الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:41 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مصر والبرازيل.. علاقات تاريخية مستمرة عبر العصور

يجري الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الأيام المقبلة جولة إفريقية تشمل مصر وإثيوبيا، وتهدف لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين بلاده والقارة السمراء.

وستكون هذه ثالث رحلة لرئيس البرازيل إلى إفريقيا منذ عودته إلى السلطة في يناير 2023، وقالت وزارة الخارجية البرازيلية إن لولا سيصل الأربعاء 14 فبراير الجاري إلى القاهرة، حيث سيستقبله في اليوم التالي الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وفي 16 فبراير، سيلتقي لولا داسيلفا في أديس أبابا مسؤولين إثيوبيين رفيعي المستوى، قبل أن يشارك يومي السبت والأحد بصفته ضيفاً في الجمعية السنوية للاتحاد الإفريقي، القمة التي تجمع رؤساء 55 دولة إفريقية.

وخلال هذه القمة، سيعيد لولا التأكيد على أهداف الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين التي تتولاها بلاده هذا العام وهي مكافحة الفقر، والحفاظ على البيئة، وإصلاح الحوكمة العالمية.

وستشكل هذه القمة أيضاً فرصة للرئيس البرازيلي للقاء كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال المسؤول عن شؤون إفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية البرازيلية كارلوس سوبرال دوارتي للصحافيين، إن الحكومة البرازيلية حريصة على التوجه أكثر نحو إفريقيا التي "لم يجري استكشافها اقتصادياً إلا قليلاً، على الرغم من الروابط العديدة بينها وبين البرازيلية، والقارة الإفريقية توفّر العديد من الفرص للشركات البرازيلية".

وما يزيد من أهمية هذه الزيارة هو أن مصر وإثيوبيا هما من الأعضاء الجدد الذين انضموا إلى مجموعة "بريكس".

وبريكس تكتل يضمّ دولاً ذات اقتصادات صاعدة كانت تتكوّن في السابق من 5 فقط هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وخلال ولايته الأولى (2003-2010) أعطى لولا أولوية للعلاقات مع إفريقيا، لكن الرئيس السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو (2019-2022) أهمل هذه القارة.

يذكر أنه تعد العلاقات المصرية البرازيلية ذات خصوصية تاريخية وحضارية تمثلت في اللغة والعادات والتقاليد، فضلاً عن أن البلدين لديهما إرث عربي وأفريقي وإسلامي ممتد عبر الجذور، وفي وقتنا الحاضر يجب أن تلعب تلك الروابط رأس الرمح في التكامل العربي واللاتيني والإسلامي بمجالاته المختلفة.

وتعود العلاقات المصرية البرازيلية منذ أواخر القرن الثامن عشر، وبالتحديد في عام 1871، في عهد الخديوي إسماعيل، بعد أن انتشرت صورة مصر كنقلة في عمرانها ومبانيها على غرار الدول الأوربية، بأسلوب التحديث في العمران والتنسيق الحضاري لمصر، وكان هذا التطور جذب العديد من الأوربيين للحضور إلى مصر، وعلى إثر هذا قام الملك دوم بدور الثاني بزيارة إلى مصر في ذلك العام وهي الزيارة الأولى، بصحبة أبيه الملك پدرو الأول، وكان معه وفد كامل؛ وذلك للاستفادة من حداثة مصر التي أجراها الخديوي إسماعيل، بالإضافة إلى تجربة الحياة النيابية التي كان لها أثر ملموس في مصر بوجود مجلس شورى النواب الذى كان يرأسه شريف باشا أنذاك.

وتتسم العلاقات المصرية والبرازيلية في مجملها بالإيجابية والتعاون في ضوء التنسيق المتواصل على المستوى الثنائي خاصة فيما يرتبط بالقضايا المهمة على المستوى الدولي، ومنها مسائل نزع السلاح ومنع الانتشار، وتحقيق أهداف الألفية الثانية خاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان في التعليم والغذاء والتنمية، وتأييد حقوق الشعب الفلسطيني في تحقيق دولة مستقلة تعيش في أمن وسلام، وتكاد تتطابق وجهات النظر بشأن العديد من القضايا الدولية السياسية والاقتصادية باستثناء بعض المجالات الحساسة منها عملية إصلاح مجلس الأمن.