الطريق
السبت 15 يونيو 2024 02:39 صـ 8 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لأول مرة في الصحافة المصرية: القصة الحقيقية لسقوط جاسوسة الموساد في قبضة المخابرات المصرية

لأول مرة في الصحافة المصرية: القصة الحقيقية لسقوط جاسوسة الموساد في قبضة المخابرات المصرية
لأول مرة في الصحافة المصرية: القصة الحقيقية لسقوط جاسوسة الموساد في قبضة المخابرات المصرية

السفير فخري عثمان: هذه حقيقة أول لقاء لي بنائب رئيس جهاز المخابرات

السفير فخري عثمان يتحدث لـ الطريق

حوار| هبة رمضان

45 عاما من الكتمان والسرية المغلفة بالغموض حول بعض عمليات جهاز المخابرات العامة المصرية وصراعه مع جهاز الموساد الإسرائيلي الذي يبث سمومه تجاه مصر وشعبها، ومن تلك العمليات من صراع العقول عملية تجنيد الفتاة المصرية هبة عبد الرحمن سليم تلك الفتاة الصعيدية التي وقعت في براثن الموساد واستطاع تجنيدها لتتجسس لصالحه ضد بلادها مصر من خلال تجنيدها لأحد الضباط من جهة سيادية كان شديد القرب من غرفة عمليات حرب أكتوبر قريب جدا من حبل أفكار الرئيس السادات فكان له أكبر الأثر في إحداث خلخلة في الإعداد لـ حرب أكتوبر، الأمر الذي دفع بالسادات شخصيا لاستدعاء قيادات جهاز المخابرات في بيته، بل في غرفة نومه، حافيا، مرتديا بيجامة النوم، حائرا يروح ذهابا وإيابا من شدة ما فعلته تلك الجاسوسة التي أطلق عليها لقب «ملكة الجاسوسية» في خطة العبور، لم يكن استدعاء السادات لهم من قبيل الصدفة أو التربيت على أكتافهم؛ بل أشهر ”طبنجته” في وجههما قائلا: ”هاتولي البنت دي حية أو ميتة" وقال لهم: "انصراف" هذه الفتاة طيرت النوم من عين رئيس الجمهورية فما كان من الأجهزة اليقظة إلا أن أعادت النوم الهادئ للرئيس بعد إعداد خطة محكمة من قبل قيادات المخابرات الحربية للقبض على شبكة التجسس ومن يديرها ومن يتحكم فيها وتوجيه صفعة قوية لـ تل أبيب من القاهرة وما أعقبه من حزن جولدا مائير على إعدام تلك الفتاة.

جريدة «الطريق» انفردت بلقاء أحد المدبرين والمخططين للإمساك بهذه الفتاة وهو السفير فخري عثمان.. ” فخر” القيادات المصرية وذلك بعد أن وضعت خطة محكمة أشرف عليها ” تعلب” المخابرات المصرية اللواء رفعت جبريل ونفذها باقتدار اللواء حسن عبد الغني وآخرين وأصبح دور السفير فخري عثمان هو الدور الرائد في كيفية إعادة تلك الفتاة من عرين الموساد في باريس إلى ليبيا ومنها إلى مصر للف حبل المشنقة حول رقبة إسرائيل وقياداتها وليس حول رقبة هبة سليم وحدها، وكان له الدور الأبرز في الحرب الصامتة بين الموساد والمخابرات المصرية بكونه صاحب فكرة عودة هبة سليم من باريس إلى القاهرة وضرب قيادات الموساد في مقتل مما أدى لنجاح هذه العملية إلى انتحار” ادمون” ضابط الموساد الذي درب الفتاة على أعلى مستوى للتجسس فلم يكن يدرك مدى ذكاء ثعالب المخابرات المصرية.

كان لنا شرف اللقاء بالسفير فخري أحمد عثمان الذي كرمه السادات شخصيا نظرا لدوره في الإيقاع بتلك الفتاة وروي لنا تفاصيل وأسرار عملية «هبة سليم» التي لم ينشر منها سوى القليل وحتى لم يوفه فيلم «الصعود إلى الهاوية» حقه في المعرفة فجاء المعالجة السينمائية غير معبرة عن بطولة كبيرة من بطولات المخابرات الحربية.

اروِ لنا قصة الجاسوسة هبة سليم مع الموساد؟

هبة سليم أعرفها أولا من باريس، أنا عملت في العراق اى بغداد بعد سقوط النظام المالكي في العراق وسقوط حلف بغداد وكان المايسترو بتاع الحلف وكان بيضم باكستان وإيران وبعض الدول العربية وكان هذا المايسترو اسمه نوري السعيد رئيس وزراء العراق وبعد العراق رحت فرنسا وبعد سبع سنين في بغداد جيت مصر بالديوان العام .

هبة سليم تخرجت من الجامعة وحبت واحد من أعضاء هيئة التدريس من اللغة الفرنسية ولفتت نظره لأنها كانت شاطره وذكيه ومتميزة عن باقي الطلبة واعتقادي الشخصي أن هذا الأستاذ الفرنسي له اتصال مباشر أو غير مباشر بالموساد فحط عينه على البنت إنه هيجندها في الموساد أما خلصت الليسانس قال لها أنا هديكى هديه تدرسي في جامعة السربون لتلميع وصقل اللغة الفرنسية وتقعد بباريس ست شهور وكان في سبب تاني البنت أهلها كانوا عاوزين يجوزها رجل كبير أو وعنده فلوس من الصعيد تقريبا من أسيوط والبنت كانت رافضة هذه الجوازه ووجدت مخرجا من ذلك المشروع وسافرت باريس وطبعا للراجل ده أو الأستاذ رتب لها الدورة في جامعة السربون.

