الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:38 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

إجراء عاجل من ”نتنياهو” بشأن مستقبل غزة.. ما الخطة؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي

يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو"، حيرة للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه بالحرب على قطاع غزة، الهدف من ذلك الخروج الآمن وعدم التعرض للمحاكمة بسبب أحداث 7 أكتوبر، لا سيما احتلال القطاع وهو أمرًا بالغ الصعوبة؛ ولكن الـ3 مراحل الذي وضعها لمستقبل غزة تثير قلقه حيال التنفيذ.

تهدف خطة إسرائيلية، تقوم على 3 مراحل إلى إقامة حكومة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، وتشكيل تحالف دولي يدعم إنشاء سلطة فلسطينية جديدة ضمن جدول زمني محدد مسبقاً، إضافة إلى إصلاحات واسعة النطاق في الضفة الغربية، وكذلك استراتيجية أوسع لـ"اليوم التالي للحرب"، وفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست".

وذكرت الصحيفة، أن "الخطة السرية"، وُضعت في إسرائيل من قِبَل "مجموعة من رجال الأعمال"، وجرى مشاركتها مع شخصيات أميركية رسمية، مشيرة إلى أن عدداً منهم (رجال الأعمال) يرتبط بشكل وثيق برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأحدهم قريب بشكل خاص منه.

وتُعد هذه الخطة جزءاً من استراتيجية إسرائيل الأوسع لـ"اليوم التالي للحرب"، إلى جانب العديد من المبادرات الأخرى.

مراحل المبادرة

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن المرحلة الأولى من الخطة التي اعتبرتها بمثابة "بالون اختبار لنتنياهو" تتضمن "إقامة حكومة عسكرية إسرائيلية شاملة في غزة للإشراف على المساعدات الإنسانية، وتحمُّل المسؤولية عن السكان المدنيين خلال فترة انتقالية".

وستشهد المرحلة الثانية "تشكيل تحالف عربي دولي، وغيرها من البلدان، بهدف أن يكون هذا الائتلاف جزءاً من اتفاق تطبيع إقليمي أوسع، يدعم إنشاء السلطة الفلسطينية الجديدة"، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أن مسؤولين، لا ينتمون إلى حركة "حماس" ولا يرتبطون مباشرة بـ"حرس" رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سيتسلمون حكم غزة من إسرائيل، وينهون الإدارة العسكرية.

فيما ستحتفظ إسرائيل بالحق في إجراء عمليات أمنية في غزة، على غرار عملياتها في الضفة الغربية "كلما ظهرت احتياجات عملياتية لمواجهة الإرهاب أو البنى التحتية للإرهاب"، حسب وصفها.

وتنطوي المرحلة اللاحقة، التي تتوقف على استقرار غزة ونجاح الكيان الجديد (السلطة الفلسطينية الجديدة) على إصلاحات واسعة النطاق في الضفة الغربية فيما يتعلق بالأداء الوظيفي للسلطة الفلسطينية والمحتوى التعليمي و"إدارة الإرهاب"، وفقاً للصحيفة.

دولة فلسطينية محتملة

وإذا سارت هذه المرحلة بسلاسة ضمن جدول زمني محدد مسبقاً من سنتين إلى 4 سنوات، فستعترف إسرائيل بدولة فلسطينية محددة داخل أراضي السلطة الفلسطينية، وستنظر في نقل أراضٍ إضافية غير مطلوبة للاستيطان إلى تلك الدولة.

وتتماشى هذه المبادرة، التي تمثل بالون اختبار لنتنياهو، مع جهود التسوية الشاملة في الشرق الأوسط التي تقودها الولايات المتحدة.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أعرب في حوار مع شبكة NBC NEWS الأميركية، على هامش فعاليات منتدى دافوس في سويسرا، الشهر الماضي، عن استعداد المملكة لـ"التحرك نحو إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية" مع إسرائيل، لكنه أكد على أن "السيادة الفلسطينية ستكون في مصلحة المنطقة بأكملها"، معتبراً أن منْح الفلسطينيين الكرامة والأمل هو "الطريقة الحقيقية الوحيدة" لإحلال السلام والأمن في المنطقة.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان: "نحن بحاجة للحديث عن الصورة كاملة، أي وضع الشعب الفلسطيني، ما نحتاجه هو الحديث عن الدولة الفلسطينية، وما نشعر به أن الأمر الأساسي في هذا الوقت هو إيجاد طريق ذي مصداقية ولا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية".

اقرأ أيضًا: خبراء لـ «الطريق» يقدمون روشتة لعلاج الأزمة الاقتصادية في مصر

استراتيجية نتنياهو

وعلى الرغم من أن نتنياهو لا يشارك بشكل مباشر في هذه المناقشات، حيث يفوض مستشاره الموثوق به رون ديرمر، إلا أنه يتقدم بنشاط، ويتشاور بشأن هذه الأفكار، بحيث يكون قادراً دائماً على إنكار المشاركة المباشرة من خلال نسبها إلى "رجال الأعمال".

واعتبرت الصحيفة أن هذا النهج أسلوب يجسد أسلوب نتنياهو في نشر مبعوثين متعددين لمهام موازية، بينما يظل هو نفسه غير ملتزم. كما أن "مخطط رجال الأعمال" هو الخطة الرئيسية التي يدرسها رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكن من "مسافة آمنة نموذجية لأسلوبه"، وفقاً لـ"جيروزاليم بوست".

وعلى سبيل المثال، في أوائل العقد الماضي، انخرط نتنياهو سراً في مفاوضات مطولة مع محمود عباس من خلال "قناة لندن"، بوساطة من صديقه المقرب آنذاك، المحامي إسحاق مولخو، والممثل الشخصي لعباس، حسين آغا.

وأكد نتنياهو للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أنه كان يدير هذا المسار بموافقته، لكنه حافظ على "مسافة آمنة".

وقد تم دمج هذا النهج لاحقاً في المفاوضات التي قادها وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتي توجت باقتراح أميركي مفصل لإقامة دولة فلسطينية، وهو اقتراح وافقت عليه إسرائيل، في حين لم يرد عباس بعد، حسبما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست".