الطريق
الثلاثاء 7 مايو 2024 04:27 مـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
قصور الثقافة تقيم احتفالية عيد القيامة المجيد على مسرح السامر.. غدا شاب مختل نفسيا يطعن والده ويحرق جثتة ببنى سويف تنطلق اليوم.. عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة السلوكيات الأوروبية تجاه اللاجئين.. جديد في مجلة ”مصر المحروسة” مي حلمي تكشف كواليس رفضها الظهور مع طليقها بمقلب رامز جلال.. ”فيديو” كل ما تريد معرفته عن استقبال التحويلات لحجز الوحدات السكنية بالمرحلة العاشرة بمشروع ”بيت الوطن” للمصريين بالخارج قرار عاجل من النيابة ضد مطرب المهرجانات مجدى شطة رئيس جامعة طنطا يستقبل العمداء الجدد لكليات طب الأسنان والعلوم والتمريض السكرتير العام المساعد يتابع بدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء بالمراكز التكنولوجية بالبحيرة بعد القبض عليه بحوزته مخدر الآيس.. من هو المطرب مجدي شطة؟ الاتحاد الدولي يصدر فرمان عاجل بإيقاف قيد النادي المصري لثلاثة فترات وزير العمل يلتقى مُمثلي شركات إلحاق عِمالة موسم حج 2024

أسرار وحكايات لـ الطريق.. سقوط هبة سليم ملكة الجاسوسية في قبضة المخابرات المصرية

 سقوط هبة سليم ملكة الجاسوسية في قبضة المخابرات المصرية
سقوط هبة سليم ملكة الجاسوسية في قبضة المخابرات المصرية

السفير فخري عثمان يفتح خزينة أسراره لـ الطريق

حوار: هبة رمضان

45 عاما من الكتمان والسرية المغلفة بالغموض حول بعض عمليات جهاز المخابرات العامة المصرية وصراعه مع جهاز الموساد الإسرائيلي الذي يبث سمومه تجاه مصر وشعبها، ومن تلك العمليات من صراع العقول عملية تجنيد الفتاة المصرية هبة عبد الرحمن سليم تلك الفتاة الصعيدية التي وقعت في براثن الموساد واستطاع تجنيدها لتتجسس لصالحه ضد بلادها مصر من خلال تجنيدها لأحد الضباط من جهة سيادية كان شديد القرب من غرفة عمليات حرب أكتوبر قريب جدا من حبل أفكار الرئيس السادات فكان له أكبر الأثر في إحداث خلخلة في الإعداد لحرب أكتوبر، الأمر الذي دفع بالسادات شخصيا لاستدعاء قيادات جهاز المخابرات في بيته ، بل في غرفة نومه، حافيا، مرتديا بيجامة النوم، حائرا يروح ذهابا وإيابا من شدة ما فعلته تلك الجاسوسة التي أطلق عليها لقب ” ملكة الجاسوسية ” في خطة العبور، لم يكن استدعاء السادات لهم من قبيل الصدفة أو التربيت على أكتافهم؛ بل أشهر «طبنجته» في وجههما قائلا: «هاتولي البنت دي حية أو ميتة» وقال لهم: ”انصراف” هذه الفتاة طيرت النوم من عين رئيس الجمهورية فما كان من الأجهزة اليقظة إلا أن أعادت النوم الهادئ للرئيس بعد إعداد خطة محكمة من قبل قيادات المخابرات الحربية للقبض على شبكة التجسس ومن يديرها ومن يتحكم فيها وتوجيه صفعة قوية لـ تل أبيب من القاهرة وما أعقبه من حزن جولدا مائير على إعدام تلك الفتاة.

جريدة «الطريق» انفرد بلقاء أحد المدبرين والمخططين للإمساك بهذه الفتاة وهو السفير فخري عثمان ” فخر” القيادات المصرية وذلك بعد أن وضعت خطة محكمة أشرف عليها ”تعلب” المخابرات المصرية اللواء رفعت جبريل ونفذها باقتدار اللواء حسن عبد الغني وآخرين وأصبح دور السفير فخري عثمان هو الدور الرائد في كيفية إعادة تلك الفتاة من عرين الموساد في باريس إلى ليبيا ومنها إلى مصر للف حبل المشنقة حول رقبة إسرائيل وقياداتها وليس حول رقبة هبة سليم وحدها، وكان له الدور الأبرز في الحرب الصامتة بين الموساد والمخابرات المصرية بكونه صاحب فكرة عودة هبة سليم من باريس إلى القاهرة وضرب قيادات الموساد في مقتل مما أدى لنجاح هذه العملية إلى انتحار”إدمون” ضابط الموساد الذي درب الفتاة على أعلى مستوى للتجسس فلم يكن يدرك مدى ذكاء ثعالب المخابرات المصرية،

كان لنا شرف اللقاء بالسفير فخري عثمان الذي كرمه السادات شخصيا نظرا لدوره في الإيقاع بتلك الفتاة وروي لنا تفاصيل وأسرار عملية” هبة سليم” التي لم ينشر منها سوى القليل وحتى لم يوفه فيلم ” الصعود إلى الهاوية” حقه في المعرفة فجاء المعالجة السينمائية غير معبرة عن بطولة كبيرة من بطولات المخابرات الحربية.

