الطريق
الثلاثاء 7 مايو 2024 08:22 مـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

انفراد.. القصة الحقيقية لبطلة فيلم» الصعود إلي الهاوية «ملكة الجاسوسية هبة سليم»

انفراد.. القصة الحقيقية لبطلة فيلم» الصعود إلي الهاوية «ملكة الجاسوسية هبة سليم 
انفراد.. القصة الحقيقية لبطلة فيلم» الصعود إلي الهاوية «ملكة الجاسوسية هبة سليم 

السفير فخري عثمان: 11 يوما من الحرب الخفية بين المخابرات والموساد لاستعادة هبة سليم

حــــوار| هبة رمضان

السفير فخري عثمان يتحدث لـ الطريق.. 45 عاما من الكتمان والسرية المغلفة بالغموض حول بعض عمليات جهاز المخابرات العامة المصرية وصراعه مع جهاز الموساد الإسرائيلي الذي يبث سمومه تجاه مصر وشعبها، ومن تلك العمليات من صراع العقول عملية تجنيد الفتاة المصرية هبة عبد الرحمن سليم تلك الفتاة الصعيدية التي وقعت في براثن الموساد واستطاع تجنيدها لتتجسس لصالحه ضد بلادها مصر من خلال تجنيدها لأحد الضباط من جهة سيادية كان شديد القرب من غرفة عمليات حرب أكتوبر قريب جدا من حبل أفكار الرئيس السادات فكان له أكبر الأثر في إحداث خلخلة في الإعداد لحرب أكتوبر، الأمر الذي دفع بالسادات شخصيا لاستدعاء قيادات جهاز المخابرات في بيته ، بل في غرفة نومه، حافيا، مرتديا بيجامة النوم، حائرا يروح ذهابا وإيابا من شدة ما فعلته تلك الجاسوسة التي أطلق عليها لقب ”ملكة الجاسوسية” في خطة العبور، لم يكن استدعاء السادات لهم من قبيل الصدفة أو التربيت على أكتافهم؛ بل أشهر «طبنجته « في وجههما قائلا: «هاتولي البنت دي حية أو ميتة» وقال لهم : «انصراف» هذه الفتاة طيرت النوم من عين رئيس الجمهورية فما كان من الأجهزة اليقظة إلا أن أعادت النوم الهادئ للرئيس بعد إعداد خطة محكمة من قبل قيادات المخابرات الحربية للقبض علي شبكة التجسس ومن يديرها ومن يتحكم فيها وتوجيه صفعة قوية لـ تل أبيب من القاهرة وما أعقبه من حزن جولدا مائير علي إعدام تلك الفتاة.

جريدة «الطريق» انفردت بلقاء أحد المدبرين والمخططين للإمساك بهذه الفتاة وهو السفير فخري عثمان.. « فخر» القيادات المصرية وذلك بعد أن وضعت خطة محكمة أشرف عليها «تعلب» المخابرات المصرية اللواء رفعت جبريل ونفذها باقتدار اللواء حسن عبد الغني وآخرين وأصبح دور السفير فخري عثمان هو الدور الرائد في كيفية إعادة تلك الفتاة من عرين الموساد في باريس إلى ليبيا ومنها إلى مصر للف حبل المشنقة حول رقبة إسرائيل وقياداتها وليس حول رقبة هبة سليم وحدها، وكان له الدور الأبرز في الحرب الصامتة بين الموساد والمخابرات المصرية بكونه صاحب فكرة عودة هبة سليم من باريس إلى القاهرة وضرب قيادات الموساد في مقتل مما أدى لنجاح هذه العملية إلى انتحار«ادمون» ضابط الموساد الذي درب الفتاة علي أعلى مستوي للتجسس فلم يكن يدرك مدي ذكاء ثعالب المخابرات المصرية،

كان لنا شرف اللقاء بالسفير فخري عثمان الذي كرمه السادات شخصيا نظرا لدوره في الإيقاع بتلك الفتاة وروي لنا تفاصيل وأسرار عملية «هبة سليم» التي لم ينشر منها سوى القليل وحتى لم يوفه فيلم «الصعود إلى الهاوية» حقه في المعرفة فجاء المعالجة السينمائية غير معبرة عن بطولة كبيرة من بطولات المخابرات الحربية.

أرادت رؤية والدها المريض في ليبيا لكن الموساد كان لها بالمرصاد

وماذا حدث مع والد هبة سليم؟

وفي إحدى المكالمات بيني وبينها طلبت مني أن أرسل والدها إلى باريس قلت لها عادي ممكن أبعته علي باريس حتي ارتاح إن وأخف من هذه المسؤولية والأعباء ولكن أنا مش دكتور عشان أقرر لان رحلة الطيران صعبة جدا عليه في الهبوط والصعود ضغط الهواء وعنده مشاكل في القلب فأنا هسأل الدكاترة اللي بيعالجوه وهم من خيرة دكاترة القلب بس اطمني أحدث ما وصل إليه العلم في مشاكل القلب والدكاترة اللي هنا قائمين بيه وأربعة وعشرون ساعة متابعة وإنا بشوفه في اليوم مرتين وثلاث هو أنا بعدي عليه.

