الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:52 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

العشائر الفلسطينية تسخر من مقترح الاحتلال.. ما القصة؟

العشائر الفلسطينية
العشائر الفلسطينية

يبدو وأن الحيل الإسرائيلية لم تنتهي، ولم تمر مرور الكرام على العشائر والفلسطينية، ومن ثم دائمًا يكون الرفض سيد الموقف، مما يجعل تل أبيب تقف حائرة أمام الوضع في غزة بعد الحرب، وبالتالي ستكون في مأزق إذ أن القطاع لابد له من سلطة تحكمة وتكون فلسطينية خالصة.

غزة ما بعد الحرب

في غضون ذلك، قطعت العشائر الفلسطينية الطريق أمام "سيناريو الاحتلال إسرائيلي"، لا سيما وأنه يمنحها مشاركة في حكم غزة بعد انتهاء الحرب، والتي تدخل شهرها الرابع على القطاع، مؤكدة أن اقتراحًا كهذا "مثير للسخرية، ومحاولة لزرع الفتنة".

هذا، ودعت العشائر الفلسطينية، التي تمثل نسيجًا مجتمعيًا في القطاع من بيت حانون شمالاً حتى رفح جنوبًا، إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني بشكل نهائي دون راجعة، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومن ثم الالتفاف خلف قيادة موحدة.

اقرأ أيضًا:من دعم إلى تحذير.. تحولات الخطاب الأوروبي تجاه إسرائيل في حرب غزة

التصريحات الإسرائيلية

بدورها، حذرعاكف المصري، المفوض العام للهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، من التصريحات الإسرائيلية المرفوضة والمشبوهة التي تسعى من خلالها دولة الاحتلال إلى التغطية على فشلها في غزة عن طريق خلق البلبلة والفتنة في المجتمع الفلسطيني"، وفق حديثة لقناة "الشرق" الإخبارية.

المفوض العام يقول:"العشائر مكون أساسي في المجتمع، وتدعو دائمًا إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل قيادة وطنية وحكومة موحدة، وتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، رافضًا فكرة التهجير باعتبارها مخططًا لتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، لا سيما وأن الشعب الفلسطيني لديه الوعي الكامل لرفضه، وسيبقى في قطاع غزة عبر هذا الصمود الأسطوري.

في الإطار نفسه، أشار إلى أن الأولوية خلال المرحلة الحالية تتمثل في "وقف حرب الإبادة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ورص الصفوف وتوحيد الحكومة والقيادة، وإنهاء الانقسام ومغادرة كل المراحل السابقة التي أضرت بالقضية الفلسطينية والمشروع الوطني".

تابع:"الهيئة العليا للعشائر ساعدت في الحفاظ على السلم الأهلي في قطاع غزة من خلال ترابط العائلات الفلسطينية لتفويت الفرص على كل المخططات التي تستهدف المجتمع الفلسطيني"، موضحًا أن النظام العشائري هو الغالب على المجتمع في قطاع غزة، مشيراً إلى أن "العشيرة هي تجمع لعائلات تربطها درجة قرابة ونسب، وأن بعض العائلات الكبيرة تسمى عشائر".

ذكر أن قانون ونظام العشيرة هو السائد في مجتمع العشائر، مضيفاً أنه "حتى في القضايا المجتمعية التي تتجه إلى المحاكم يتم تحويلها إلى العشائر، مؤكدًا أن العشائر تقف على مسافة واحدة من الجميع داخل فلسطين.

شدد على أنها جهة وطنية مستقلة تربطها علاقات بكافة الفصائل الفلسطينية"، وأوضح أن "حماس شكلت مجلساً عشائرياً، و(الجهاد) لديها أيضاً"، وقال إن العشائر تعد مكوناً أساسياً لتشكيل البلديات في قطاع غزة.

