سفير فلسطين يكشف لـ«الطريق» تفاصيل الهجوم على جنين.. وردة فعل المقاومة «حوار»
عاشت دولة فلسطين أيامًا من العذاب سطرها الاحتلال الصهيوني في تاريخه اللعين دون رحمة أو لين، فقد حل دمار هائل بمخيم جنين طال البنية التحتية والمنازل وشبكات المياه والكهرباء، بفعل العملية العسكرية التي نفذتها القوات على مخيم جنين بالضفة الغربية، والذي استمر نحو 48 ساعة.
وأسفر عن الهجوم الصهيوني على مخيم جنين، استشهاد أكثر من 20 فلسطينيا، فضلًا عن عشرات الإصابات في أكبر عملية عسكرية تشنها قوات الاحتلال على الضفة الغربية، والتي كانت تحمل أهدافًا لعينة أبرزها تهجير الفلسطينيين العزل من منازلهم وإخلاء المخيم.
وفي ذلك الشأن حاور "الطريق"، دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بمصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، وكشف تفاصيل الهجوم على جنين وردة فعل المقاومة.
إلى نص الحوار:
- ماذا يمثل العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين؟
يعد هذا العدوان بمثابة إمعانا إسرائيليا في الحرب المفتوحة وهجومها المستمر على الشعب الفلسطيني بدون أي تمييز بين مواطن وآخر، فالشعب الفلسطيني بأكمله تحت الاستهداف والنيران الإسرائيلية، وأيضًا يستهدف فرض واقع جديد على الأراضي الفلسطينية، ومصادر الدور السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها المسؤولة عن الأرض والسكان الفلسطينيين والأمن والاستقرار في الأراضي الفلسطينية، التي تحاول إسرائيل نزعه بشتى الطرق وإبقاء المنطقة في وضع متوتر في أنحاء الأراضي الفلسطينية منها جنين ونابلس والقدس والمسجد الأقصى وغزة.
- لمذا تعد منطقة جنين الأكثر استهدافًا في الأراضي الفلسطينية؟
إغلاق مخيم جنين لمدة 48 ساعة وتهجير سكانهم بأكملهم وتدمير البنية التحتية كاملة، يمثل نكبة جديدة يتعرض لها المخيم، خاصة بعد تلك التي تعرض لها في عام 2002، في مقر المقاطعة في مدينة رام الله، إذ أن اسرائيل تدعي أن هناك أطراف في هذا المخيم يعملون لصالح أطراف أخرى، وهذا غير صحيح نهائيًا، لأن مدينة جنين ستظل مدينة فلسطينية بطلة وعريقة وتاريخية عمرها أكثر من 5000 عام، وتأسست زمن الكنعانيين في 3000 قبل الميلاد، وكانت في كنعانية تسمى بـ"عين جنين" وتعني الحدائق الخضراء.
- هل سيكون هناك تحالف بين فتح وحماس من أجل تطوير نظم المقاومة؟
إن القيادة الفلسطينية التي اجتمعت في اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين، في مطلع بيانها دعت إلى اجتماع عاجل إلى الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وهذا يعني أن هناك توجه وإرادة فلسطينية عليا من أجل تعزيز وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات الماثلة أمامهم، خاصة هذه العدوانات الإسرائيلية المتكررة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني، لذلك نعتبر أن الوحدة الوطنية الفلسطينية حجر الأساس في التحرك السياسي والدبلوماسي والقانون الفلسطيني لمواجهة كل التحديات.
- هل الأعمال التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي تعرقل خارطة حل الدولتين؟
إسرائيل تريد تفويض بهذه الممارسات العدوانية والعنصرية ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وتقطيع أوصال الضفة الغربية وفصل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني العربي وعزل شمال الضفة عن جنوبها، فهي تريد تفويض حل الدولتين، ما أكد عليه نتياهو إذا أنه سيبذل أقصى ما بوسعه لعدم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهذا أمر خطير وسيطيل أمد الصراع، وتبقى المنطقة في حالة توتر.
- هل ما يحدث الآن في جنين نوع من أنواع التوسع في الاستيطان الإسرائيلي؟
الحكومة الإسرائيلية فوضت الوزير المتطرف الإرهابي سموتريتش وزير المالية والوزير في وزارة الدفاع الإسرائيلية، منذ عدة أيام، ليكون له كامل صلاحيات الحكومة فيما يتعلق بالاستيطان ومصادرة الأراضي وبناء الوحدات السكنية وتوسيع المستوطنات القائمة وإطلاق اليد الغليظة ضد الشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضًا.. استشهاد فلسطينيين في نابلس بعد اقتحام الاحتلال للمدينة
