تصعيد جديد.. إسرائيل توسع حملتها العسكرية على جنوب لبنان
بدأت إسرائيل قصف فروع لجمعية لبنانية تزعم أنها وراء تمويل عمليات حزب الله، في تصعيد آخر للحرب التي تشنها إسرائيل منذ ما يقرب من شهر على جنوب لبنان.
وارتفع عدد الغارات التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت إلى 11 غارة، منها غارة على فرع مؤسسة "القرض الحسن" القريب من مطار رفيق الحريري الدولي، حسبما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية.
وذكرت أيضا أن غارة جوية وقعت بالقرب من مطار بيروت، وهو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى البلاد ومركز إجلاء رئيسي للفارين من الصراع.
وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام رسمية لبنانية، سحبا كبيرة من الدخان تتصاعد بالقرب من المنشأة.
وجاءت الضربات بعد أن قالت إسرائيل إنها ضربت عشرات الأهداف خلال غارات جوية على لبنان في وقت سابق، فيما أعلن حزب الله عن تنفيذ العديد من الضربات الصاروخية عبر الحدود واشتباكات مع القوات البرية الإسرائيلية.
وقالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ألحق أضرارا عمدا بأحد مواقعها، وهو أحدث حادث أبلغت عنه القوة.
وفي المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إن الجيش كثف ضرباته على حزب الله في لبنان، ودمر أماكن خططت المجموعة لاستخدامها كمنصات لإطلاق هجمات ضد إسرائيل، على حد زعمه.
حذر الجيش من أنه على وشك مهاجمة مكاتب مؤسسة القرض الحسن التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، داعيا السكان إلى الابتعاد عن منشآتها.
وبدأت الضربات الإسرائيلية على مكاتب مؤسسة القرض الحسن بعد ذلك بوقت قصير من تحذير جيش الاحتلال، وفق وسائل إعلام لبنانية.
وتمثل هذه الهجمات توسعا في الحملة التي تشنها إسرائيل ضد حزب الله، حيث تسعى إلى إضعاف قدرة المجموعة التي تزعم أنها وارء تمويل العمليات، بعد أن اغتالت زعيم حزب الله حسن نصر الله وقادة آخرين.
اندلعت حرب واسعة النطاق بعد عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود عندما أطلق حزب الله الصواريخ فيما وصفه بدعم لحركة حماس الفلسطينية التي تخوض حربا مع إسرائيل في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي جنوب لبنان، قالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) إن جرافة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي هدمت عمدا برج مراقبة وسياجا محيطا بموقع للأمم المتحدة.
قبل أربعة أيام، وافقت دول الاتحاد الأوروبي التي لديها قوات بالآلاف على ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل لمنع وقوع المزيد من الحوادث ضد قوات اليونيفيل.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن إسرائيل "ليس لديها أي نية" لإيذاء قوات حفظ السلام.
وفي وقت سابق الأحد، قال جيش الاحتلال إنه ضرب "مركز قيادة ومقر استخبارات حزب الله" ومنشأة أسلحة تحت الأرض في جنوب بيروت.
قبل شهر واحد فقط، كانت شوارع جنوب بيروت المزدحمة تعج بالسيارات، وكانت العائلات تتجول والشباب يرتادون المقاهي، أما الآن، فقد ساد الصمت معقل حزب الله المهجور.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن نحو 70 قذيفة أطلقت من لبنان على إسرائيل الأحد خلال دقائق، وإنه اعترض بعضها.
وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بأن جيش الاحتلال شن 14 غارة خلال 15 دقيقة على قرية الخيام الحدودية واحدة.
وقال الجيش اللبناني الذي لا يقاتل في الحرب، إن ثلاثة من جنوده قتلوا في غارة إسرائيلية على مركبتهم في جنوب لبنان.
وقال جيش الاحتلال إنه قتل أكثر من 65 مسلحا من حزب الله خلال غارات على عشرات الأهداف في جنوب لبنان.
وأكد حزب الله الأحد، أنه أطلق وابلا من الصواريخ على إسرائيل، بما في ذلك ضد قواعد عسكرية بالقرب من حيفا وصفد وطبريا على بحر الجليل.
استخدمت فرق الإطفاء الإسرائيلية الطائرات لمكافحة النيران بعد سقوط صاروخ بالقرب من روش بينا في منطقة صفد.
وأعلن حزب الله أيضا مسؤوليته عن هجوم على مدينة حيفا، وأظهرت صور أعمدة من الدخان في السماء فوق ميناء حيفا بينما اعترضت الدفاعات الجوية الصواريخ وأطلقت صفارات الإنذار.
وفي غزة، قالت وكالة الدفاع المدني الأحد، إن غارة جوية إسرائيلية على منطقة سكنية أدت إلى استشهاد 73 فلسطينيا في وقت متأخر من يوم السبت في بيت لاهيا المجاورة لجباليا.
وزعم جيش الاحتلال أنه ضرب "هدفا لحماس" في بيت لاهيا، مشيرًا إلى أن أرقام الخسائر التي قدمتها السلطات في غزة "لا تتفق" مع المعلومات التي يمتلكها.
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ من جدة مقرا لها "الضربة بأشد العبارات"، ووصفت تصرفات إسرائيل في غزة بأنها "وصمة عار على ضمير الإنسانية".
واتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في تعليق على موقع إكس، المجتمع الدولي مرة أخرى بمنح الإفلات من العقاب للحكومة الإسرائيلية التي ترهب السكان بوحشية لدفعهم إلى الخروج من وطنهم.
وفي الأثناء، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الإثنين، اكتمال نشر نظام "ثاد" المضاد للصواريخ في إسرائيل.
وقررت الولايات المتحدة، منتصف أكتوبر الجاري، إرسال بطارية للدفاع الجوي للمناطق عالية الارتفاع "ثاد"، وطاقماً مرتبطاً بها إلى إسرائيل، من أجل المساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية، وذلك في أعقاب الهجمات التي شنتها إيران في 13 أبريل الماضي و1 أكتوبر الجاري.
ومن المقرر أن يصل المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين إلى بيروت، الإثنين، لإجراء محادثات مع مسؤولين لبنانيين حول شروط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
منذ بدايتها الشهر الماضي، أسفرت الحرب بين إسرائيل وحزب الله عن استشهاد 1470 شخصا على الأقل في لبنان، وفقا لإحصاءات وزارة الصحة اللبنانية.
واندلعت الحرب على غزة بسبب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل العام الماضي، والذي أسفر عن مقتل 1206 شخصا، وفقا لإحصاءات إسرائيلية رسمية.
أدت حملة إسرائيل على قطاع غزة إلى استشهاد 42603 فلسطينيًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وفي السادس من أكتوبر الجاري، تعهدت إسرائيل بمنع مسلحي حماس من إعادة تنظيم صفوفهم في شمال غزة، فشنت هجوما جويا وبرياً واسع النطاق، مما أدى إلى تشديد حصارها هناك وإجبار عشرات الآلاف من الناس على الفرار.