الطريق
السبت 27 أبريل 2024 02:41 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد مرور عام.. الحرب الروسية الأوكرانية «عرض مستمر»

يمر عام كامل، منذ أن اقتحم الجيش الروسي الحدود الأوكرانية، عبر شمال البلاد وشرقها وجنوبها بهدف تطويق العاصمة كييف، بسرعة وإسقاط حكومة فولوديمير زيلينسكي، فيما فشلت جهود الوساطة الدولية في إحلال السلام بين الدولتين.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "العملية العسكرية الخاصة" كانت تهدف إلى "نزع السلاح"من البلاد لحماية العرق الروسي، ومنع كييف من الانضمام إلى الناتو، وإبقائها في دائرة نفوذ روسيا.

كما أتضح، واجهت القوات الروسية مقاومة شديدة من الشعب الأوكراني والجيش الأوكراني، الذين صدوا التقدم في العاصمة وأجبروا فرقًا كاملة على الانسحاب من مدن خاركيف في الشمال الشرقي وخيرسون في الجنوب.

بينما استؤنفت صادرات الحبوب الأوكرانية في يوليو الماضي بفضل اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة بين كييف وموسكو، اضطرت بعض الدول إلى الانتظار شهورًا لشحنها، بينما كافحت دول أخرى، مثل مصر وتونس واليمن ولبنان، من أجل استقرار سعر الخبز.

شنت روسيا "عمليتها العسكرية الخاصة" في 24 فبراير، نزح نحو 8 ملايين أوكراني في جميع أنحاء أوروبا وخارجها، في حين قتل الآلاف من الجنود من كلا الجانبين. وتقدر مصادر غربية مختلفة أن الصراع تسبب في سقوط 150 ألف ضحية من كل جانب ، ومن المحتمل أن يكون عدد القتلى في صفوف العسكريين الروس 150 ألفا.

أهداف غير محققة

بعد مرور 12 شهرًا، أصبحت الحرب، التي توقع الاستراتيجيون العسكريون الروس أن تستمر لأيام قليلة فقط، حالة من الجمود المرير، حيث تم حفر الجيوش المتصارعة على طول خط أمامي يمتد 1500 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب عبر شرق أوكرانيا.

على الرغم من أن روسيا حاولت ضم أربع مقاطعات أوكرانية - لوهانسك ودونيتسك في الشرق وخيرسون وزابوجيا إلى الجنوب - إلا أنها لا تسيطر بشكل كامل على هذه المناطق. وكما أظهرت الأحداث خلال العام الماضي، فإن حتى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، معرضة للخطر.

منذ أن شنت روسيا "عمليتها العسكرية الخاصة" في 24 فبراير، نزح حوالي 8 ملايين أوكراني في جميع أنحاء أوروبا وخارجها، في حين قتل الآلاف من الجنود من كلا الجانبين. وتقدر مصادر غربية مختلفة أن الصراع تسبب في سقوط 150 ألف ضحية من كل جانب، ومن المحتمل أن يكون عدد القتلى في صفوف العسكريين الروس 150 ألفا.


دعم أمريكي وانقسام دولي

يوم الاثنين، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة مفاجئة إلى كييف، وهي الأولى له للبلاد منذ بداية الحرب، حيث تعهد بمواصلة دعم واشنطن لأوكرانيا في اجتماع مع زيلينسكي.

كما التقى بايدن مع قادة الناتو والأوروبيين في العاصمة البولندية وارسو يوم الأربعاء، حيث تعهد الحلفاء "بتعزيز موقفنا الرادع والدفاعي عبر الجانب الشرقي بأكمله من بحر البلطيق إلى البحر الأسود".

وأثناء استمرار ذلك، كان بوتين يجري محادثات مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، الذي كان يزور موسكو بعد أن أعربت واشنطن وحلف شمال الأطلسي عن قلقهما من أن الصين قد تستعد لتزويد روسيا بالأسلحة - وهو ما تنفيه بكين.

