الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:45 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ماذا يرى الجيل القادم في فلسطين دور مصر؟.. والتاريخ سيكون له صوتًا

مصر وأطفال فلسطين
مصر وأطفال فلسطين

جهود مصر الرامية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ماذا يراها أطفال فلسطين، وهل سيتذكرون دور مصر في الدفاع القضية الفلسطينية، وما قدمته مصر من أبنائها في سبيل هذه القضية، ومن ثم المواقف الحاسمة اتجاه حلها والاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة؟، أم سيكون للادعاءات والأكاذيب الإسرائيلي دورًا في زعزعة أفكارهم حول الدور المصري التاريخي.

تناولت "الطريق" الحديث في هذا الأمر مستعينة بآراء بعض المراقبون من الجانبين المصري والفلسطيني؛ لمعرفة ما إذا كانت مصر حقًا في عيون أطفال فلسطين لها دورًا تاريخيًا دفاعًا عن القضية، أم أكاذيب الصهيوني سيطرت على عقولهم، في هذا الصدد، تقول الدكتورة سهاد عبد اللطيف، الناشطة السياسية والحقوقية والفلسطينية، إن الموضوع شائك للغاية، ولكن الحرب على غزة خلقت عند الكل، وتحديدًا الاطفال غضبًا من كل العرب.

الأطفال يعتقدون أنهم غير مرغبون بمصر

وتطرق في حديثها: "هناك ماكينة دعاية مرتبطة بالموساد الاسرائيلي، والتي تعد كتيبة متخصصة؛ كان دورها إشاعة مواقف سيئة عن العرب وتحديدًا مصر مما يحدث في غزة، ولكن والواقع المؤلم الذي يراقبه الفلسطينيون، وبالمقابل ضعف الرسائل العربية والتحرك العربي لما يحدث؛ أفقد الشارع الفلسطيني بعده العربي".

وأردفت أن هناك عتبًا كبير بين الاشقاء على مصر الحبيبة؛ فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية، البعض يراه خنوعًا للشروط والاملاءات الاسرائيلية، كما أن موقف مصر الوطني في عدم قبول تهجير الفلسطينيين، للأسف تم تسويقه على أن مصر لا تريد استقبال الفلسطينيين على أرضها".

وعلى حد قولها، الأطفال والشباب يرون أن بعض التصريحات التي وجهت لهم من قبل آلة الإعلام الإسرائيلية، بأن الرئيس السيسي أعلن أمام العالم عدم الرغبة في استضافة أهالي غزة، وذلك في سياق رفض التهجير القسري، ولكن الأمر غير صحيح، حيث أن أصحاب المراحل العمرية الصغيرة لم يدرجون مفهوم الكلمات السياسة، ولا يعرفون بأن مثل هذه التصريحات تؤكد على عدم طمس القضية الفلسطينية.

وأكملت، قائله: "أنا اعلم تمام العلم حساسية الموقف المصري؛ ومقدرة لحجم المغامرة السياسية والدبلوماسية التي تحاك ضد بلدنا الثاني، ولكن المواطن الفلسطيني البسيط لا يعرف إلا أن غزة تنزف، ولا احد ينقذها، وأود أن أوضح بشكل ودي ويتقبلها مني الشعب والقيادة السياسية بمحبة، لأنني والله لا فرق عندي بين فلسطيني ومصري، ولكن صوت مصر لم يصل بالصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني المحبط الا من رحمة الله".

وفي ختام حديثها، وجهت نصيحة إلى مصر والقيادة السياسية حتي لا يضيع جهود مصر التاريخية في الدفاع عن القضية الفلسطينية من أذهان الأجيال القادمة، قائلة: "انصحكم إعلاميين مصر بأن تكونوا جسرًا حقيقيًا بين الشعبين، وتركزوا في هذه اللحظات الحاسمة على إيصال الحقيقة للطرفين".

أكاذيب تشويه صورة مصر أمام الفلسطينيين

من ناحية أخرى، الدكتور هاني الجمل، محلل سياسي، المتخصص في الشأن الفلسطيني، يعلق على هذا الأمر قائلاً: "ما يقوم به الكيان الصهيوني لسرد أكاذيب للأطفال والشباب الفلسطيني، هذه الأكاذيب تنطوي على عدة محاور تناقض بعضها البعض، أولاً في الوقت الذي أتهمت فيه إسرائيل مصر بشكل علني عرقلة دخول المساعدات أمام محكمة العدل الدولية، قالت حكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة أن مصر تقوم بإدخال المساعدات اللوجستية للمقاومة الفلسطينية".

تابع: "المنطق يقول أم أن تكون مع اليمن أم مع اليسار، كيف إسرائيل تتهم مصر في ضلوعها بمنع المساعدات الإنسانية للفلسطينيين عبر معبر رفح، وفي الوقت ذاته تزعم أن اللثغة الأمنية في جنوب القطاع يدخل من خلالها المساعدات التي تطيل أجل المقاومة"، مردفًا: "محاولة المصريين شعبًا بأمداد الأشقاء في غزة بمواد غذائية، والدليل على ذلك الفيديوهات التي خرجت كثيرة للغاية؛ من قام بعمل فتحات في الجدار العازل لإيصال المساعدات بقدر الإمكان".

وتطرق في حديثه عن الطفل الفلسطيني، وحجم والوعي لديه بما تقوم به مصر من أجله، قائلاً: "دعنا نتفق أن الطفولة البريئة، والتي للأسف رأت ويلات الحرب الشعواء من الجانب الإسرائيلي، والتي لم تجد من يحنوا عليها أولاً من الفصائل الفلسطينية، أو النظام السياسي؛ هذا الطفل أو الأجيال بشكل عام أصبحت قنبلة موقوته في الداخل الفلسطيني، وفي الخارج العربي والدولي".

اقرأ أيضًا: نزاع حزب الله وإسرائيل.. قنبلة موقوتة في وجه الغرب

أكمل، قائلاً: "الطفل الفلسطيني ما راءه من تهجير وقتل وقصف وقنص، له ولعائلته، ومن ثم محاولة الضغط عليه بالتجويع بشتي السبل، أصبح قنبلة موقوته في وجه المجتمعات بشكل عام، وليس مصر فقط، هذا الطفل الذي تم استهدفه من قبل الاحتلال الإسرائيلي بأسلحة محرمة دوليًا سيكون قنبلة موقوته في الداخل الإسرائيلي أولاً، ومن ثم لجميع الفصائل الفلسطينية التي لم تحميه من العدوان الغاشم".