وحيد سعودي في حوار لـالطريق: إذا استمر معدل ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل قد تحدث كوارث بعد 30 سنة
وحيد سعودي لـ "الطريق":
صعب التنبؤ بحالة طقس الشتاء المقبل الآن
المناطق الاستوائية تشهد أمطار غزيرة كل عام في هذا التوقيت
إذا استمر معدل ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل قد تحدث كوارث بعد 30 عام
درجات الحرارة لفصل الصيف لا تزال في معدلها الطبيعي
التنبؤات الموسمية لم تزد نسبة دقتها عن 27% حتى يومنا هذا
شهدت مجموعة من الدول العربية من بينها سلطنة عمان والإمارات والسعودية وقطر سقوط أمطار غزيرة على مدار الأيام الماضية، ورغم كون هذه الأمطار موسمية ومعتادة إلا أن البعض قد وصفها بالأشد منذ أعوام، وعلى صعيد آخر شهدت عدة دول أوربية حرائق غابات كبيرة تسببت في وقوع ضحايا ومصابين، نظرًا لموجة الطقس شديد الحرارة التي تشهدها هذه المناطق.
وللحديث حول ذلك وتأثير تغير المناخ على أحوال الطقس كان لنا هذا الحوار مع الدكتور وحيد سعودي خبير الأرصاد والتحاليل الجوية ومدير عام التنبؤات الجوية بهيئة الأرصاد الجوية السابق، فإلى نص الحوار:
في البداية.. هل اختلف معدل سقوط الأمطار وغزارتها على الدول العربية عن الأعوام الماضية؟
لكي نستطيع الحكم على ذلك بشكل دقيق وتوضيح ما إذا كانت الأمطار زادت عن الأعوام الماضية أو لا، لابد أن يكون لدينا قاعدة بيانات موثقة على الأقل لـ 100 عام، ولكن يمكننا القول إنه هناك أمطارا غزيرة على هذه المناطق بالفعل هذا العام.
وما سبب غزارة الأمطار هذا العام عن الأعوام السابقة؟
سبب ذلك توزيعات التغطية سواء على سطح الأرض أو في طبقات الجو العليا، فعلى سطح الأرض يوجد منخفض الهند الموسمي ويكون مشبع بنسبة عالية من بخار الماء ويكون الهواء المصاحب لهذا المنخفض شديد الحرارة، ثم يقابله في طبقات الجو العليا على ارتفاع 5.5 كيلو متر من سطح الأرض هواء شديد البرودة يكون مصحوب بتيارات شديدة البرودة؛ وبالتالي عندما يتوفر هذا الضغط الجوي مع سطح الأرض يتسبب في تكاثر السحب الغزيرة والرعدية التي يصاحبها أمطار غزيرة تصل إلى السيول أحيانًا على بعض المناطق ذو الطبيعة الجغرافية الخاصة مثل المناطق الجبلية.
اقرأ أيضًا: فصل تعسفي وبلاغ هروب.. «الهجرة» تكشف تفاصيل إعادتها مواطن مصري من السعودية
هل من المعتاد سقوط الأمطار على هذه الدول في هذا التوقيت ؟
كل عام هناك مناطق خلال فصل الصيف يسقط عليها أمطارا غزيرة مثل المناطق الاستوائية، حتى في مصر نجد أن منسوب نهر النيل يرتفع نتيجة زيادة المياه بإثيوبيا والمناطق الاستوائية، وبالتالي تنتقل من المناطق المرتفعة للمناطق المنخفضة لنهر النيل، وفصل الصيف معروف بسقوط الأمطار على المناطق الاستوائية.
كيف يؤثر تغير المناخ على الطقس خلال الفترة الحالية؟
مع بداية الثورة الصناعية زاد الطلب على الوقود الأحفوري المتمثل في الكربون وما شابه ذلك، وبالتالي نتج عنه زيادة في كميات غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان وهذا بدوره أدى إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تسببت في ارتفاع حرارة الغلاف الجوي من 0.6 إلى 0.8 وهذه نسبة ليست درجة قليلة.
وإذا استمر الوضع على هذا المعدل فخلال 30 أو 40 سنة قد ترتفع درجة حرارة الغلاف الجوي ما بين درجة إلى درجة ونصف وهذا بدوره يؤدي إلى كوارث طبيعية أهمها إذابة الجليد الموجود في القطبين، وبالتالي ارتفاع منسوب المياه في المناطق المنخفضة وينتج عنها ظاهرة التصحر والجفاف وهجرة بعض الكائنات الحية من موطنها الأصلي إلى مناطق أخرى، كما تزداد كميات حرائق الغابات بلا شك.
كيف لعب تغير المناخ دورًا في حرائق الغابات التي شهدتها الدول الأوربية مؤخرًا؟
هذا نتيجة الجفاف الشديد وارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي ولكن لا يمكننا الحكم عليها بأنها أعلى في المعدل لأننا لا نملك قاعدة بيانات لذلك.
اقرأ أيضًا: كيف تحمي نفسك من كورونا في العمل؟
وماذا عن فصل الصيف هذا العام ومدى اختلافه عن الأعوام الماضية؟
لا تزال درجات الحرارة في معدلها الطبيعي فالقاهرة تسجل درجة حرارة عظمى ما بين 36 و37 درجة وهذا معدل طبيعي، ومعروف عن مصر أن شهري يوليو وأغسطس يكون الطقس بهما شديد الحرارة.
هل يمكن التنبؤ بحالة الطقس في فصلي الخريف والشتاء الآن؟
صعب جدًا ومن يقول غير ذلك يكون تنبؤ غير دقيق فعلميًا يوجد ما يُعرف بالتنبؤات الموسمية والتي لم تزد نسبة دقتها حتى يومنا هذا عن 27%، ولا يمكن أن نحدد حالة الطقس في الفصل المقبل بناء على الطقس في الوقت الحالي.
والدليل على ذلك أن الشتاء الماضي نظرًا لأنه كان شديد البرودة كانت التوقعات تشير إلى صيف شديد الحرارة عن المعتاد، إلا أن فصل الصيف لم يشهد ارتفاع غير عادي في الحرارة وحتى الآن لم تسجل القاهرة 38 درجة.
وفي الدول المتقدمة يتم متابعة الطقس كل ساعة لأن أحوال الطقس تتغير وذلك لضمان دقة التنبؤ خاصة وأن الغلاف الجوي في حركة دائمة ويتغير باستمرار.
