في ذكري ميلادة 105.. جمال عبد الناصر حب شعبه فملك قلوب ملايين المصريين
105عاماً ومازال الراجل الذي لا يموت في قلوب المصريين. يهيم عشقه في الوطن، فهام عشق الشعب المصري له على مدار عقوداً؛ قدم المزيد للطبقه ما تحت خط الفقر، حافظ على كرامة الشعب باستعادة ممتلكاته من الاقطاعيين والمحتل البريطاني، أساس قواعد القومية العربية، وعاد لأفريقيا مكانتها ودورها، أنه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
شهادة ميلاد التاريخ
في عام 1918 كتب التاريخ ميلاد الزعيم الراحل في قرية بني مر محافظة أسيوط، نشأ فى أسرة بسيطة الحال، وتنقل بين المحافظات بحكم عمل والده "حسين" موظف في هيئة البريد، ومن ثم استكمال نشاطه السياسي في مقتبل عمره مشاركا في مظاهرات ضد المستعمر البريطاني؛ حتي أصيب في أحدهم مما سببت له ندبتا في وجهه.
نشاطه السياسي من المهد
تسبب نشاطه منذ أن كان طالباً في عدم الالتحاق بالكلية الحربية، ولكنه لم يستسلم ودرس بكلية الحقوق آنذاك، ثم تقدم مرة أخرى للكلية الحربية وتم قبوله بعد أن درس الحقوق لعدد اشهر ليستفيد من هذه التجربة بأن يكون قارئ المعاهدات. وفي غضون ذلك تخرج عام 1938 بعد مرور 17 شهراً فقط نتيجة استعجال تخريج دفعات الضباط في ذلك الوقت.
مشاركته في حرب فلسطين
وفي عام 1948 شارك الراحل "عبد الناصر" في حرب فلسطين متطوعاً في البداية ضمن صفوف الجيش؛ الوقت الذي شنت الدول العربية هجوماً عسكرياً لطرد الميليشيات اليهودية من الأراضي المحتلة آنذاك "فلسطين"، تحديداً عقب انتهاء الانتداب البريطاني، لا سيما صدور قرار من الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية.
كتاب فلسفه الثورة
وفي عام 1954 يقول الراحل جمال عبد الناصر في كتاب فلسفه الثورة: "لما بدأت أزمة فلسطين كنت مقتنعاً في أعماقي بأن القتال في فلسطين ليس قتالاً في أرض غريبة، وهو ليس انسياقاً وراء عاطفة، وإنما هو واجب يحتمه الدفاع عن النفس"، في هذا الصدد؛ يُعتقد أن الحرب التي انتهت بسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على معظم منطقة النقب آنذاك، وتطويق القوات المصرية قرب الفالوجة شمال قطاع غزة السبب الرئيسي وراء تنظيم جبهة قوية وطنية يشارك فيها رجالا مخلصين تحت مسمى "الضباط الأحرار"، والذين قاموا بثورة يوليو 1952، والتي أطاحت بنظام الملكية الذي كان يعتمد في إدارة البلاد على المستعمر.
الضباط الأحرار
تزامناً مع عام 1949 تشكلت لجنة تنفيذية من الضباط الأحرار تحت قيادة "عبد الناصر"، والتي اُجبر الملك فاروق ترك حكم مصر، ومغادرة البلاد؛ لينتهي حكم الملكية في مصر بقرار عام 1953 إعلان الجمهورية، وبإسناد رئاستها ل"محمد نجيب" آنذاك، وكان القرار صادر بإجماع أعضاء مجلس قيادة الثورة.
انسحاب القوات البريطانية
في العام ذاته، قاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر معركة التفاوض على انسحاب القوات البريطانية من مصر نهائياً، ومن ثم وقعت اتفاقية الجلاء بصفته رئيس وزراء مصر وأنتوني ناتينج، وزير الخارجية البريطاني، والتي تنص خروج البريطانيين بالكامل عن مصر في عشرين شهراً، وانقضاء معاهدة التحالف التي كانت قد وقعت في لندن في عام 1936.
تولي مقاليد الحكم
وفي 1956 تولى عبد الناصر الرئاسة البلاد، على إثر استفتاء شعبياً بعد وضع محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية، مما جعل أنصاره يرون ذلك انحيازا للفقراء بسياساته الاشتراكية، وعلى منتقدوه بشن حملات " قمع " ضد معارضيه ويحملونه مسؤولية تدمير الحياة السياسية والحزبية في مصر لعقود من خلال حل الأحزاب واعتماد سياسة الحزب الواحد.
