الطريق
الأحد 8 ديسمبر 2024 01:06 صـ 6 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

تامر أفندي يكتب: سادة الكفار وأمثولة الـ”كافيار”

تامر أفندي
تامر أفندي

سأقول لك كل شئ، لكن هل قرأت قائمة مسروقات "شاليمار"..! هذا ليس سؤالاً استفهامياً.. لكنه تعجب أو إذا كنت تود الصراحة فهو حسرة.. هل تابعت ما قبلها من حوادث.. أو تتبعت سير ذلك "المستريح" الذي يظهر ويختفي.. تحسس "جيوبك" قبل أن تبحث معي على إجابة لسؤال لن نجد له إجابة من أين يأت هؤلاء بكل تلك الأموال.. هناك دول تعاني أزمات عاتية.. فليمنحوها بعضاً من خططهم الاقتصادية التي جعلتهم يغرقوا في الماس.. يا ليتك يا صاح ولدت "بلوجر" أو اختارك مخرج الروائع لدور ما.. أو قابلك الحظ في "باريس" كما قابل أحد زملائي الصحفيين.

مرحباً بك يا صديقي بين الحالمين المتحسرين المنصوب عليهم و"المُتهمون" بالسرقة، الذين بينهم وبين الفقر أخوة وترابط ووفاء.. المؤمنون في نظر أنفسهم وفي نظر الآخرين خبلاء.

أما قبل أو بعد حسب ما يقال، فليس هناك فرق بينهما سوى عمر ضائع في حسابات الوقت لا يساوي شئ، كحصة التربية الدينية في المدارس، ليس لها أستاذ ولا تضاف إلى المجموع وكل ما فيها قبل أو بعد هو أن جرجس ينصرف خارج الفصل.

أتدري يا صاح أنني كنت وما زالت من المحاصرين في الشعاب انتظر "الأرضة"، حتى تمنيت أنا وغيري أن نعيش ولو يوماً واحداً مع الكٌفار.. "أرجوك لا تزيد حزني وتقف عند ظاهر المعنى، اترك لي شيئاً واحداً للمتعة".

واعتبرني مثل "كومبارس" وحيد حامد، الذي وضعه القدر بين المؤمنين فإذ به يرى وليمة أمام الكفار، فيهرول إليهم، إلا أن المخرج ينهره ويقول له: "إنت إيه اللي مقعدك هنا، مكانك مع المؤمنين،.. فيرد:" سايق عليك النبي أنا عايز أبقى كافر"."

يا رجل كل هذا "ألماس" إذا ما الذي تبقى لعلي بابا في "المغارة".. خدعونا يا صديقي في عدد اللصوص.. شغلونا بالنصوص وشطور الأبيات عن الشرف والشرفاء ثم باعوا دقيق الخبز في السوق السوداء.. أن تكون "مليونيراً" لم يعد أمراً صعباً.. لكنه مستحيلاً لمن تربى على "إلا.. وإياك.. وحُرمة الأرداف والأوراك و"أتب" الشرف على الظهر وحفظ سيرة من رباك.. وإلا لن تكون الفضيلة أمك ولن تكون ابن أباك.. بت أبكي يا صاح على كل الأوراق.. على سنوات العمر وقهر الرجال على تسول الحياة وحان وقت الإفصاح بلا خجل: "يا أبا جهل.. يا حمالات الحطب: نريد أن نكون مع الكفار".
لن أطيل عليكم فأنا أُدرك أن أمامكم الكثير من المغارات، لكن لتعاهدوني إذا ما هداكم الله إلى ما ضاع منكم من مسروقات أن تتذكروا هؤلاء الفقراء الذين يقبعون هنا ينسخوا رسالة الخوارزميات ويتابعوا مبادرات سوق اليوم الواحد.. ويبكوا لفراق "حسام وشيرين" و"العوضي وياسمين" ويتوسطوا ويصلوا ويتهجدوا ليعودا إلى بعضهما البعض.. أرجوكم لا تنسوا هؤلاء الصحفيين الذين لطالما كتبوا عن أمجادكم وعن نبلكم.. هم الآن يشكون من زيادة خصم "التكافل" بضع جنيهات.. أتوسل إليكم أيها السادة كبار الكفار ألا تٌغلقوا "القيد".. فأحلامنا بسيطة أن نكون معكم ليوم فقط.. ربما خلاله حولنا "التوكتوك" للعمل بالكهرباء.. أو حصل بعضنا على شقة "إسكان اجتماعي" أو أكلنا ولو لمرة واحدة لدى الشيف "بوراك".. أو أطفأنا سجائر "الشوش" وذقنا طعم السيجار.

يرد أحد الكفار قاطعاً ذلك الخيال من الأفكار: غريب هذا الزمن سمك "الصير" يحلم أن يكون "كافيار".

وهنا لا أملك إلا أن أنهي هذا المقال فحرف واحد بعد ذلك سيخرجني من ذمرة المؤمنين ولن يدخلني قصور الكفار وسأظل كأهل الأعراف.