الطريق
الخميس 9 مايو 2024 12:33 صـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«مواطنون ضد الغلاء»: «بلاها حلاوة المولد.. خلي النمل ياكله»

يحتفل العالم الإسلامي الأيام المقبلة بمولد سيد الخلق، وأشرف من أنجبت الدنيا، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن مئات السنين يحتفل المصريون بهذه المناسبة منذ دخول الفاطمين مصر.

وابتكر المصريون أشكال عدة للأحتفال، وأهتموا أيضًا بالتجديد في منتجات الحلوى، فمن عروسة وحصان مصنوعان من السكر، إلى أشكال مبتكرة تعمل بالكهرباء، لتغني وتتحرك، ونرى في كل هذا مظاهر عدة للبزخ والإسراف في وقت تتفاقم فيه المشكلات والأزمات الإقتصادية.

أجاز الإفتاء في فتوى لها للمسلم أن يحتفل بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وألا يمر هذا اليوم بدون بهجة وفرح، ومن مظاهر الإحتفال أكل وشراء أنواع الحلوى، ابتهاجا ومسرة بذلك اليوم، واستشهدت بقول الله سبحانه وتعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ».

حلوى المولد وتفاقم الأزمات الإقتصادية

ولكن هل يجوز في ظل تفاقم الأزمات الإقتصادية على مستوى العالم، وصعوبة توفير المواد الخام اللازمة لهذه الصناعة مع غلاء أسعارها، أن تنتشر السرادق في كل أنحاء الجمهورية، وتملؤها الحلوى بكل أشكالها وأصنافها.

وهل يتناسب هذا مع مانشاهده من كوارث ونكبات تمر بها الدول العربية الشقيقة، وهي في أمس الحاجة إلى أساسيات الغذاء والمأوى، فنحن في أوقات شدائد وأزمات، الأمر الذي يتطلب الإيثار وتفضيل الغير يقول سبحانه وتعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"،

ردود الفعل اتجاه هذا الغلاء

وجاءت المبادرة من جمعية مواطنون ضد الغلاء لحماية المستهلك، حملة مقاطعة شراء حلوى المولد، ردًا على إرتفاع الأسعار هذا العام بنشر "هشتاج" تحت عنوان «بلاها حلاوة المولد خلي النمل ياكلها».

هل سرادق حلوى المولد من أوجه الإسراف

ومن جانبه قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: إن ديننا الحنيف ينهى عن الإسراف والتبزر في كل شيء، لقول سبحانه وتعالى: "وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً"‏.

وأضاف أن النهي عن الإسراف جاء عامًا ليشمل كل وجوه الاستهلاك، من طعام وشراب ولباس، وكذلك الإسراف في الكهرباء والماء والغاز، فعن سيدنا عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أَن رسول الله صلى الله عليْه وسلم: " مر بسعد وهو يتوضأُ، فقال: "ما هذا السرف؟ "فقال: أفى الوضوء إسراف؟ قال: "نعم، وإن كنت على نهر جار".

وجاء النهي للغني والفقير على حد سواء، والإلزام أولى في أوقات الشدائد والنكبات، وخاصة ما تمر به الدول العربية من كوارث طبيعية أثرت على بنيتها الأساسية وأدت إلى تشرد الألاف من البشر دون مأوى أو طعام فمن باب أولى أن يكون الإسراف والإنفاق في مساعدة هؤلاء.

اقرأ أيضًا: افتتاح المؤتمر الدولي 34 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية