الطريق
الخميس 9 مايو 2024 12:02 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من أيام الفراعنة ولسة شغالة.. «الرحايا» أقدم آلة لطحن الغلال والتوابل في سوهاج

الرحايا
الرحايا

"دي موروثة من أيام الفراعنة ولسة الستات في بيوت الريف بالصعيد بتستخدمها في طحن الغلال والملح والتوابل".. بهذه الكلمات بدأ عم محمد طنطاوي 67 عامًا، أبن مركز أخميم، وأقدم صانع رحايا في محافظة سوهاج حديثه، موضحا أنه يعمل على صناعتها من عدة سنوات، عندما كان سعرها لا يتجاوز جنيهات قليلة.

وأوضح "طنطاوي" في تصريحات خاصة ل"الطريق" أن يوم عمله في صناعة الرحايا يبدأ من الساعة السادسة صباحًا وينتهي في الثانية ظهرًا، مشيرًا إلى أنه خلال هذا الوقت يصنع عدد 2 رحايا، وأن سعر الواحدة 150 جنيهًا، وأن ربحه اليومي من مهنته الشاقة لا يتخطى ال100 جنيهًا.

وعن أدواته التي يستخدمها في صناعة الرحايا، قال عم محمد طنطاوي إنه يستخدم الشحوط والقطاع والدبور، وجميعهم آلات حديدية بيد خشبية، لتهذيب الحجر الصخري وتدويره ونقشه بطريقة تجلعه يطحن ويفرج الحبوب بشكل منتظم وجيد.

وتابع "طنطاوي" أن الرحايا عبارة عن فردتين أحدهما سفلية على الأرض وهي التي تستقبل الغلال، ويكون مُثبت في منتصفها ما يسمى بالقلب ويكون عبارة عن قطعة خشبية لا يتجاوز طولها 20 سنتيمتر أو سيخ حديدي، والفردة الأخرى علوية ويكون في منتصفها فتحة أو ثقب بقطر 10 سنتيمتر، وهي التي توضع من خلالها الحبوب المراد طحنها.

اقرأ أيضا: وكيل تموين سوهاج ينفي بيع زيت مغشوش بنصف الثمن

وأضاف أقدم صانع رحايا بسوهاج أن هذه الآلة الموروثة من أيام الفراعنة تستخدم في طحن وجرج القمح والفريك والذرة الرفيعة والذرة الشامية والملح الخشن "القريش" وبعض التوابل مثل الفلفل الأسود وبلح الطيب والكسبرة.

وعن إقبال الناس على شراء الرحايا أوضح عم محمد طنطاوي أنه لا زالت هناك منازل في قرى ونجوع محافظة سوهاج تقتني الرحايا، فضلًا عن اقتناء منازل وأسر لم تكن لديها تلك الوسيلة التي تستخدمها غالبية سيدات الريف في طحن الفريك لحشو الطيور البلدية المذبوحة.