في خطاب حالة الأمة يوم الثلاثاء، قال بوتين إن بلاده ستعلق معاهدة ستارت الجديدة - آخر معاهدة متبقية للحد من الأسلحة النووية، وقعتها روسيا والولايات المتحدة في عام 2010 - وأنها مستعدة لاستئناف التجارب النووية. ومع ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو ستواصل التقيد الصارم بالقيود الكمية وإخطار الولايات المتحدة بالإطلاق التجريبي للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

لا يزال المجتمع الدولي منقسمًا بشأن الحرب. في أكتوبر من العام الماضي، صوتت 143 دولة عضو في الجمعية العامة لإدانة ضم أجزاء من أوكرانيا. بينما عارضت روسيا وبيلاروسيا وسوريا وكوريا الشمالية الاقتراح، كانت الهند والصين من بين 35 دولة امتنعت عن التصويت.

المبادرات التي قادتها تركيا التي وقفت إلى جانب أوكرانيا ورفضت كذلك المشاركة في فرض عقوبات على روسيا، لم تسفر عن تحقيق السلام بين بين أنقرة وكييف.

موقف عربي متوازن

امتنعت الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عن التعبير عن دعمها لأي من طرفي الصراع، وبدلاً من ذلك دعت إلى الدبلوماسية لإنهاء الأزمة. لكنهم أيدوا القرارات التي تدعو إلى احترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.

في تصريح سابق لجريدة الطريق، أشاد سفير أوكرانيا في مصر ميكولا نهورني، بالموقف المصري والعربي في دعم أوكرانيا، وقال: منذ البداية، استنكرت مصر والدول العربية الغزو الروسي لأوكرانيا، في شهر فبراير الماضي، وكان لمصر مبادرة بعقد جلسة طارئة في الجامعة العربية خلال شهر أغسطس لمناقشة الحرب على أوكرانيا، كما أسست في الجامعة مجموعة الاتصال الوزاري لمتابعة الوضوع في أوكرانيا وإيجاد الحلول.

حول موقف مصر من الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، قال السفير ميكولا نهورني، إن القيادة المصرية اتخذت منذ البداية، موقفًا حياديًا متوازنًا.

وأضاف: مصر دولة ذات سيادة، ولديها مصالح اقتصادية وسياسية مع روسيا، لكنها في الوقت ذاته لديها احترام كامل للشرعية الدولية ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام السيادة ووحدة الأراضي وعلاقات حسن الجوار بين الدول، وهو الأمر الذي انتهكته روسيا خلال الحرب.

نهب الموارد الأوكرانية

واعتبر السفير الأوكراني أن: الأهداف المعلنة من الطرف الروسي شيء، والأهداف الحقيقية شيء آخر، والهدف الحقيقي ليس مجرد تدمير البنية العسكرية ولا منع تطوير القدرات النووية الأوكرانية.

قال السفير ميكولا نهورني، إن روسيا غرضها من احتلال أوكرانيا وضع يدها على الموارد البشرية حيث يعيش 40 مليون نسمة، والموارد الزراعية حيث تعد البلاد من أكبر المنتجين عالميا للسلع الغذائية مثل القمح وزيت عباد الشمس، والثروة المعدنية مثل الحديد والمعادن الأخرى، بالإضافة إلى الطاقة الكهرونووية، وأبرز دليل على ذلك أن الرئيس الروسي لم ينتظر انتهاء الحرب ليعلن نقل ملكية محطة زاباروجيا النووية إلى الإدارة الروسية، وهذا قرار خطير وغير شرعي، لا تعترف به أي جهة دولية بما في ذلك وكالة الطاقة الذرية.

تجديد الدعم الاوروبي

عشية الذكرى الأولى للغزو الروسي، تعهدت دول الاتحاد الأوروبي بمواصلة دعم أوكرانيا، وقال البيان الصادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد سيواصل دعم أوكرانيا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، بما في ذلك من خلال عمليات الشراء المشتركة السريعة. وذكر البيان أنه سيتم أيضًا دعم إعادة إعمار أوكرانيا، وسيتم بذل الجهود لاستخدام الأصول الروسية المجمدة في ذلك، وفقًا لقانون الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي.

وقال البيان "نحن نؤيد صيغة السلام لرئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي. سنعمل مع الشركاء الدوليين على ضمان أن تسود أوكرانيا، وأن يحترام القانون الدولي، وان تستعاد سلامة أراضي أوكرانيا، وإعادة غعمار أوكرانيا وتحقيق العدالة، وحتى ذلك الحين، لن نتوقف".

اقرأ أيضا: سفير أوكرانيا في مصر: الحرب الروسية «شرسة».. وبوتين يريد إعادتنا لما قبل الاستقلال