«بازوكا».. صاروخ من نوع جديد شديد الانفجار يُرهب الأهالي ويفزع المرضى

يستيقظ أحمد محمد يوميًا منذ حلول شهر رمضان على أصوات غريبة تشبه طلقات البنادق الآلية ونصف الآلية والجرانوف والمدافع المضادة للطائرات، فيظن لوهلة أنّه على جبهة القتال، بينما بمجرد أنّ يطل من شرفة المنزل يكتشف المفاجأة.

صاروخ محلي في أيدي الأطفال

شاهد أحمد، بعص الأطفال يلهون تحت البيت، ومعظمهم متسلحون بصاروخ من نوع جديد شديد الانفجار يُرهب الأهالي ويفزع المرضى، فلا أحد يمكنه استكمال نومه بعدما يستيقظ على هذا الصوت المفزع، الذي لا يتوقف آناء الليل وأطراف النهار طالما ثمّة أطفال في المنطقة.

يشارك الأطفال في تصنيع هذه الصواريخ شديدة الانفجار يدويًا باستخدام ماسورة من البلاستيك، وعلبة مبيد حشرات فارغة، ووضع قطعة من مادة الكربون في الداخل مع نقطة مياه ورجها جيدًا ثمّ إشعال النار بالقرب من الثقب، وبعدها يحدث ما لا يتصوره أحد: صوت انفجار هائل يشبه دانات قاذف الـ "آر بي جي".

تباع مستلزمات تصنيع هذا الصاروخ في بعض محال لعب الأطفال والمكتبات على أنّها مجرد لعبة بينما في الحقيقة هي مواد خطرة، قد تعرض الطفل للأذى غير أنّها تصيب السكان بالخوف والهلع وعادة ما يستيقظ الصغار خوفًا من تلك الأصوات المزعجة.

مواد شديدة الخطورة

يستخدم الأطفال في تصنيع سلاحهم المحلي المعروف بـ "البازوكا" عنصر كيميائي شديد الانفجار يسمى "كربون" عبارة عن مادة هندسية محظورة وتدخل في مواد أخرى لتصنيع القنابل والصواريخ الباليستية، وهو ما يجعلها خطرًا على الصغار.

يقول مصطفى عبد الحكيم، أحد سكان محافظة الفيوم، إنّ ابنه البالغ من العمر 7 سنوات فقد بصره بإحدى عينيه نتيجة إصابته بشرز نار خرج فجأة من "بازوكا" يحملها صديقه أثناء لهوهما معًا بالشارع.

وطالب مصطفى، وزارة الداخلية بضرورة وضع حد لانتشار "البازوكا" والعناصر الكيمائية شديدة الخطورة والانفجار في أيدي الأطفال، منعًا لإصابتهم بعاهات مستديمة، ومن أجل وقف تلك الظاهرة التي تُرهب الأهالي وتفزع المرضى.