وفاء أبو السعود تكتب: متى تنتهي التحديات؟
عاشت مصر علي مر عصورها تحديات دائمة ومستمره وما ان ينتهي تحدي حتى يبدا اخر وما ان تنبت بذور الامل في اي عصر طمعا في انفراجة قريبه حتى تتبدد تلك الامال لوجود تحديدات اخرى جديدة لم تكن متواجدة من قبل،
هل هذا قدر مصر من هذه الدنيا، رغم انها قلب العالم ؟ ولماذا نحن دون غيرنا ، ولماذا تترصد اعين العالم تلك الارض خاصة
لن نتحدث عن البلطجه التاريخية من قبل الغرب ورغبتهم الدائمه في السطوة والسيطرة والهيمنه علي هذا الشرق الاوسط وتلك القارة السوداء التعيسه بمقدراتها وثرواتها الكثيرة والمتكوبة بأهلها وسكانها
تلك القارة الغنية بمواردها وفي نفس اللحظة تعيش في حاله من الجوع والذعر والتفكك، وولن نتحدث عن نوياهم الاستعماريه التي يحكيها التاريخ ورغبتهم الجادة في الحصول علي ثرواته باي وسيلة كانت حتى لو ادي الامر الي تدمير العالم ، ورغبتهم الجامحة في الحصول علي اكبر مكاسب ممكنه مهما كلف البشرية ذلك وحتى ولو كانت من تصفيه دماء الاخرين ولن نتحدث عن رغبتهم التي تخمد قليلا من الوقت ثم تعود الي الصوره بشكل اكثر شراسة وبعدة طرق مختلفة، تلك هي سياستهم منذ القدم وان اختلفت الوسائل والغايات متزعمين العالم بمؤسسات واهيه وقوانين باليه متخفين وراء اقنعة سوداء لا تحمل الا المكر والشر لمصر وللعرب وللقارة الافريقية
ان مصر هي منارة البشرية وهي اول دولة عربية في التاريخ وتلاها وجود بعض الدول منها الصين واليونان في التاريخ وهي الوحيدة التي سجلت انجازاتها في لوحات فنيه باقيه بايدي سكانها تتعاقب عليها الازمنه ولازالت باقيه ، مصر وتاريخها العريق من الفراعنه
ان القدماء المصريين هم أول الموحدين لله علي الارض من خلال احد اشهر الفراعنه وهو الملك الفرعونى اخناتون ،
ومصر القديمة كانت اول من تحدث عن فكرة الخلود كما ورد في كتاب الموتى والذي يعد من اقدم الكتب في تاريخ البشرية
مصر اول دولة في التاريخ تؤسس لمبدا التكامل والوحدة والاتحاد وليس الانقسام والشتات والفرقه من خلال الملك مينا موحد القطرين في مدينة طيبة حيث استطاع أن يوحد القطرين المملكتين الشمال والجنوب لذا لقب ملك الأرضين
مصر التي كانت محطة لالتقاء ثقافات العالم وخرج منها النور
للبشرية جمعاء وتتابعت على أرضها حضارات متعددة فكانت مهدا للحضارة الفرعونية، تلك الحضارة التي قامت علي اساس قوي من المبادي والقيم والاخلاق وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية
واجهت ولاتزال تواجهه الكثير من التتحديات من قبل الفرس والهكسوس والمغول والحملات الصليبية والغزو العثمانى والحملة الفرنسية والاحتلال الإنجليزى وصراع الكيان الصهيو امريكي
وصراعات الغذاء والمياة وصراع الاقتصاد والمصالح والتهجير والتذليل والتركيع
لانزال مصر احد اهم واقدم الحضارات البشريه علي وجة الارض محط انظار العالم ، ومثار تسؤلاته ، مع تتابع الزمن وتوالي الاحداث من قدم التاريخ وحتي اليوم خاصة في عالم تتصارع فيه اللحظات وتستعر فيه الحروب في تحدي من العالم اجمع
لماذا مصر ؟
والغريب في الامر ان هذا الانسان الذي يعيش علي تلك البقعه لايزال يعيش ويسعي ويتحدى لمواصلة مشوارة ورسالتة وحياته حتى في احلك الظروف واشدها ،
فماذا يحمل هذا المصري في جيناته تجعله يتحدي المحن والازمات وماهي القدرة الداخليه التي تجعله يتخطي الصعاب ويتحدي الزمن ويرفض الانبطاح ؟ سواء كانت تلك الجينات فرعونيه او عربيه او افريقيه الا انها جينات متفردة و عصيه علي الزمان لاتتاكل ولا تنهزم
تلك السلالة النقية والتابعة لاجدادنا القدماء المصريين منذ الاف السنين التي كانت ولاتزال محل الدراسات في العالم حيث انه وطبقا للدراسات التي قام بها عالم التشريح والانثروبولوجي العالم الاسكتلندي البريطاني ارثر كيث في كتابة نظرية جديدة للتطور الصادر في عام 1948 اكد فيها ان المصريين هم جنس بشري مستقل بذاته وانهم النسل المباشر للمصريين القدماء
كما نشر العالم الامريكي شارلتون ستيفانس في كتابة اعراق اوروبا الصادر 1939 ان الجنسية المصرية الاصيلة أتيح لها ان تمضى في طريقها لعدة آلاف من السنين دون أن تتأثر إطلاقا باي جنسيات اخرى
وقد اكد العالم الأثري الأمريكي فرانك يوركو دراسة تفيد أن جينات المصريين اليوم هي 97 % على الأقل من جينات الشعب المصري في زمن الحضارة المصرية القديمة في عام 1996
وفي عام 1999 تاتي ﺍﻟﻌﺎﻟِﻤﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﺎﺭﺟﺮﻳﺖ ﻛﺎﻧﺪﻝ بداسة ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ "ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ"، اكدت فيها ان بعض شعوب العالم هجين ولا تتطابق الجينات الخاصه بهم طبقا لدراساها للجين الالماني واليهودي في حين تطابق ﺍﻟﺠﻴن المصري بنسبة تفوق 97%
ان الشخصيه المصريه ورغم تنوعها وثرائها ومكوناتها وهويتها
ورغم وجود خلل كذلك في بعضها ورغم ان نجمها يبزغ وينير العالم احيانا ويأفل ويخبو احيانا اخري الا انها تستحق ان يكون لها مكانه اكبر داخل بلادها وخارجها ،
فتلك الاهمية التي تحيط بهذا البلد ليس فقط لتاريخها العريق وموقعها الجغرافي المتميز ، وتحديها للزمان وانما لان لديها عنصر بشري نادر يختلف كثيرا عن باقي عناصر البشرية
تلك هي مصر بحضارتها وانتصاراتها وكبواتها ورغم ماتعانيه الدولة ومايعانية المصريين من ازمات اقتصادية الا انها هي الدولة الوحيدة التي يجب ان تسود هذا العالم الذي اختل ميزانه وفق مبادي واسس دينيه وقيميه ، ان مصر هي الدولة الوحيدة التي تستطيع ان تحقق العدل والمساواه في العالم وتحافظ علي امنه وامانه واستقراره، ان مصر هي الوخيدة التي تسعى الي الحياة والتنميه والاعمار واقامة البنيان ، وهي الوحيدة التي تتحدي الشتات والشرذمة والتفكك.
تلك هي قيمة مصر الحقيقية قديمة قدم التاريخ وشامخة شموخ الحضارات التي نشات علي ضفاف نيلها
تلك قيمتها التي يعلمها العالم اجمع ويثق في قدراتها ولو علم اصحابها قيمتهم الحقيقيه لتسودوا العالم.