الطريق
السبت 20 أبريل 2024 01:41 مـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في حواره لـ «الطريق».. السفير دياب اللوح: فلسطين تستوفي متطلبات العضوية الكاملة والانتخابات تعرقلها إسرائيل

دياب اللوح- سفير فلسطين في مصر، مع محرر جريدة الطريق
دياب اللوح- سفير فلسطين في مصر، مع محرر جريدة الطريق

قال دياب اللوح سفير فلسطين في مصر، إن الاحتلال الإسرائيلي هو آخر "احتلال كولونيالي" في العالم، ودعا المجتمع الدولي إلى عدم الكيل بمكيالين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية مقارنة مع أوكرانيا، حيث لا يتم التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي بنفس القوة التي تُعامل بها روسيا؛ مطالبًا مجلس الأمن الدولي بتنفيذ قراراته ضد إسرائيل ليحيا الشعب الفلسطيني حياة طبيعية.

وأثنى السفير دياب اللوح المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الجامعة العربية، على التحركات المصرية والأردنية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية "الشرسة"، مؤكدًا أنها محل تقدير لدى الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن فلسطين جاهزة لعقد الانتخابات، وتنتظر نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وطالب بتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني.

وفيما يلي نص الحوار مع سفير دولة فلسطين دياب اللوح، من مقر السفارة في القاهرة، والذي تم في وضع متوتر للغاية، على خلفية المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في نابلس -بتاريخ 22 فبراير 2023- قبل ساعات من إجراء الحوار، وقبل نحو ساعة من عقد القمة العربية الطارئة في الجامعة العربية بهذا الشأن، والتي شدد فيها السفير دياب اللوح على طلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

الحماية الدولية للشعب الفلسطيني

يقول السفير دياب اللوح إن الحماية الدولية مطلب شعبي للفلسطينيين، أكدت عليه القيادة الفلسطينية في كافة اجتماعاتها الدولية، وأكد عليه وزير الخارجية والمغتربين على خلفية مجزرة نابلس.

ويؤكد السفير أن الشعب الفلسطيني يواجه حرب إبادة جماعية على يد حكومة الصهيونية المتدينة في إسرائيل، ومن قبلها الحكومات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، حيث أنه يوميا ترتكب مجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

ويضيف: نحن ننتقل من مجزرة إلى مجزرة، من مجزرة قتل الناس إلى مجزرة هدم البيوت والمنازل والمزارع والحقول والمنشآت، وقتل الناس بدم بارد في الطرقات وعلى الحواجر وداخل بيوتهم، وإطلاق اليد لعصابات المستوطنين المسلحين الذين يعتدون صباحًا ومساًء على المواطنين الفلسطينيين، لذلك نحن شعب أعزل يقع تحت الاحتلال، وبحاجة ماسة وعاجلة إلى حماية من المجتمع الدولي.

وأوضح بالقول: نحتاج تحديدا إلى توفير قوات حماية دولية في فلسطين لحماية الشعب من إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والعصابات المستوطنين المسلحين.

 

حرب دينية تؤجل حل الدولتين

حول تأثير سيطرة الأحزاب اليمينية المتطرفة آمال حل الدولتين، يوضح السفير الفلسطيني دياب اللوح أن الحكومة الحالية ليست مختلفة عن سابقتها، لكن الاختلاف يكمن في أن العصابات الصهيونية المسلحة والمتطرفة التي كانت تقاتل الشعب الفلسطيني من خارج الحكومة أصبحت الآن في الحكومة.

ويقول إن هذه الحكومة الصهيونية الدينية المتطرفة تريد إفراغ الأرض من سكانها، تريد السيطرة على الأرض والمقدسات وجر المنطقة إلى حرب دينية، والقيادة الفلسطينية حذرت من تداعيات نشوب حرب دينية في المنطقة نحن في غنى عنها.

وأضاف السفير دياب اللوح: الصراع بيننا وبين الإسرائيليين هو صراع على الأرض، والمطلوب من المجتمع الدولي اولا وضع حد لهذه الانتهاكات والممارسات العنصرية الإسرائيلية، ثانيا العمل على تنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية الهادفة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وتمكين الشعب الفلسطيني من أن يحيا حياة طبيعية سياسية على أرضه وفي وطنه في ظل دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة قابلة للحياة متصلة جغرافيا في خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما نريده من المجتمع الدولي استنادا للمرجعيات والمواثيق والمبادرات الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة ورؤية حل الدولتين التي تتيح للشعب الفلسطيني إقامة دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب إسرائيل وشعوب ودول المنطقة في العالم.

