الطريق
السبت 27 أبريل 2024 05:54 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ».. لماذا عبر القرآن بلفظ القانتين ولم يقل القانتات؟

أرشيفية
أرشيفية

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن لغة القرآن الكريم تتميز بأن كل لفظة أو مفردة من مفرداتها قد وقعت موقعها، فإذا جاءت الكلمة معرفة أو نكرة كان لاقتضاء المقام ذلك، وإذا جاءت مفردة أو جمعًا كان ذلك لغرض يقتضيه السياق، وقد يؤثِر النص القرآني كلمة على أخرى وهما بمعنى واحد، ويختار كلمة ويهمل مرادفها الذي يشترك معها في أصل الدلالة، وما كان للمتروك أن يقوم مقام المذكور أو يدانيه بلاغة لو ذكر مكانه.

اقرأ أيضا: وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الدور الثاني للثانوية الأزهرية

وأضاف الوزير خلال كلمته ضمن البرنامج التدريبي لمجموعة من علماء دار الإفتاء من دولة ماليزيا في دورة تدريبية لهم تعقد بدار الإفتاء المصرية في الفترة 5 إلى 17/ 9/ 2022م بمركز التدريب بدار الإفتاء المصرية.

وأوضح الوزير أنه من النماذج التي ذكرها: ما جاء في قوله تعالى عن السيدة مريم (عليها السلام): "وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"، عبر القرآن بلفظ القانتين ولم يعبر بلفظ القانتات، ذلك أن خدمة بيت المقدس في ذلك الوقت لم تكن من العمل الذي تقوم به النساء ولم يُعهد إلى النساء.

وكانت امرأة عمران نذرت إن رزقها الله بولد أن تجعله لخدمة بيت الله، فلما وضعت مريم قالت: "رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"، كان القياس في غير القرآن أن نقول وليس الأنثى كالذكر، ولكن القرآن استخدم التشبيه المقلوب على حد تعبير البلاغيين، أي وليس الذكر الذي كنت تتمنين كالأنثى التي رزقتين بها فهي خير من كثير من الذكور، فلما قامت بخدمة بيت المقدس خير قيام كأفضل الرجال جاء التعبير بلفظ القانتين لأن ما قامت به كان عملاً عظيمًا لا يتحمله إلا الرجال.