في اليوم الثاني قلت لها الدكاترة هيدوني تصريح وقرروا أن يعطوه أدوية لتجنب أي صدامات أثناء الرحلة الجوية بس إنتي تحجزي له وتخلي سيارة الإسعاف تنتظر عند سلم الطائرة وياريت يكون بداخل سيارة الإسعاف دكتور أخصائي أمراض قلب عشان لو حصل حاجة الدكتور يقدر يقوم بإنقاذ الرجل وهو نائم في الطائرة قالت لي حاضر وبعدين قولتها بردو وطمنتها خالص والحاجات دي قرارات من اللي خالقه أو اللي خلقنا كلنا يعني إن شاء الله يوصلك بالسلامة ونطمن عليه .

بس رجعت حضرتك خوفتها من صعوبة الرحلة؟

لأنه قدر الله ممكن السر الإلهي يطلع لا أنا قولتها أن الأطباء هنا المصريين المقيمين في ليبيا هيقوموا بتجهيز الرجل عشان يوصلك بالسلامة وطبعا إرادة الله فوق الجميع وربنا يوصله بالسلامة وخلاص وقولتلها لقد حجزنا طائرة من روما إلى باريس وقد حدث فعلا ذلك بالموصفات ده وجهز نفسك واحجزي له وبعدين في نفس اليوم اللي فيه نفس معاد السفر اتصلت عليها وكانت مذعورة جدا جدا قالت لي من فضلك ألغي السفرية ده خافت أن والدها يحصل له مكروه أثناء سفره من ليبيا إلى باريس وهو مريض .

مصر كلها كانت في انتظار ملكة الجاسوسية

وهل استجبت لطلبها؟

لقد لعنت ابوها أبوها وشتمتها وطولت لساني عليها خالص وقولتها ماتتصليش بي مرة اخري انتي معطلاني عن شغلي وإنا "ملخوم" بكي وإنا عندي مسئوليات كتير في العمل ومن فضلك متتصليش علي خالص يا هبة وسيبي الامور لـ الله واطمني في دكاتره هنا كويسين وانا بشرف عليه واطمني ومتتصليش علي خالص وطبعا كله ده انا كنت بعمله عشان ادخل في روعه الموساد اني صادق في كلامي لان كل المكالمات مسجلة ويترصدوا اي تناقض في المكالمات وانا كل ده شايفه بعين وانا مقدر هذا يعني وهي متعرفش انه تسجيل لي الاحاديث ده كلها طبعا وده كلها تقديرات وانا كنت بتعامل مع الموساد خلال 11 يوما والمعركه في صراع اني انجح في اللي انا بعمله اني انزع البنت ده من مكان الي مكان اخر يسهل السيطره المصريه عليه.

وماذا كان قرارها؟

قررت التخلي عن حذرها لرؤية أبيها جاءت إلي ليبيا وقبل أن تصل المطار في طرابلس حدثت عدة أمور لاستقبالها ومنها بجهود شخصية مع أفراد أمن المطار وتم فتح صالون كبار الزوار وتم تجهيز الزجاج الخاص بالصالون بوضع ستار لحجب الرؤية حني لا يستطيع من في الخارج رواية من في الصالون الخاص بكبار الزوار لدواعي أمنية وهذا كله بعلاقتي الشخصية مع أفراد أمن المطار دون علم منهم بماذا يحدث لهذه الاحتياط وكان المبرر أنه بوجود ضيف من كبار الدولة ولا يجوز من بالخارج رؤية من داخل الصالون وتم تنفيذ المطلوب منهم وقتها محمود البحيري المدير الإقليمي المصري للمطار رجل عظيم جدا وأنه يستحق كل التقدير مع مراعاة أنه لم يتم تقديره أبدا وقد طلبت منه تعديل في فرق التوقيت بين طائرة إيجيبت إير وبين طائرة إليتالية وقلت هذه شخصية هامة مصر كلها منتظرا ها لم يستعلم من هي هذه الشخصية وهذه الشخصية قادمه علي اليتالية يعني تركب طائرة مصر للطيران عشان فرق التوقيت .

وتم وصول الطائرة طلبت منه خفض الإضاءة بالمطار قدر المستطاع وذلك لي تعتيم الرؤية وهذا لو أمكن وثانية السيارة نقل الحقائب يتم تقليلها بقدر المستطاع لأنه بذلك سيتم الاحتكاك بالطيران المدني الليبي وآخر طلب منه مكالمة الطيار بعد استجابته لتعليمات برج المراقبة الخاصة بالهبوط وإنه لم يتم معاقبتها من أي جهة رسمية وأن مصر سوف تقوم بتغطية ذلك وهذه التعليمات أنا قولتها دون علم مني بمدة تحقيقها أم لا ويتم إقناع الطيار بهبوطه بالقرب من صالة كبار الزوار بقدر المستطاع حتى لا تسير هبة سليم فترة طويلة من الطائرة إلى الصالون حتى تجنب المفاجأة ولان عامل السرعة كان مطلوب وتم وصول الطائرة اليتالية وأنا طلعت بمفردي اتجها الطائرة وتم انزل الركاب وأنا أنظر في وجوههم لم أر البنت.

اقرأ أيضا:

لأول مرة في الصحافة المصرية: القصة الحقيقية لسقوط جاسوسة الموساد في قبضة المخابرات المصرية

أسرار وحكايات لـ الطريق.. سقوط هبة سليم ملكة الجاسوسية في قبضة المخابرات المصرية