الطريق
الخميس 9 مايو 2024 05:33 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمود مرسي.. «راهب الفن» وعملاق الدراما والسينما

محمود مرسي
محمود مرسي

فنان من طراز خاص يمتلك موهبة جبارة، أحب الفن وأخلص له حتى النفس الأخير، وقف أمام كبار نجمات السينما شادية وفاتن حمامة، طارده المخرجين ولكنه كان يعرف كيف ينتقي أدواره، هو الدكتور الجامعي في "الباب المفتوح" و"عتريس" الذي يخشى جبروته أهل "الدهاشنة" في "شيء من الخوف" والأب الطيب في "العائلة"، هو"راهب الفن" الفنان محمود مرسي.

النشأة

ولد محمود مرسي في 7 يونيو 1923 بالإسكندرية، لأب وصل لمنصب نقيب المحامين في الإسكندرية، التحق في مرحلة الثانوية بالقسم الداخلي "المدرسة الإيطالية" وأتقن الإنجليزية والفرنسية، ثم درس الفلسفة في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، وبعد التخرج سافر إلي فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي، وهناك عمل في إذاعة فرنسية، ومنها إلي بريطانيا وعمل معلق ومخرج في الإذاعة البريطانية التي أذاع عبر أثيرها بصوته خبر تأميم قناة السويس في 1956، ليعود بعدها من بريطانيا اعتراضا على مشاركتها في العدوان الثلاثي على مصر.

البدايات عند محمود مرسي

بعد عودته عمل مخرج في اﻹذاعة المصرية في عدة برامج ومسرحيات أبرزها "آرثر ميللر" حتى وقرر التليفزيون إرساله إلى اليونان ليدرس الإخراج هناك، وما إن عاد حتى عين مدرس للإخراج المسرحي في معهد الفنون المسرحية، وبالرغم من موهبته الكبيرة لم يكن التمثيل أولى أهدافه حتى اختطفته السينما التي كان يتهرب من شاشتها على يد المخرج نيازي مصطفى في فيلم "أنا الهارب" 1962 وتألق في دور المجرم الهارب"عرفان" وحقق الفيلم نجاح مدوي جعل محمود مرسي مطلوبا من معظم مخرجي السينما.

أفلام محمود مرسي

توالت أفلام محمود مرسي وقدم في فترة الستينيات العديد من الأفلام المهمة أبرزها "المتمردة، الليلة الأخيرة، الباب المفتوح"، ولمع في دور "بدران" في "أمير الدهاء" وكان حريص على التنوع في لعب الأدوار وفدم واحد من أجمل وأقوى أدواره "عيسى الدباغ" في فيلم "السمان والخريف" عن رواية الأديب نجيب محفوظ.

كانت النقلة الحقيقية في مشواره عندما وقف أمام شادية في فيلم "شئ من الخوف" وقدم أعظم أدوراه "عتريس" الشخصية التي خلق لها تفاصيلها ودخل الفيلم في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية بجوار "السمان والخريف" وهي القائمة التي ضمت 4 أفلام أخرى قدمها في السبعينيات وهي"زوجتي والكلب، أغنية على الممر، ليل وقضبان، أبناء الصمت"، ولم يتوقف إبداع "مرسي" وقدم للسينما "طائر الليل الحزين، سعد اليتيم".

مسلسلات محمود مرسي

أواخر السبعينيات دخل قلوب جمهور التليفزيون بواسطة مسلسل "العملاق" وجسد دور "عباس محمود العقاد" وبعد العمل التصق به لقب "العملاق" وتوالت مسلسلاته في الثمانينيات أبرزها "زينب والعرش" وفي التسعينيات قل ظهوره ولكن زاد توهجه عندما قدم مسلسل "العائلة" وتألق في دور "كمال سويلم" ونال شعبية جماهيرية في "رحلة أبو العلا البشري" ودفع نجاح العمل الطاغي صناعه في عمل جزء ثاني وهو "أبو العلا 90" وفي فترة الألفية شارك في مسلسل "بنات أفكاري" وكان آخر أعماله مسلسل "وهج الصيف".

حياته الشخصية

كان محمود مرسي عازف عن الزواج ولقب بـ"راهب الفن" حتى جمعته والفنانة سميحة أيوب قصة حب بدأت شرارتها في في مسلسل إذاعي كان من إخراج "مرسي" وأنجبا "علاء" وهو الابن الوحيد ثم انفصلا ولم يتزوج مرة ثانية.

النهاية

كان محمود مرسي يشعر بالنهاية تقترب للدرجة التي دفعته لكتابة نعيه وأوصى أن يتم الكشف عن وصيته والنعي بعد وفاته وكان من بينها عدم إقامة جنازة له، وفي 24 أبريل 2004 رحل "العملاق" إثر أزمة قلبية خلال تصويره مسلسل "وهج الصيف"، رحل "مرسي" وبقيت أفلامه خير دليل على تفرده وحبه للفن.

اقرأ أيضاً: موعد تكريم فريدة فهمي في قصر السينما