الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 08:51 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل يخلق بوتين محورًا مناهضًا للغرب بقيادة موسكو وطهران؟

بعد أن غادر جو بايدن الشرق الأوسط متعهدًا بعدم السماح بامتلاك إيران سلاحًا نوويًا، أو ترك فراغ لتملأه في المنطقة، حيث لديها نفوذ فعلي في عدد من البلدان العربية، هبط الرئيس الروسي فلاديمر بوتين في طهران عاصمة أهم الدول الحليفة في محور تحدي الهيمنة الغربية، حيث يتشارك البلدان في العداء للغرب، والمعاناة من العقوبات الاقتصادية الغربية.

-

الهدف الرسمي المعلن لزيارة بوتين في أول جولة خارج دول الاتحاد السوفيتي منذ الحرب على أوكرانيا، هو حضور قمة أستانا، في حين يراها محللون رسالة تقرأ على أنها تحركًا ضد الهيمنة الغربية النقدية، وبدء تعاون دفاعي.

ومع حضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران، لا يغيب عن المشهد الأزمة السورية التي تورطت فيها الدول الثلاثة روسيا وتركيا وإيران، وبالتالي من المحتمل ظهور تفاهمات جديدة بين الدول الضامنة لمسار أستانا.

تأتي هذه الزيارة بينما تقول تقارير إن إيران وروسيا تقتربان من وضع آلية لتبادل العملات المحلية، كذلك تستعد طهران لتوقيع صفقة في مجال الطاقة بقيمة 40 مليار دولار مع شركة غازبوم الروسية، التي أعلنت مؤخرًا خفض صادراتها من الطاقة إلى أوروبا لأسباب قاهرة.

تقارب عسكري

وتقول معلومات استخباراتية أمريكية أن إيران قد تقدم طائرات مسيرة عسكرية لروسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا.

صحيفة جافان، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، ذكرت أن روسيا يمكن أن تستخدم طائرات بدون طيار لتحديد مواقع أنظمة الأسلحة الأوكرانية التي ستستهدفها المدفعية الروسية. الروس قد لا يدفعوا أمولا مقابل هذه الطائرات، ويحصلوا بدلا منها على تعاون عسكري غير محدد. وفق الصحيفة

الرئيس التركي أردوغان، الذي يظهر في كثير من الأحيان معاديًا للغرب/ وحصل على نظام صاروخي روسي، رغم أن دولته عضو في حلف شمال الأطلسي وتسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال أيضًا خلال زيارته إنه يجب تعميق التعاون مع إيران في مجال الدفاع، كما أبدى في السابق تشجيعا للتبادل التجاري بالعملات المحلية مع الصين وروسيا، التي يحافظ على علاقته معها رغم وقوفه بجانب أوكرانيا.

إقصاء الدولار

وخلال لقاء بوتين مع مرشد الثورة الإيرانية، قال علي خامنئي إن "روسيا حافظت على استقلالها في ظل حكم بوتين". وفيما يتعلق بالاقتصاد، قال خامنئي إن "الدولار يجب أن يُزال تدريجياً من السوق العالمية" وقال خامنئي ردا على دعوة بويتن إلى تعاون وثيق ودائم مع روسيا إن هذا "سيفيد البلدين بشكل كبير".

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنه يأمل في تعاون أكبر بالقضايا الإقليمية والدولية. ذكرت وكالة (إرنا) أن بوتين ورئيسي ناقشا توثيق العلاقات في مجالات الطاقة والنقل والتجارة.

وقال بوتين بعد لقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن العلاقات بين روسيا وإيران "تتطور بوتيرة جيدة"، وأكد إن البلدين يعززان العلاقات في مجالات الأمن الدولي والتجارة و"حل الأزمة السورية".

محور مناهض للغرب

تواجه روسيا وإيران عقوبات غربية قاسية تسحق اقتصاداتهما، حتى أن بوتين نفسه اعترف بأن للعقوبات "تأثيرات هائلة" على قطاع التكنولوجيا الروسي، فيما تعاني تركيا كذلك من عقوبات دافعية بسبب تعاملها مع روسيا وعملياتها العسكرية في سوريا، وبالتالي فإن الاجتماع في طهران مهم بشكل أساسي لموسكو وطهران من حيث أنهما يمكنهما أن يُظهرا للولايات المتحدة والعالم أنهما ليسا في عزلة تامة، حيث يدفعهما الغرب، كما أنه مهم بالنسبة إلى أنقرة التي تقول إنها تسعي لرفع التبادل التجاري السنوي مع إيران إلى 30 مليار دولار، كما تسعى لمساومة الغرب من أجل السماح لها بدور أكبر. وعلى الرغم من أن النظامين الروسي والإيراني يتحدان سياسياً، إلا أن مصالحهما تتقاطع، حيث يبرز كلا البلدين كمصدر للنفط والصلب، مما يضع تحديات أمام نجاح هذا التحالف.

اقرأ أيضا: البيت الأبيض: زيارة بوتين لإيران دليل على عزلته وعزلة روسيا