السيطرة على القطاع

من ناحية آخري، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلب من أجهزة الأمن بحث ما إذا كان بإمكان إسرائيل "تعزيز مكانة عشائر مسلحة وجهات محلية ودعمها، حتى يمكنها السيطرة على القطاع"، قبل أن تعلن هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، أن مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل (الكابينت)، يبحث خطة أعدها الجيش الإسرائيلي لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، تعتمد في جوهرها على عشائر القطاع والعائلات الكبيرة.

مثير للسخرية

من جانبه، قال تجمع القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية إن "حديث قادة الاحتلال عن تولينا إدارة الحياة المدنية في غزة أمر مثير للسخرية، ولن يتعاطى معه إلا من يدور في فلك الاحتلال وأذنابه".

تابع: "لن نكون إلا صمام أمان لشعبنا ومقاومتنا، ونرفض كل مشاريع الاحتلال بشأن إدارة غزة، لأن إدارتها شأن فلسطيني يُناقش على طاولة تضم الجميع داخل الوطن".

دور العشائر

كما اعتبر رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة أبو سلمان المغني، أن التصريحات الإسرائيلية بشأن إمكانية تعزيز دور العشائر للسيطرة على القطاع "خارج المنطق"، معتبراً أنها تهدف إلى "التغطية على الفشل الإسرائيلي في القطاع".

هذا، وأكد المغني أن "زرع الفتنة لن يقبله أحد"، مشدداً على أن "الحكم ليس من وظيفة العشائر، هم رجال قضاء ووجهاء، يتمثل دورهم في نشر السلم والحفاظ على الأمن والترابط الاجتماعي داخل البلد وإصلاح ذات البين، ولا يستطيعون القيام بدور قيادة وحكم البلاد، والاتجاه نحو السلطة ليس أمراً وارداً".

تطرق "المغني" إلى ما تراه العشائر مناسباً لليوم التالي من الحرب، قائلاً: "هناك عدة تنظيمات لا زالت قائمة، ونرى أن الحل الأوحد يتمثل في الاتفاق على تشكيل حكومة يرضى عنها الجميع دون استثناء، على أن يدعمها الكل حتى استقرار الأوضاع، ثم نجري انتخابات ليختار الشعب من يمثله".

خريطة العشائر في قطاع غزة

أوضح: "النظام السائد في القطاع مختلط ما بين "عائلي وعشائري"، مضيفاً أن "النظام الغالب هو العشائري، من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً"، والعشائر تنحدر منها أفخاذ"، لافتًا إلى أن المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة يتكون من 3 هياكل تقليدية، وهي العشائر والعائلات والقبائل البدوية. وذكر أن "عدد العشائر في قطاع غزة يزيد عن 5 آلاف عشيرة، أما عدد العائلات يصل لأكثر من 30 ألف عائلة، موزعين على مختلف محافظات قطاع غزة".

ونبه إلى أن منطقة الشجاعية، شرق غزة، بها عدد من العشائر مثل "حلس وجندية والعراسية والحرازين وعياد وأبوعجوة والمغني وحبيب والوادية والغرابلة والشيخ". وذكر أن منطقة بيت لاهيا، شمالاً، يوجد بها عشائر "السلطان وعبد ربه وأبو عيدة".

وبيّن أن منطقة الرمال، غرب غزة، بها عشائر "أبو بكر وأبو حصيرة وبسيسو والشرافي والشوا ومهنا"، وأوضح أن مدينة دير البلح، وسط غزة، تضم عشائر "أبو سلطان وأبو ناصر وأبو عمرة والأخرس والأطرش وبركة".

استطرد: "مدينة رفح، جنوب غزة، توجد بها عشائر "زعرب والشاعر وطه والترابين الذين ينحدر منهم أفخاذ مثل الصوفي وأبو معيلق"، مشيرًا إلى أن من بين العشائر ذات العدد الكبير "حلس والمغني والعواصية وشحيبر وبسيس"، مقدراً عدد أفراد العشيرة بين 1500 إلى 3 آلاف فرد.