الطريق
الجمعة 2 مايو 2025 06:33 صـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
الأهلي وسبورتنج في نهائي كأس مصر لكرة السلة سيدات الخارجية الأمريكية: تكليف ”روبيو” بمهام مستشار الأمن القومي اختيار مؤقت لتنفيذ أجندة الرئيس جيش الاحتلال: قواتنا منتشرة جنوب سوريا ومستعدة لمنع دخول قوات معادية أكرم القصاص: السوشيال ميديا تدعم الأفراد وتضر المؤسسات الصحفية عماد الدين حسين: ”السوشيال ميديا” ستؤثر سلبًا على انتخابات الصحفيين غدًا القبض على سائق سمح لطفل بالجلوس فوق سيارته أثناء القيادة في الإسكندرية فى الحلقة الثالثة والرابعة من مسلسل بريستيج.. محمد عبد الرحمن يدخل غرفة سرية ”ترامب” يعين وزير الخارجية ماركو روبيو بمنصب مستشار الأمن القومى شاهد| الاستعدادات النهائية لانتخابات نقابة الصحفيين 2025 وزير الثقافة يصل مومباي للمشاركة في قمة WAVES العالمية بحضور 10 آلاف مبدع من 100 دولة أمسية تركية لأغانى الجاز والأعمال العالمية والعربية بأوبرا الإسكندرية شاهد| عبدالمحسن سلامة: برنامجي يتضمن رؤية عملية للنهوض بالأوضاع المهنية والاجتماعية للصحفيين

أيمن رفعت المحجوب: جدلية الأديان في العدالة الاجتماعية (١)

لم تتفق الأديان في الكتب السماوية على رأي واحد في كيفية تحديد الانسان من الخطيئة الأصلية: خطيئة الكبرياء! وهذا لا يتم إلا بفعل التجسد بين البشر، والتجسد يتطلب في الحقيقة زماماً ومكاناً.

الأمر الذي دعانا أن نستنتج من الكتب السماوية أن الله اختار شعباً ينزل تعاليمه بين طهرانية ، فكان أولهم "اسرائيل" وذلك عن طريق المعاهدة مع سيدنا ابراهيم الذي عاش حياة ورع وتقوى ، وإيمان واستقامة ، في زمان استشري فيه الفساد وعم الكفر والالحاد ، فاستحق ابراهيم عليه السلام أن يلقب بأبي الأنبياء، واستحق بالتالي مكافأة بعده بوطن زمني في رقعة من الأرض ، فظهر الملاك في الحلم مخاطباً ابراهيم بقوله "لك ولنسلك أعطي هذه الأرض".

إلا أن هذا الاختيار أثار الغرور في قلب "اسرائيل" الذي فسر الميثاق على أساس قومي عنصري طبقي ، فظن أن وشعبه المختار في الأرض بين كل شعوب العالم ، وبالتالي الأكمل والأصلح كي يحكم هذه المعمورة ، ويتحكم أيضاً في رقاب الأنام!.

وقد غررت هذه العنصرية والعرقية بإسرائيل فأوقعته في "الخطيئة الأصلية" خطيئة الكبرياء ، والتعالي والاعتداد بالنفس ، والانتفاخ والغطرسة فظن أن الشعوب جمعاء يجب أن تسجد له: فسمى الأقوام قاطبة "شعوب الأرض" وسمى نفسه
"شعب الله المختار ، وقد شعر "يوحنا" الرسول بالتطرف العنصري الذي انزلق فيه "اسرائيل" ، فخاطب اليهود بقوله:
"لا يخطر لكم أن تقولوا في نفوسكم أن أبانا ابراهيم ، لأني أقول لكم ، أن الله قادر على أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم"(متى 3:9)

وكان مؤدي كلام "يوحنا" الرسول ، أن فلينهنه "اسرائيل" من غلوائه ، فإذا كان المولى سبحانه وتعالى قد عاهد ابراهيم عليه السلام ، واختار اسرائيل شعباً له ، فذلك لأنه أراد أن يراعي قانوني الزمان والمكان فقط ، إذاً فالغاية من حصر التنبؤات في اسرائيل وتأمينه عليها ، أن تكون لخير شعوب الأرض جميعاً ، وليس لليهود فقط ، كما فسرها "اسرائيل".

فإسرائيل ليس أكثر من وسيط بين البلد والعالم في ذلك الوقت ، كي ينشر التنبؤات كما سلمت إليه. إلا أن أهل اليهود قد سقطوا في خطيئة الحرف ، في الضلال الباطل ، في الظن بسمومهم الذاتي على جميع الأمم وتوهموا أنهم نالوا رضا الله نهائياً. وهكذا وقفوا في تأليه القومية العنصرية ، وفي عبادة المال ، وفي عبادة التقاليد ، وفي تقديم ما يعرف بالسبت على الانسان ، وهنا بدأ انهيار العدل بين بني البشر.