الطريق
السبت 20 أبريل 2024 01:13 مـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حوار… مستشارة أممية: الغرب يغير أنظاره للشرق الأوسط بسبب الغاز.. ومصر بوابته باعتبارها القوة العظمى بالمنطقة

 الدكتورة نادية رمسيس مستشار الأمم المتحدة للنوع الاجتماعي
الدكتورة نادية رمسيس مستشار الأمم المتحدة للنوع الاجتماعي

ما يزال العالم يتغنى بتدشين مصر قمة المناخ "كوب 27" في مدينة السلام (شرم الشيخ)، والتي شهدت وفودا من أكثر من 190 دولة عربية وأجنبية، والتي عرفت بقمة "التنفيذ" لا الأحاديث.

وفي مصر ترصد المؤسسات الحكومية، ردود الأفعال الدولية وخاصة الأمريكية، باعتبارها قوة عظمى من القوى الدولية، وبصفة خاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايد لمصر الأولى، وإلقاء كلمة في قمة المناخ، مطالبا فيها العالم بضرورة الاتحاد من أجل إنقاذ الكرة الأرضية من مخاطر التغيرات المناخية.

في هذا السياق، أجرت "الطريق" حوارا مع الدكتورة نادية رمسيس مستشار الأمم المتحدة للتنمية، وأستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية سابقا، لمعرفة الرأي العام الأمريكي حول علاقة مصر والولايات المتحدة في عهد بايدن، ومكتسبات قمة المناخ من الناحية الاقتصادية والسياسية، وإلى نص الحوار:

كيف تقيمين قمة المناخ من وجهة نظرك كأستاذ اقتصاد؟

مصر قامت بعمل عظيم ولافت في أوقات عصيبة، تشهد نزاعات مسلحة وعسكرية وعرقية، والعالم أجمع بإعلامه ومسؤوليه كانوا شاهدين على الإنجاز الذي فعلته مصر على مدار نحو أسبوعين تقريبا، فظاهرة المناخ أصبحت تهديدا حقيقيا لكل الدول، خاصة النامية منها، والتي لا تشارك في الانبعاثات الكربونية إلا بالقليل وتكون هي أول من يتأثر، عكس الدول الصناعية الكبرى.

ما هي مكاسب مصر من تدشين قمة المناخ على المستوى الدولي والاقتصادي؟

لا يمكن لأحد إنكار أهمية هذه القمة لمصر، اقتصاديا وسياسيا، فعن المستوى الاقتصادي تم لفت أنظار العالم لمصر إعلاميا الأمر الذي أثر على قطاع السياحة، ففنادق شرم الشيخ أعلنت أن كافة الأماكن لديها تم تسكينها بنسبة 100%.

ثانيا، الاتفاقات التي تم توقيعها في مجالات "الماء والغذاء والطاقة"، لتنفيذ مشروعات في الطاقة النظيفة بتكلفة تصل لـ15 مليار دولار، واتفاقية مصر والسعودية في الاستثمار بمجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، بجانب تعهد مجموعة التنسيق العربية؛ لتمويل مشترك بمبلغ يصل لـ24 مليار دولار بحلول العام 2030 في مجالات المناخ.

ثالثا، وعلى المستوى السياسي، لقاءات الرئيس السيسي مع زعماء العالم ستساهم في توصيد العلاقات الخارجية مع الدولة وتنميتها؛ لأن الفترة المقبلة العالم وعلى رأسه أمريكا تتجه أنظاره للشرق الأوسط والغاز والهيدروجين الأخضر، ومصر قطعت شوطا طويلا في هذا المجال المستقبلي، وستكون البوابة الأولى لهذا الطريق.

هناك مفهوم مغلوط لدى المواطنين وهو أن الاتفاقيات التي وُقِعت ستكون أموالا مسالة للبنك المركزي وربما تكون حلا لأزمة عجز الدولار؟

المواطن البسيط ليس لديه من الثقافة الكافية لمعرفة أن أي أموال تم الاتفاق عليها في قمة المناخ، ستكون استثمارات وليست نقود مسالة للبنك، وأقول أن أي اتفاقيات تم توقيعها في القمة هي استثمارات مشتركة بين الجوانب المختلفة.

هل القمة تم تغطيتها إعلاميا على الوجه المطلوب؟

لا أعتقد أن التغطية الإعلامية لقمة المناخ كانت كافية وبالقدر المطلوب، فأنا أتذكر موقف لإحدى القنوات والإعلاميين الذين اهتموا بقضية مثل قضية حسام حبيب وشيرين، العالم أجمع ينظر إلينا وأرى من الإعلاميين الاهتمام بقضايا ليست مهمة، وأقول أن صحافة وإعلام التريند أصبح طاغيا علينا للأسف.

باعتبارك مسؤول سابق في الأمم المتحدة.. كيف تنظر أمريكا لمصر بعد زيارة بايدن الأولى لمصر؟

الرئيس السيسي يعرف كيف يتعامل مع الإدارة الأمريكية، فهو سياسي من الدرجة الأولى، وهذا ظهر عبر زيارة بايدن ونانسي بيلوسي لمصر، ومرافقته لهم ولقائه بهم رفقة الوفد الأمريكي رفيع المستوى، ونتاج ذلك منحة الـ500 مليون دولار التي قدمها بايدن لمصر في مجال التكيف المناخي ومشروعات الطاقة، وأقول أن الدول التي تقدم منحا لا تقدمها هباء منثورا، وإنما تكون لها مصالح مشتركة، وربما استثمارات مستقبلية.

مصر الآن تشهد موجة ارتفاع أسعار غير مسبوقة.. هل تتوقف تلك الأزمة الفترة المقبلة؟

الإجابة هي (الصناعة)، التصنيع والإنتاج والتصدير هو الحل الوحيد لحل أي أزمات اقتصادية، ومثلا لدينا مشروعات الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر وتصدير الغاز، لو تم استثمار تلك القطاعات المسقبلية سينخفض الدين وتزيد العملات الصعبة الأجنبية وينخفض معدل التضخم، غير ذلك سنجد ارتفاعا مستمرا ومتضاعف في الأسعار خاصة الاستهلاكية.

قمتِ بالتدريس في الجامعة الأمريكية.. فهل ترين أن مشاركة الجامعة بمشروع إعادة تدوير المياه RAS؟

الجامعة الأمريكية بالفعل تشارك في تدشين مثل تلك المشروعات المهمة، والتي تعتبر صديقة للبيئة، وبحثها بشأن الاستزراع السمكي وإعادة تدوير المياه RAS، وهي لها باع طويل في المشروعات البيئية التي تخدم المجتمع، واختتم بأن أي مشروع صديق للبيئة سيكون هو المستقبل في أي اقتصاد، لأن العالم يتقدم للأمام بكل ما هو جديد.

اقرأ أيضًا.. مدير مشروع «كايرو بايك»: هدفنا الحد من التلوث.. والاعتماد على الدراجات كوسيلة مواصلات مستدامة … حوار