الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 05:32 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ما هي «ليلة يلدا»؟.. عيد ولادة الشمس الفارسي

شب يلدا.. عيد ولادة الشمس الفارسي
شب يلدا.. عيد ولادة الشمس الفارسي
بلاد فارس

كل أمة ولها ثقافتها وتاريخها القومي التي تعتز به وتتأثر به ويميزها عن باقي الأمم، ويلعب التاريخ القديم للأمة الفارسية الحالية الدور الأكبر في تشكيل حاضرها، من حيث اللغة والطقوس والأعياد.

يحل اليوم "شب يلدا" عيد ولادة الشمس من جديد، حيث تمر أطول ليلة في العام اليوم، فهي آخر ليالي الخريف بحسب التقويم الشمسي، ويلدا كلمة سيريانة تعني ولادة أو ميلاد، حيث تقل ساعات النهار وتطول ساعات الليل، ولكن في بداية فصل الشتاء تزداد ساعات النهار من جديد لذا فيتم اعتبارها ميلاد للشمس من جديد.

احتفال يلدا يعود قديماً في تاريخ إيران إلى أكثر من 2500 عام مضى، إلى حقبة الأفستا "الأبستاق" وهو كتاب المجوس في ثقافتنا الإسلامية، وهي الديانة الزرادشتية، حيث تتحدث الأساطير عن تلك الليلة بفوز إله النور "أهورا مازدا" على إله الظلام "أهريمن"

حيث تناقلت تلك الأسطورة من القدم عبر سيرها في ممرات التاريخ من خلال الكتب والمخطوطات لتصبح عيداً فارسياً ثقافياً مميزاً، يجتمع فيه الأسرة على المائدة يتشاركون الحكايات وقراءة القصص ومختلف أنواع الطعام والسهر لشروق الشمس.

من أشهر الكتب التي تُقرأ في تلك الليلة كتاب "الشهنامة" للفردوسي، وهو كتاب عن سير الملوك الفرس القدامي، ويتميز بالكتاب بسرد التاريخ عبر الحكايات المليئة بالمواعظ والحكم المختلفة عن الحق والعدل والشجاعة والخير والإيثار.

وكما هو الحال في الدين الإسلامي في الأعياد بنوع معين من الطعام، تتشارك الامة الفارسية في تلك النقطة معنا، عبر اعتبار الرمان والبطيخ اطعمة اساسية في تلك الليلة، فهي في الأساطير الفارسية القديمة تدل على الفرح فهي تحمل لون الشمس، وتساعد على زيادة الدم في الجسم، لكونها تحمل نفس لون الدم، فضلاً عن المكسرات والزينة بالشموع والورود

وتتميز تلك الليلة بالتجمعات العائلية ووصل الأرحام ومشاركة الأنشطة المشتركة والسهر حتى سطوع الشمس من جديد، وتبادل الأحاديث والحكايات والقصص، وايضاً قراءة بعد الأناشيد الفارسية القديمة وسرد الأساطير الفارسية القديمة.

ومازال احتفال يلدا حتى اليوم، كجزء من الثقافة الفارسية، حتى وان اختلفت دياناتهم، فهو عيد قومي تراثي اكثر منه ديني، ويتميز بجمع شمل الأسرة من جديد في ليلة، ليقضوها في التسامر بأحداث الماضي، كجزء من التراث الشعبي الفارسي الإيراني القديم.

اقرأ أيضاً: جوجل يتزين بذكرى وفاة الشاعرة الإماراتية عوشة السويدي.. ماذا تعرف عنها؟