الطريق
السبت 27 يوليو 2024 04:21 صـ 21 محرّم 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الداخل الإسرائيلي يشتعل: مصير حكومة اليمين المتطرف أمام تحالف اليسار والوسط

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

خبراء:

-اليسار الإسرائيلي على أعتاب تشكيل حكومة جديدة

-الرهائن ليست في حسابات حكومة نتنياهو

المجتمع الإسرائيلي مشتعل وملتهب بين مؤيد ومعارض للحرب على غزة، فئة اليمين والتي تمثلها حكومة بنيامين نتنياهو ترى أن الحرب ضرورة لحماية الأمن القومي الإسرائيلي، في مقابلة رفض فئة اليسار، والتي وصلت من 38% إلى 65% لاستمرار الحرب، هذا يؤكد على مشهد الانقسامات داخل المجتمع الصهيوني.

جريدة "الطريق" تستعرض الموقف الداخلي لدولة الاحتلال، وذلك من خلال آراء بعض الخبراء والمحللين للشأن الإسرائيلي، متطرقة إلى طرح سؤالاً واحدًا؛ هل ستتوقف الحرب على غزة بضغط مجتمعي إسرائيلي؟

في البداية، الدكتور محمد الجمل، محلل سياسي، ومتخصص في الشأن الفلسطيني، يقول: "ما بعد أحدث 7 أكتوبر كان هناك نوع من أنواع الارتباك في موقف اليسار داخل إسرائيل، لا سيما تحولت نسبة كبيرة من اليسار إلى دعم اليمين واليمين المتطرف، مما أدى إلى جعل اليمين يصل إلى 68%، وذلك بعد أن كان يمثل 55% فقط".

تابع: "مع استمرار الحرب على غزة، ومن ثم وصلها إلى الشهر السادس تحديدًا، وفهم اليسار واليسار الوسط في الداخل الإسرائيلي أن ما تقوم به العمليات العسكرية في غزة ليس من أجل استعادة الرهائن، ولكن من أجل مجد شخصي لـ (نتنياهو)، وسمعة بن غفير، في حين أن فكر عودة الرهائن ليست مطروحة، وبالتالي الهدف يكمن في توسع ديموغرافي للحدود الإسرائيلية، كذلك بناء 3500 مستوطنة على 37% من مساحة قطاع غزة".

وتناول حديثة حول التوسع الاستيطاني لـ"الطريق"، قائلاً: "الهدف يتمركز حول جود غلاف جديد، وأن يكون هناك ممر مائي، في إشارة إلى الميناء التي تبنية أمريكا في الوقت الراهن، ولكن تغير من ديموغرافي هذا المكان، ويكون هناك تواجد بشكل كبير للقوات العسكرية الإسرائيلية، ورفض الهدن الإنسانية التي قدمها الوسطاء سوء كان مصر أو قطر أو أمريكا".

وأردف: "رجعت النسبة مرة أخرى في الشارع الإسرائيلي إلى اليسار، وتقريبًا زادت هذه النسبة من 12 إلى 20%، وفق أخر الاستطلاعات الداخلية في الداخل الإسرائيلي؛ اليسار في الوقت الراهن ومحاولات الدعوة إلى السلام المشترك مع الفلسطينيين، هو حلم دائمًا ما يدعمه اليسار في إقامة (حل الدولتين)، حيث أنه الحل الوحيد الذي سيوقف الصراع العربي الإسرائيلي على السوء".

ومن ناحية أخرى، الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، يقول: "في الواقع أتت لليسار الإسرائيلي فرصة تاريخية في ظل العدوان على غزة، وفي ظل الفشل الأمني لحكومة أقصى اليمين الإسرائيلية، وذلك في أعقاب اغتيال إسحاق رابين، رئيس وزراء إسرائيل سابقًا، حيث استمر اليسار لسنوات بسبب التخوين".

وأضاف: "قام (نتنياهو) آنذاك بحملة تخوين ضد إسحاق رابين، متهمًا وقتها بالتفريط في أرض إسرائيل والتنازل عنها، وفي هذا السياق قام أحد انصار نتنياهو باغتيال إسحاق رابين، وبالتالي تم تهميش اليسار، ولكن هناك في التوراة فقرة تتحدث عن؛ هل قتلت أو ورثت ستلعق الكلاب من دمك، بمعني أن هناك انتقام سيلحق بـ (نتنياهو)، لأنه حرض على إسحاق رابين وورثة".

وتطرق في حديثة على ملاحقة لعنة اغتيال "رابين"، وعلاقتها بالوقت الراهن، معلقًا: "اعتقاد أنه فرصة تاريخية أمام اليسار الإسرائيلي لاستعادة قواته، لانهم كانوا في مسار أفضل، وذلك في ظل اليمين المتشدد خسرت إسرائيل خسائر فادح في الأرواح، وأيضًا صارت في عزلة دولية ملاحقة أمام الجنائية والعدل الدولية، بجانب شلل اقتصادي".

وأوضح: "كل هذه الأمور جعلت اليسار يخدم على نفسه كبديل، ولكي يؤخذ الأمر من باب الموضوعية صار الوسط الأكثر حظوظًا في هذا السياق، وبالتالي هناك تحالف بين (يائير لبيد)، زعيم المعارضة الإسرائيلي، و (بيني جانتس)، وزير الدفاع الإسرائيلي، والعديد من الشخصيات السياسية والعسكرية التي تميل لليسار الوسط الأن تكون قيادية في مواجهة اليمين".

وتدرج في حديثة إلى مستقبل اليسار واليسار الوسط الإسرائيلي، قائلاً: "ووفق للإحصائيات الحديث، فأن معسكر (لا لنتنياهو)، هو معسكر اليسار بجانب الوسط يمكن أن يشكل حكومة بسهولة، وفي المقابل مجموعة بنج فير قد لا تدخل الكنيست وليس في وقت الحكومة، وذلك في ظل تدني النتائج المتوقعة له في أي انتخابات قادمة، وعدم تجاوز نسبة الحسم، ولكن في النهاية سيكون عودة اليسار للمشهد".

وأتم: "اليسار الوسط سيعمل على توفير بديل لحكومة نتنياهو أمر مطروح، وفي نفس الوقت موضوع التخوين والتخوين المتبادل بين اليسار واليمين، بمعني أن اليسار يقول أنتم تخونوًا دماء المحتجزين الأسرى وتتخلوا عنهم، في المقابل هناك من يتهم اليسار بخيانة الدولة، بأنهم يعلون من مصلحة 153 من الأسرى على حساب مصير دولة إسرائيل".