الطريق
السبت 18 مايو 2024 09:25 صـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

تنسيق الأزهر يرفع شعار «البنت مش زي الولد» في المجاميع (تقرير)

معلمون بالأزهر: الأولوية للبنين.. والبنات: نشعر بالتفرقة 

الأزهر: «مفيش مشكلة» ونسعى لإنشاء فروع لكليات البنات

كتبت - فاطمة عاهد:

دائمًا ما نسمع عن صعوبة التعليم الأزهرى منذ الصغر. المعلمون، والدارسون أنفسهم، يشتكون مر الشكوى، فمنذ اللحظة الأولى بالمدرسة الابتدائية يقرر على الطالب القرآن كمنهج مضاف لما تتم دراسته بالتعليم العام، مع اختلاف مادة اللغة العربية، ويظل الأمر على هذا الحال حتى مرحلة التعليم الإعدادى.

الوضع يزداد تعقيدًا وصعوبة بدراسة الطالب لخمس مواد شرعية «فقه، تفسير، توحيد، سيرة، وحديث»، بالإضافة لباقى المواد الأساسية، ومع تقدم المرحلة ودخول الثانوية، يقسم العربى لأربع مواد، وأربع مواد شرعى لكلتا الشعبتين - العلمى والأدبى - مع جمع العلمى لمواد الشعبة العلمية «علوم ورياضة» معًا مما يرفع من عدد المواد، ويصعب الأمر على الدارس.

 

تنسيق البنات مختلف عن البنين في الأزهر

يشعر طلبة الأزهر بالظلم الواقع عليهم مقارنة بالدارسين فى التعليم العام، خاصة خلال فترة دراسة الصف الثالث الثانوى، كونها المحددة لمستقبلهم، لكن هذا الشعور بالظلم الأكبر هو ما يتعرض له الدراسون فى التعليم الأزهرى من البنات، عند مقارنة تنسيقهن بتنسيق البنين بالأزهر، حيث يرتفع تنسيق البنات على البنين لنفس الكليات بما يقارب 10 درجات، لتجد الفتاة مطالبة بدراسة 18مادة، والحصول على درجات أعلى من الفتيان لتحجز مقعدًا لها بالمكان الذى ترجوه.

 

معلمون بالأزهر: الأولوية للبنين

ياسمين العرقى، طالبة بكلية أصول دين بجامعة المنصورة، لم تجد تفسيرًا حول أسباب انخفاض تنسيق البنين عن البنات، فقررت الحديث مع المعلمين، للوقوف على السبب الرئيسى، لكن الإجابة كانت غريبة، فالمعلمون أخبروا ياسمين بأن الأولوية للرجال، لم تفهم الطالبة كلامهم فى بادئ الأمر حتى أتى وقت التنسيق، ووجدت صديقاتها الحاصلات على 90 بالمائة وأقل ضاعت أحلامهن وسط مسافات السفر للكليات المختلفة ورفض ذويهن للأمر، ومنهن من وافق أهلها على ارتيادها للكلية التى لطالما أرادتها، لكن بُعد المسافة أحبطها.

 

ضحايا التنسيق من البنات

«خلود .ع» من محافظة الدقهلية، وتدرس الصيدلة فى جامعة أسيوط، تقضى ساعات فى المواصلات للوصول لكليتها، لحصولها على مجموع أقل من المطلوب للالتحاق بصيدلة القاهرة، تعيش ببيت للطالبات «مدينة جامعية» لتتمكن من حضور المحاضرات، تعود لأهلها بعد أسابيع طويلة لازدحام وقتها، وعلى الرغم من هذا تمكن الحاصلون من البنين على درجات أقل منها من القبول فى جامعة القاهرة بكلية الصيدلة، كما أن الفتيان بفرع أسيوط بنفس سنها مجموعهم «605»، فى حين أنها حصلت على «616»، أى ما يقارب 94 بالمائة.