تأميم قناة السويس
عندما قرار الزعيم الراحل عبد الناصر تأميم قناة السويس لتعود إلى حكم الشعب، ادي إلى غضب دول بريطانيا وفرنسا وإسرائيل واستخدموا القوة العسكرية ضد مصر فيما عُرف بـ"العدوان الثلاثي"؛ ووفقاً لوثائق سرية كان السبب ليس غصبا من القرار، وانما فقدان ثقه الجماهير في جيشها ورئيسه، وإسقاط نظامه، مما دفع الراحل "جمال" إلى تدشين مرحلة جديدة في حكم ، فقد أُعتبر تأميم القناة في حد ذاته عنواناً للكرامة الوطنية فيما أدى النصر "السياسي" الذي خرج به الرئيس بعد انتهاء "العدوان الثلاثي" بضغوط دولية إلى ترسيخ صورته كزعيم مناهض للتبعية ومساند لحركات التحرر في المنطقة وداعم لاستقلال الشعوب.
اقرأ أيضًا: فريدة الشوباشي لـ”الطريق”: هزمنا الهزيمة في 67 بهتاف (ناصر-هنحارب)
حركة عدم الانحياز
و في عام 1961 كان لعبد الناصر دوراً محوريا في تأسيس حركة عدم الانحياز التي انعقد مؤتمرها الأول في بلغراد، والتي تهدف هدفها إلى الابتعاد عن سياسات الحرب الباردة والاستقطاب السائد وقتها بين المعسكرين الغربي والشرقي؛ يعد من أهم مؤسسي الحركة الأوائل، مع رئيس الوزراء الهندي نهرو والرئيس اليوغوسلافي تيتو والرئيس الأندونيسي سوكارنو.
القارة الإفريقية
وبالنسبة لوعي بأهمية القارة الإفريقية ساند عبد الناصر حركات التحرر، انطلاقاً من إيمانه بكونها "دائرة محورية بالنسبة لمصر"، كما ساهم في الجهود الساعية آنذاك إلى تكوين منظمة الوحدة الأفريقية التي اتخذت من أديس أبابا مقرا لها، ومن الدول المحررة نواة لها.
القومية العربية
لطالما نُظرا إليه كأحد دعاة فكرة القومية العربية انطلاقاً من إيمانه بأن "الدائرة العربية هي أهم الدوائر وأوثقها ارتباطاً بمصر"، فتمكن من تحقيق الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 (تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة) وإن كان ما لبث أن انفرط عقدها بعد ثلاث سنوات.
ثورة قادة الجيش العراقي
وأيد عبد الناصر كذلك ثورة قادة الجيش العراقي على الحكم الملكي عام 1958، وكان له دور بارز في مساندة ثورة الجزائر، وكذلك ثورة اليمن عام 1962، فيما يظل قرار إرسال قوات إلى اليمن موضع انتقادات شرسة حتى الآن، إذ رآه كثيرون إهدارًا لموارد البلاد، وإنهاكًا الجيش على سفوح جبال اليمن، معتبرين ذلك أحد الأسباب وراء هزيمة الجيش أمام إسرائيل في يونيو 1967.
القمة العربي الأول
وفي مؤتمر القمة العربي الأول عام 1964 الذي دعا إليه جمال عبد الناصر تم الإعلان عن إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية "قيادة معبئة لقوى الشعب العربي الفلسطيني لخوض معركة التحرير، ودرعاً لحقوق شعب فلسطين وأمانيه، وطريقاً للنصر".
نكسة يونيو
وجاءت نكسة يونيو1967 لتكون بمثابة الهزيمة الأكبر في مسيرة عبد الناصر ومشروعه القومي العروبي، إذ تمكنت القوات الإسرائيلية من اقتطاع شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، والضفة الغربية والجولان السوري، مما جعله يتخذ القرار بإعلان التنحي وتحمل مسئولية الهزيمة، إلا أنه تراجع في اليوم التالي بعد خروج مظاهرات ترفض تنحيه.
رحيل الزعيم عبد الناصر
وفي عام 1970 تحديداً في 28 سبتمبر تركنا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر على العهد باقيين، ورحل عن دنيانا الفانية بنوبة قلبية وكانت المحطة الأخيرة هي مؤتمر القمة العربية؛ الذي عقد بصفة استثنائية إثر ما يعرف بأحداث "أيلول الأسود".
