جلعاد شليط، الجندي الذي خطفه نشطاء في عملية عبر الحدود عام 2006، مقابل ما يزيد على ألف فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية.

انقسام إسرائيلي

وأشار «البردويل» إلى أن الحكومة الإسرائيلية، اليوم، بزعامة نفتالي بينيت ضعيفة جدا والمجتمع الإسرائيلي يعيش حالة انقسام غير مسبوقة، وخاصة أنها نجحت في التكتم عن مصير الأسرى الأربعة في السابق، وتوجيه الإعلام الداخلي ودفعه لتصريف سردية غير حقيقية مضمونها أن «هؤلاء الأسرى الأربعة قُتلوا خلال المعارك وأنهم غير مهمين».

وعن إمكانية التحرك الإسرائيلي في هذا الملف وخاصة بعد نشر حركة حماس فيديو الأسير هشام السيد، أكد «البردويل» أن حكومة بينيت تسعى في الوقت الحالي إلى تهدئة الوضع من خلال «وعود قد لا تفي بها وإلقاء اللوم على حماس».

اقرأ أيضا: مقتل شيرين أبو عاقلة في هجوم متعمد من قوات الاحتلال

موضوعات متعلقة