الفيتو الأمريكي يعرقل منح فلسطين العضوية الكاملة

بشأن ما يعرقل حصول فلسطين على عضوية دولة كاملة في الأمم المتحدة، قال الدبلوماسي الفلسطيني، إنه: من الناحية المؤسساتية دولة فلسطين لديها كافة المؤسسات، تمتلك نظام دستوري ونظام مصرفي معترف به عالميا، وقضاء مستقل وإعلام، كذلك شروط الدولة الأخرى متوفرة الشعب موجود والأرض موجودة والإقليم موجود والتاريخ موجود والحضارة موجودة، ونحن حصلنا من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012 على صفة عضو مراقب في الأمم المتحدة، والآن الأمر مطروح على مجلس الأمن، الذي نطالبه بالاعتراف بـ فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة أسوة بباقي دول العالم.

وأوضح دياب اللوح أن: الذي يعرقل حصولنا على العضوية الكاملة، حق النقض الفيتو، الذي تستخدمه الولايات المتحدة. في عام 2011 حصلنا على عضوية 9 دول بمجلس الأمن -من أصل 15- وهو الرقم المطلوب لنيل العضوية الكاملة، إلا أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض الفيتو، وفعلت ذلك ضد فلسطين حتى الآن 53 مرة، لذلك مطلوب من الإدارة الأمريكية باعتبارها دولة متنفذة وقوة عظمى ومؤثرة، أن تتحمل مسؤولياتها وأن تتخذ القرار الصائب بإنصاف الشعب الفلسطيني، ورفع الظلم التاريخي عنه، وإنهاء هذا الاحتلال الذي يعد آخر احتلال كولونيالي استعماري في العالم.

فلسطين بخير طالما أن مصر بخير

السفير دياب اللوح مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية، يقول بشأن الحراك الثلاثي لزعماء مصر والأردن بجانب فلسطين، وانعقاد مؤتمر دعم القدس "صمود وتنمية" في الجامعة العربية مؤخرًا: نقدر ونثمن عاليا دور الأشقاء في مصر والأردن، وهذا المحور المصري الأردني الفلسطيني منفتح على العمق العربي، ونحن نتمسك بالعمق العربي ونطالب ونأمل من الأشقاء العرب دعم تحركاتنا السياسية والقانونية والدبلوماسية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني، وتمكيننا من ممارسة حقنا في نيل استقلالنا وتقرير مصيرنا، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وحول الدور المصري الداعم تاريخيا للقضية الفلسطينية، يقول السفير دياب اللوح: مصر دولة شقيقة كبرى تحملت ولا زالت تتحمل مسؤوليات تاريخية كبرى تجاه دعم كفاح الشعب الفلسطيني، وحصول الشعب الفلسطينية على حقوقة المشروعة، ومن خلالكم أتوجه بالشكر والتقدير إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وللحكومة المصرية والشعب المصري الشقيق، على هذا الدعم التاريخي المستمر للشعب الفلسطيني في كل مراحلة الكفاحية والنضالية، وخاصة في هذه المرحلة التي نواجه فيها تغولا إسرائيليا غير مسبوق.

ويضيف: الدور المصري دور حيوي وحاسم ومهم جدًا، يصدر عن دولة عربية شقيقة كبرى تلعب دورا مركزيا ومحوريًا في العالم، لذلك نحن نعتبر مصر شريكا كاملا معنا في كفاحنا وتحركنا السياسي والدبلوماسي والقانوني، ونعتز بهذا الدور ونتمسك به. عندما تكون مصر معنا نشعر بالأمان، ولذلك نقول دائما (طالما أن مصر بخير، فإن فلسطين والأمة العربية بخير) ونتمنى لمصر مزيدا من التقدم والازدهار إن شاء الله.

إسرائيل تعرقل الانتخابات الفلسطينية

وبخصوص عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في فلسطين، قال السفير الفلسطيني في مصر: فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين أكد مرارا وتكرارا، أننا جاهزون لإجراء الانتخابات في حال وافقت إسرائيل على إجرائها في القدس، باعتبار أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من فلسطين وفق حدود عام 1967، وهي عاصمة دولة فلسطين ولا دولة لنا بدون القدس وبالتالي لا انتخابات بدون القدس، نحن لا يمكن أن نسلخ أقدس جغرافيا عن أرض فلسطين المحتلة.

وأضاف السفير دياب اللوح: نحن جاهزون لغجراء الانتخابات، ودول الاتحاد الأوروبي طلبت من إسرائيل تمكيننا من إجراء الانتخابات في القدس، إلا أن حكومة نتنياهو السابقة رفضت إجراء الانتخابات وبالتالي تم تأجيل الانتخابات لحين تمكيننا من إجراء الانتخابات في القدس الشرقية ومن ضمنها البلدة القديمة، بما يشمل الدعاية الانتخابية والترشيح والتصويت، كما تم في أعوام 1996 و2005 و2006، والأمر حاليا متوقف على الموافقة الإسرائيلية على إجراء انتخابات في القدس، ونحن جاهزون لإجراء الانتخابات التشريعية ومن ثم الرئاسية، ثم الذهاب إلى إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره اعلى سلطة تشريعية في منظمة التحرير الفلسطينية.