كنت فين في الوقت ده!!

وأنا في سفارة ليبيا قابلت صديق من الخمسينات وظهر وهو من قوات الصاعقة المصرية هو اللواء حسن عبد الغنى رحمة الله عليه هو والضابط التاني اسمه هريدي.. وهريدي ده أخد شهرة شوية لأنه كان منتمى إلي المشير في الأيام الأخيرة وكان يتولى تأمينه واسمه أتعرف وأتسمع اسمه وفى واحد تاني كان معهم على طول ولكني لا أعرفه، وأنا كان مكتبي في مبنى ملصق للسفارة في طرابلس بليبيا لأني كنت رئيس مكتب الخبرة بليبيا.. عشان البنت تروح باريس أهلها خايفين لان البنت لها طموح ووجدوا طريقة إنه في رجل زعيم صعيدي اسمه جلال حسين من أسيوط كان ليه ابن اسمه عمر جلال حسين وعمر ده كان بيشتغل في إحدى شركات القطاع العام كان في شركة مصر للتجارة الخارجية والنصر اللي يقودها محمد غانم وكان محمد غانم ناجح جدا في المخابرات وكان عمرو جلال مدير الفرع في باريس وكان إنسان مشرف وكنت معجب بيه هناك وكان من خير شباب المصري هناك فاتفقوا العائلتين عائلة هبة وعائلة عمر حسين أن عمر يشرف على بنتهم ويكون ولى أمرها في فرنسا وكانت زوجة عمر حفيده طلعت حرب باشا فالبنت راحت باريس وعاشت هناك مع عمر وزوجته .

ما هو الرابط بين عائلة هبة سليم وعائلة عمر حسين جلال؟

الاثنين كانوا من الصعيد يعنى بلديات فعرف إن ابنه في باريس وهما كانوا خايفين على البنت طلبوا من عائلة عمر حسين إنه يتولى أمرها في فرنسا بحكم إقامة عمر وزوجته هناك وياريت تعيش معاهم بباريس وزوجة عمر هي حفيدة طلعت حرب باشا مدام ميرفت سيدة راقية جدا ومثقفة وطبعا رحبوا وقال لابنة هتيجى عندك بنت اسمها هبة سليم استقبلها وخليها تحت رعايتك وده من باب الجدعنة وكان لما عمر وزوجته يجوا يزورونا بالبيت كان احمد ابني الدكتور العظيم لسه صغير كانوا بيجيبوا هبة سليم بحكم أنها ضيفة عندهم وهذه هي المرة الأولى التي رأتها فيها من خلال عائلة عمر وطبعا كونت عنها انطباع كويس جدا وكنت باشيد بها وبقول لو كل مائة بنت مصرية من نوعية هبة سليم، مصر هتبقى بخير أوى لأنها كانت تتابع الأحداث العربية بصفة خاصة مثل ما يحدث بالجزائر وبالسعودية وده بشكل غير طبيعي لأنها بنت عندها عشرين سنه وبالتالي هذا السن له اهتمامات أخرى مش اهتمامات سياسية بفلسطين وياسر عرفات وأخبار كل الدول العربية وكنت سعيد جدا لأنه في بنت مصرية على درجة عالية من العلم والثقافة وكانت بتسالنى كتير وتطلع وتقرأ الصحف والمجلات ومن هنا جاءت معرفتي بهبة سليم وكنت سعيد لأنها نموذج مصري أصيل.

كنت سعيد بها قبل أن يتم تجنيدها؟

هبة سليم في الفترة دية كانت وطنية قبل عملية التجنيد وكانت شهور قصيرة من وقت ما جت لحد أنا ما انتقلت إلى باريس ثم إلى ليبيا لان فتحي الديب اتصل عليه وقال أنا في أشد الاحتياج ليك وطبعا ده رئيسي بالعمل لا أقدر أن ارفض طلبه لذلك تركت عاصمة النور ورجعت إلى ليبيا وطبعا الكل استغرب من موافقتي أن أترك باريس وأعود إلى ليبيا بس أنا كان لازم أوافق ولحد ما مشيت كانت البنت منضبطة جدا وعمر بوصلها لجامعة السوربون كل يوم بسيارته ويجبها أيضا وبتخرج مع زوجته وتذاكر يعنى حياة طبيعية جدا أما في ليبيا كان لي مكتب بالسفارة نفسها ومكتب أخر في مبنى بجوار السفارة في المجال التاني الخاص بالخبرة المصريين الذي كنت أتولى مسؤوليته بجانب عملي كسفير فكنت رايح مكتبي شوفت حسن عبد الغنى وصافحنا وعانقنا بعض ولم أسأله عن سبب وجوده بليبيا لأن كل قيادات مصر كانوا هناك من وزراء وقادات جيش وحسني مبارك كان بيجي كتير بالزي الرسمي بالافرول وكان «سمين شوية» وكان بينزل من الطيارة ويمشى لوحده وكانت البوابة مفتوحة بين مصر وليبيا.ِ

اقرأ أيضا:

أسرار وحكايات لـ الطريق.. سقوط هبة سليم ملكة الجاسوسية في قبضة المخابرات المصرية

انفراد.. القصة الحقيقية لبطلة فيلم» الصعود إلي الهاوية «ملكة الجاسوسية هبة سليم»

موضوعات متعلقة