تكمل خلود حديثها قائلة «لقد حاولنا كثيرًا إيصال وجهة نظرنا وشكوانا لأصحاب الكلمة، لكن المبررات دائمًا ما تكون مقنعة، فالمبرر الأول أن الأعداد كبيرة جدًا مقارنة بأعداد البنين، والثانى كون الفتيات يحصدن أعلى الدرجات فيرفعن سقف التنسيق الخاص بهن، ولا يذكر أحد قلة الكليات المستقبلة لنا»، مؤكدة على دراستها لنفس مواد البنين، وحبهن للمناهج المختلفة بلا تبرم أو نفاق، لكن العجز فى أفرع الكليات المختلفة يحبطهن، ويحطم آمال الكثيرات، وكل ما يغضبهن هو النظام دون الإساءة للأزهر.

مرّ على خلود الكثير من الحالات المشابهة لها، إحدى قريباتها حصلت على 94 بالمائة، ولم يؤهلها ذلك للدخول لكلية الهندسة، فى حين أهل ذلك البنين، وصديقة لها مجموع درجاتها «614» لم تقبل بصيدلة أسيوط معها، فاضطرت لارتياد هندسة القاهرة البالغ مجموع التأهيل بها «601»، أى بفارق 13 درجة، فى حين قبول البنين بصيدلة أسيوط من «605»، وأخرى بمجموع «599» لم تستطع الالتحاق بهندسة القاهرة ولم يكن أمامها إلا علوم.

 

التفرقة أصعب من الاغتراب

ندى عبدالحميد، مقيمة بشبرا بالقاهرة، طالبة فى كلية صيدلة أسيوط، تغيب عن بيتها لمدة شهر، قد يطول أو يقصر حسب المحاضرات، الامتحانات، والعملى، تسكن بالمدينة الجامعية بالقرب من كلية الصيدلة، لم تقبل بصيدلة القاهرة التى تبعد مسافة قليلة من بيتها، مقارنة ببعد مكان دراستها الحالى عن مكان معيشتها «المسافة من شبرا إلى أسيوط تحتاج ثماني ساعات مواصلات».

ما يحزن ندى أن الحاصلين على نفس مجموعها من البنين له أحقية الالتحاق بأسنان القاهرة، ويدرسون نفس المناهج، ويحصلون على نفس الدرجات، ويؤهل هو لفرصة أفضل منها، معتبرة أن سبب ضيقها الحقيقى ليس «الاغتراب»، ولكن التفرقة.

 

رفض الاختلاط هو السبب

عبده فتحى، وهو خريج جامعة الأزهر، قال «إننا فى الأزهر حالة خاصة، ففى الثانوى العام توحد درجات القبول وتتساوى الفرص، لاختلاط كلا الجنسين وتتساوى الفرص، أما الأزهر ولعدم الاختلاط يحدث خلل لميزان الفرص ما بين البنات والبنين، وذلك بسبب وجود العديد من الفروع للبنين خاصة فى الكليات العملية، التى يظهر بها الفارق».

مستكملًا: أما باقى الكليات فنجد الفارق طفيفًا وغير ملحوظ، وقلة كليات البنات تؤدى لحجز الأماكن للأفضلية فتزيد المنافسة بينهن، مع صعوبة المواد المقررة عليهن، وعلى الجانب الآخر هناك كلية تمريض خاصة بالبنات ولا مثيل لها للبنين، لكن البنات مظلومات والسبب كثرة عددهن على الكليات الموجودة لهن.

 

الأزهر: «مفيش مشكلة»

برر الدكتور حسام شاكر المتحدث الرسمى لجامعة الأزهر، موقف الأزهر بأن لكل كلية متطلبات من حيث عدد المقاعد وسوق العمل، فلكل طالب كرسى، لذا تقبل بأعداد محدودة، وأقر بأن عدد كليات البنات قليل لكنه مناسب لأعدادهن ولا مشكلة بهذا أبدًا، وعدد الطلبة يتغير بكل عام، كما أكد على إنشاء فروع لكليات البنات جديدة بالعام الماضى مما يؤكد على عدم وجود مشكلة.