 

ترجمة قرارات مجلس الأمن لواقع ملموس

حول إدانة مجلس الأمن الدولي للاستيطان الإسرائيلي، لأول مرة منذ 6 سنوات، قال السفير دياب اللوح: أود أن أذكر بأن مجلس الأمن اتخذ في عام 2016 في ظل إدارة الرئيس أوباما القرار 2334 بالإجماع بموافقة الولايات المتحدة بإدانة الاستيطان ووقف الاستيطان وعدم توسيع المستوطنات القائمة وعدم شرعنة البؤر الاستيطانية الموجودة، إلا أن حكومة الصهيونية الدينية المتطرفة الحالية سلكت مسلكًا يخالف القانون الدولي وبدأت في شرعنة البؤر الاستيطانية، لذلك عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا هامًا وأصدر بيانا هاما أدن فيه شرعنة هذه المستوطنات أو توسعتها أو إقامة مستوطنات جديدة.

وأكد السفير الفلسطيني أن: هذا الموقف بحاجة لترجمة عملية من مجلس الأمن أعلى سلطة دولية، والذي ننتظر منه تفعيل صلاحياته وتنفيذ قراراته بإلزام إسرائيل ليس فقط بوقف الأعمال أحادية الجانب ووقف الاستيطان وعدم شرعنة المستوطنات المقامة، وإنما منع قيامها من الأساس بموجب اتفاقية جنيف التي تمنع المحتل من إجراء أي تغييرات ديموغرافية وجغرافية بالمنطقة التي يحتلها، وعلى الإدارة الأمريكية أيضا إلزام إسرائيل بذلك.

الوضع في أوكرانيا لا يختلف عن فلسطين

حول تقييمه لوضع "القضية الفلسطينية"، في ظل الاهتمام العالمي بالحرب الروسية الأوكرانية، يرى السفير دياب اللوح، أنه: لا تزال القضية الفلسطينية حاضرة على طاولة المجتمع الدولي، والدلالة على ذلك ما يتم اتخاذه من قرارات من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة وأيضًا من قبل اللجان العاملة بالجمعية العامة، ومجلس حقوق الإنسان وأيضا جلسات مجلس الأمن الخاصة بالشرق الأوسط والنقاش حول تطورات الأوضاع، حصيلة هذه النقاشات، تقول وتؤكد بأن القضية الفلسطينية لا تزال حاضرة بقوة على طاولة المجتمع الدولي.

يضيف السفير الفلسطيني في القاهرة: لكن، نحن نطالب مجلس الأمن الدولي، ومعالي الأمين العام للأمم المتحدة بتنفيذ القرارات الدولية بحق بفلسطين، فهناك 1000 قرار صدر عن مجلس الأمن والأمم المتحدة واليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية، لم تنفذ حتى الآن، وكما قال الرئيس محمود عباس نطالبهم بتنفيذ قرار واحد وهو، القرار 181 الذي ينص على إقامة دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل، وتنفيذ القرار رقم 194 الذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وديارهم التي أخرجوا وشردوا منها قسرًا عام 1948. لا بد من اتخاذ خطوات عملية لتمكين الشعب الفلسطيني من أن يحيا حياة طبيعية إنسانية سياسية، في ظل دولة مستقلة ذات سيادة كاملة جنبًا إلى جنب مع شعوب المنطقة والعالم.

ويقول السفير دياب اللوح: لذلك نحن نطالب العالم بأن لا يكيل بمكيالين، فالأمر لا يختلف في أوكرانيا عن ما هو في فلسطين، حيث ترتكب في الأراضي الفلسطينية جرائم يوميا من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فلماذا لا يتدخل العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية بهذه القوة التي تتدخل بها في أوكرانيا.

تحركات عربية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الشرسة

هل التوقعات بشأن تجدد الاستفزازات في القدس خلال شهر رمضان، كما حدث العامين الماضيين، يشير السفير دياب اللوح إلى أن: هناك جهود عربية وإقليمية ودولية مبذولة تشارك فيها مصر والأردن والإدارة الامريكية، ونأمل أن تنجح هذه الجهود في وقف الإجراءات والممارسات العنصرية غير القانونية ضد الشعب الفلسطيني، وما حدث في نابلس -الأربعاء 22 فبراير 2023- هو نذير شؤم، وصفعة للمجتمع الدولي ومجلس الأمن، فبعد أن كانت هناك اتصالات لتحقيق تفاهمات تبادر إسرائيل إلى ارتكاب هذه المجزرة، وهذا يعتبر تحديًا خطيرًا لإرادة المجتمع الدولي، لذلك نحن نعمل مع الأشقاء في مصر والأردن والدول الصديقة والإدارة الأمريكية، لوضع حد لهذه الانتهاكات الشرسة التي تقوم بها إسرائيل ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقصف قطاع غزة، لذلك سنبذل الجهد لأجل إنجاح كل التحركات المصرية والعربية والأمريكية والدول الصديقة.

 

اقرأ أيضًا: سفير أوكرانيا في مصر: الحرب الروسية ”شرسة” وبوتين يريد إعادتنا لما قبل الاستقلال