الطريق
السبت 3 مايو 2025 08:56 صـ 6 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
للعام الثامن على التوالي.. مستشفى صدر دمنهور تتوج بالجائزة الماسية من المنظمة الدولية للجلطات الكابتن باسم عجيبة يشارك في أكبر مونتاج للمدينة الطبية بجامعة عين شمس شاهد| تاريخ نقابة الصحفيين المصرية.. حصن الوعي والحرية وأعرق كيان صحفي في الوطن العربي فيديو| رصد آخر تطورات الأوضاع في انتخابات نقابة الصحفيين العارف بالله طلعت يكتب.. طريق البناء والإنتاج شحاته زكريا يكتب ترامب.. مائة يوم من الارتباك والصدامات الهلال الأحمر: الأوضاع في غزة كارثية.. ونطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل شاهد| أجواء المشهد الانتخابي وعملية التصويت داخل نقابة الصحفيين فيديو.. انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين بالإسكندرية منذ عشر سنوات.. 3000 من حاجزي الوحدات السكنية فى مشروع ”بوسيدى عبد الرحمن” يناشدون الدولة بالتدخل لإنقاذهم من الوعود الكاذبة محافظ الغربية يتابع تنفيذ قوافل المراجعات النهائية لطلاب الثانوية العامة بزفتى شاهد| بدء التصويت في انتخابات نقابة الصحفيين

شحاته زكريا يكتب ترامب.. مائة يوم من الارتباك والصدامات

بعد مرور مائة يوم على بداية ولايته الثانية يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واقعا أكثر قسو ة مما كان يتوقعه أو يروجه. كان المفترض أن تكون هذه الأيام الأولى فترة زخم ودعم داخلي لكنها تحولت إلى فصل طويل من الارتباك السياسي والاضطرابات الاقتصادية والتوترات الدولية.

على الساحة الداخلية ورث ترامب بنفسه أزمة من قراراته المتسرعة في الحروب التجارية التي أطلقها بلا حساب. ورغم محاولاته الأخيرة لطمأنة الأسواق عبر هدنة جمركية مؤقتة مع شركائه التجاريين إلا أن الأضرار باتت ملموسة: أسعار مرتفعة مخاوف متصاعدة من التضخم وضغوط هائلة على الطبقة الوسطى والمستثمرين. حتى داخل الإدارة الأمريكية نفسها تبدو الانقسامات واضحة خاصة مع التصعيد اللفظي المتبادل بين ترامب ومحافظ البنك الفيدرالي الذي يرفض الانصياع لرغبات الرئيس بخفض سعر الفائدة وسط تهديدات غير مسبوقة صادرة من البيت الأبيض!

على الصعيد الخارجي تبرز الأزمة مع الصين كأحد أبرز تجليات التخبط الترامبي. ففي الوقت الذي يروج فيه الرئيس الأمريكي لوجود قنوات اتصال مفتوحة مع بكين تصر الحكومة الصينية على نفي أي تقدم حقيقي في المحادثات. وبينما تراهن واشنطن على تنازلات صينية تستفيد بكين بهدوء من الفرص التي تتيحها القرارات الأمريكية الخاطئة لتوسيع نفوذها اقتصاديًا وسياسيا.

أما الملف الأوكراني الذي وعد ترامب بحله سريعا فقد أصبح معضلة إضافية. فرغم تقديم واشنطن تنازلات غير مسبوقة لموسكو ما تزال التسوية بعيدة المنال ، مع اتساع فجوة الخلافات بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين الذين ينظرون بعين الريبة إلى مقاربة ترامب في التعامل مع الكرملين.

وفي الشرق الأوسط يتواصل الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل حتى مع تفاقم الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة. يدعي ترامب أنه طلب "مراعاة الأوضاع الإنسانية" والسماح بدخول المساعدات لكنه لم يحرك ساكنا لوقف العدوان أو لجم مخططات التهجير الجماعي. وبذلك تبدو واشنطن وكأنها تقف على الجانب الخطأ من التاريخ داعمة حرب إبادة أمام أعين العالم.

وحتى في ما يسميه ترامب "لعبة الصفقات" التي طالما تباهى بإجادتها تبدو النتائج باهتة. فالاتفاق مع إيران الذي يروج له ترامب حاليا لا يعدو كونه نسخة معدلة من الاتفاق النووي الذي سبق أن ألغاه خلال ولايته الأولى.

في المجمل مائة يوم كشفت الكثير: إدارة تتخبط تحالفات تتآكل اقتصاد مضطرب ، ورئيس يناضل للحفاظ على شعبيته المتراجعة والتي هبطت إلى مستويات غير مسبوقة لرئيس أمريكي في بداية ولايته.
وبينما يحاول ترامب تصدير صورة الزعيم القوي والقادر على إعادة أمريكا إلى القمة يبدو الواقع أكثر قسوة مما يتحمل الخطاب الدعائي وأكثر تعقيدا من أن تحله التغريدات أو صفقات اللحظة الأخيرة.

مع انقضاء مائة يوم يواجه ترامب سؤالا جوهريا: هل يستطيع تصحيح المسار قبل أن يغرق أكثر في مستنقعات صنعها بنفسه؟

موضوعات متعلقة