مفاوضات غزة غارقة في الدماء.. هل تستجيب «إسرائيل» هذه المرة من أجل الرهائن؟
تشهد الأوضاع في قطاع غزة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا بهدف التوصل إلى هدنة تدريجية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وسط تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لتهدئة التوترات.
التحركات الدبلوماسية تأتي في ظل تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، وارتفاع أعداد الضحايا نتيجة العمليات العسكرية المستمرة.
جهود الوساطة
تلعب العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، على رأسها مصر وقطر، دورًا رئيسيًا في محاولة التوسط بين الجانبين لوقف إطلاق النار بشكل تدريجي؛ وتعتمد هذه الجهود على تقديم ضمانات للفصائل الفلسطينية والإسرائيليين بهدف بناء الثقة والتمهيد لاتفاق أوسع؛ هذا، وتشمل المقترحات ضمانات لفتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام، وتخفيف الحصار على غزة.
تفاصيل المقترحات
تتضمن الهدنة التدريجية عدة مراحل قد تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار، يتبعه انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من المناطق الحدودية؛ في المقابل، يتعهد الجانب الفلسطيني بوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
كما تتطرق المفاوضات إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق طويل الأمد يشمل وقفًا شاملاً للأعمال العدائية، مقابل تخفيف الحصار المفروض على القطاع.
التحديات أمام الهدنة
رغم التفاؤل النسبي الذي يظهر في بعض التصريحات الرسمية، تواجه المفاوضات العديد من التحديات، ومن أبرز هذه التحديات عدم الثقة بين الجانبين، بالإضافة إلى التوترات الداخلية داخل الفصائل الفلسطينية واختلاف الأولويات بين الأطراف الإقليمية.
كما أن هناك مخاوف من إمكانية انهيار الهدنة في حال عدم الالتزام بالشروط المتفق عليها من كلا الطرفين.
الدور المصري
تلعب «مصر» دور الوسيط الرئيسي في هذه المفاوضات، مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف.
وقد كثفت «القاهرة» جهودها الدبلوماسية عبر التواصل مع الجانبين والجهات الدولية المؤثرة، سعيًا للتوصل إلى تسوية مؤقتة تهدئ من حدة النزاع وتفتح المجال أمام حل طويل الأمد.
التأثير الدولي
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعمان الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة، مع التركيز على تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.
ومن جهة أخرى، يسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول مستدامة، تشمل تحقيق التوازن بين المتطلبات الأمنية الإسرائيلية والاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين.
يبقى مصير الهدنة التدريجية مرهونًا بالاستعداد الفعلي للأطراف للالتزام بالشروط المطروحة، والقدرة على تجاوز الخلافات الداخلية والخارجية؛ وفي حال نجاح المفاوضات، قد تمثل هذه الهدنة نقطة تحول نحو استقرار نسبي في القطاع، على أمل التوصل إلى حل سياسي طويل الأمد.