الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 02:38 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الحوادث تتكرر.. عمال الصرف الصحي داخل مصيدة الموت «البالوعات»

حوادث البالوعات
حوادث البالوعات

مصيدة الموت تبتلع عمال الصرف الصحي، بعد تكرار حوادث البالوعات خلال الفترة الماضية، حالة من الفزع والخوف تسيطر على العاملين؛ بسبب مئات الحوادث التي تقع سنويا لعمال الصرف الصحي في مختلف المحافظات المصرية، والتي تكشف عن نقص الاهتمام بتطبيق معايير السلامة المهنية والمعرفة الصحيحة بالإسعافات الأولية؛ مما يعرض حياة هؤلاء العمال للخطر.

"الموت أقرب لينا من المعاش"، بتك الكلمات بدأ صاحب ٤٥عاما، حديثه ل"الطريق"، يقول(م.أ)، إنه يعمل في شركة الصرف الصحي منذ 7سنوات، ولم يحصل على تدريب السلامة المهنية إلا مرة واحده في بداية عمله، لافتا إلى أنه لم يتذكر خضوعه للكشف الطبي، والذي تم قبل 3 سنوات، وتم حقنه بعدة تطعيمات لا يذكر منها سوى الفيروس الكبدي A.

هدفي كان التعيين لتأمين أطفالي

وأضاف (م.أ)، أن الهدف من العمل في شركة الصرف الصحي هو وصوله إلى التعيين في الشركة لحصوله فيما بعد على تأمين لأطفاله الصغار بعد وفاته، معبرا عن انزعاجه الشديد من النظرة السلبية لعمال الصرف الصحي والمعاملة السيئة التي يتلقاها من بعض المواطنين.

الأمراض تحاصرنا طول الوقت

واوصل( م.أ): "الأمراض تحاصرنا طوال الوقت، مما يجعلني أفكر في المعاش المبكر لإنقاذ حياتي من المخاطر، وخاصة مع تكرار حوادث الغرق لزملائي، وآخرهم في محافظة القليوبية، وأكثر ما يزعجني الحادث الذي تعرض له صديق لي ولم يتم معاملته على أنه شهيد ولم تحصل أسرته على تعويض يكفيهم، لذلك أفكر دائما في أولادي وأخاف من مواجهة نفس المصير".


واستكمل (م.أ)، أن الشركة تصرف معدات وملابس للعاملين وتدربهم على استخدامها لكنهم يفضلون استخدام الوسائل التقليدية، قائلا: "الشركة تقيدني البدلة المخصصة للنزول إلى المصارف، وتعيق حركتي، كما أنها تشعرني بالحر وخاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في البئر، فهي بمثابة حزام الأمان بالنسبة لقائدي السيارات لا يلتزم الجميع بارتدائه لعدم أهميته، ولا أحصل على أي أدوات سوى الخرسانة لاستخدامها في التسليك".

بسبب ضعف المرتب بحصل على مال من الأهالي

لا ينكر (م.أ)، حصوله على المال من الأهالي قائلا: "أحيانا بلاغات الأعطال تكون داخل المنازل رغم أن عملنا يفرض علينا إصلاح الأعطال العمومية في الشوارع فقط، ولا يوجد ما يمنع من الحصول على مبالغ بسيطة تعوض الأجر الهزيل الذي أحصل عليه".

أصعب لحظات يمر بها عامل الصرف الصحي

واختتم حديثه قائلا: "أصعب لحظه على عمال الصرف الصحي أثناء ترقب خروج أحد الزملاء من البيارات، وخاصة أن مجراه الصرف يصل عمقها أحيانا إلى حوالي 20 قدما تحت الأرض، وقطرها في بعض المناطق حوالي 3 أمتار، ومع تكرار حوادث الغرق أصبحت أعرف سبب قلة وجود عمال صرف صحي، لأن مصيرهم بين التقاعد المبكر أو الموت".