الشيخ سعد الفقي يكتب: عندما تنتهي الرحلة

عندما تنتهي الرحلة سيحزنون ويتألمون لفقدك ورحيلك . سيكون مشهدا مهيبا الحضور هم الأصدقاء والأعداء والأقارب والجيران .
سوف يبكون وتسيل الدموع علي خدودهم سوف يحرصون علي أداء صلاه الجنازة وفي صفوفها الأولي .
سيرفعون أكف الضراعة إلى الله عز وجل لك بالرحمة والمغفرة والعتق من النار .
سيدعون لك ( اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وان كان سيئا فتجاوز عن سيئاته اللهم أسقه من حوض نبيك الكريم الخ ) .
سنراهم يهرولون عند الغسل الكل يعرض خدماته سوف يتسابق أحدهم عندي من العطر مايليق بك ..
سوف يتسابقون في حمل النعش قربه وحسبه ووصيه ومشاركه .
إلا انهم حتما سيغادون المكان وستكون وحيدا فريدا لاحول لك ولاقوه .
وعند دخول القبر سينصرف الجميع القريب والغريب الصديق والعدو ..وفي القبر سوف تجد أمورا تسرك بالصلاة علي محمد صلي الله عليه وسلم فاحرص عليها من الأن سوف تسأل من الملكين ..
من ربك؟ وماهو دينك؟ وماهو الرسول المبعوث فيكم ؟ . لقد انتهت الرحلة والبدايات لابد لها من نهايات واللقاء قادم؟؟
عند سكرات الموت يكون الصدق فلا مجال للكذب سوف يقولون عنك كلاما طيبا ومعسولا .. وان كنت غير ذلك هذا ما يحدث ؟ بعد الموت تتوهج قريحه الخير ينسي الناس ما كان يؤلمهم منك .
ويتذكرون لك العمل الطيب قد يكون كلمه وقد يكون فعلا صغيرا .سيتألمون لرحيلك ومع مرور الساعات والأيام سوف تكون ذكري عابره وطيف سريع .عندما تشتد الأزمات ويصيبهم القرح ربما يعودون إليك ويتذكرون وجودك.
كان وكان؟؟ المهم مع مرور الأيام سوف تكون من الزمن الماضي وهو بالتأكيد جميل
فالقادم لن يكون الأفضل في كل الأحوال . ربما يكون الماضي مرا الا أنه أفضل من هواجس ننتظرها وتخوفات تطاردنا .
مهما كنت عظيما ونبيلا ستكون ذكري وستكون طيفا .. ستنصرف الألسنة عن ذكرك فهناك ماهو أولي وأهم منك هكذا هي الحياه وهكذا هم البشر ..
فاصنع لنفسك مكانه عند ربك فهو الولي
وعنده لا تنسي .. وستكون حقيقه موجوده
وان تناساك الجميع .