- ما هي كواليس إعدام هبة سليم؟

عندما تم القبض على هبة سليم تم التحقيق معها من قبل القضاء العسكري طبعا وتم استجوابها بعد أن قامت بإمداد العدو بمعلومات خطيرة تهدد أمن الوطن ومنها أماكن القواعد الخراسانية التي كان بيقوم ببنائها القوات المسلحة عشان تتركب عليها الآليات التي يتم وضع فوقها الصواريخ لكي تنطلق عشان كان يوجد ساتر ترابي وضعته إسرائيل لمنع الرؤية حتى كان اسرئيل ترسل طائرات بدون طيار لتقوم بالتصوير لاستطلاع والاستكشاف على الجبهة المصرية ماذا يدور بالصحراء المصرية فكان الهدف القريب من القواعد الصاروخية هي ضرب الطائرات قبل ما تطلع من الساتر الترابي بحيث إنها لا تدخل السماء المصرية أي غرب قناة السويس أما عن الهدف الرئيسي هذه الصواريخ ستقوم بضرب خط بارليف وهذا الذي أدى إلى اكتشاف عملية التسريب على الرغم من التعتيم والسرية التامة التي كانت تقوم بها العملية .

- كيف تم اكتشاف إن هذا الشخص هو المسؤول عن عملية التسريب؟

طبعا حدث ذعر في القوات المسلحة ومفاجئة وطبعا حسن عبد الغنى هو المشرف على هذه العملية طبعا حصل فزع وشكل في الكل من أكبر رتبة إلى أصغر رتبة وكان الكل مراقب إلى أن وصل الأمر وحصر في شخصين فقط الفقي وواحد آخر إلى أن استقروا على الفقي ذهبوا إلى بيته لاقوا “إريال” فوق السطوح اتعمل جديد كان وقتها الترانزستور هو اللي شغال فقط وبالطبع لا يحتاج إلى إريال وعند سؤال البواب قال إن العقيد الفقي هو اللي عمله تم تبليغ وزير الدفاع واخدوا إذن من النيابة العسكرية فاقتحام المنزل لأنه كان خارج القاهرة فوجدوا جهاز إرسال لاسلكي اخدوا إذن من وزير الدفاع آنذاك المشير أحمد إسماعيل باقتحام وتم استدعاه عن طريق حسن عبد الغنى حيث كلف رئيسه أن يستدعيه من المأمورية التي كان بها كان في طريق الإسماعيلية فتم استدعاه وذهب حسن إلى وزارة الدفاع بشارع كوبرى القبة قاعد في سيارته مترقبين دخول بسيارته عشان تركن في نفس المظلة دخل فاروق الفقي وأرسل له اثنين ضباط شرطة عسكرية اصطحاباه من سيارته إلى سيارة حسن عبد الغنى وجردوه من رتبته طبعا فهم إنه افتضح أمره فطلب من حسن عبد الغني أن يذهب إلى الحمام لكي يطلق على نفسه طلقة نارية فرفض وأصر على تسليمه لمحاكمته وتم محاكمته وقامت المخابرات باستخدامه في نفس المهمة تمويه فعندما كانت الموساد تقوم بإرسال الأسئلة كانو بتشرف المخابرات المصرية على الإجابة بواسطة حسن عبد الغنى بعضها صحيح وبعضها مغلوط لتضليل وكانو بياخذوه لكي يشاهد الضحايا أثناء ضرب الصواريخ للقواعد الخرسانية وحدث الكثير من الإصابات من عمال وعسكريين نتيجة تسريب المعلومات وهو السبب في الإصابات فكان يبكى إحساسا بالندم.

- ما دور جولدا مائير في إنقاذ هبة سليم؟

طبعا أمريكا وإسرائيل انزعجوا جدا وجولد امائير كلفت كيسنجر بأنه يتوسط لدى السادات لإنقاذ حياة هذه البنت طبعا جاء في غير موعده أيام الرحلات المكوكية التي كان كيسنجر يقوم بها بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن وقتها كان السادات بأسوان فجاءت طيارة مش وارد معلومات عنها vib وطلبت الطيارة بالسماح بالمرور في سماء القاهرة والهبوط في مطار أسوان عارفين طبعا بان الرئيس السادات هناك وقابل السادات وقال له الرسالة بان جولدا مائير ترجوه الإعفاء عن هبة سليم وإنقاذ حياتها طبعا أتظاهر السادات بعدم معرفته بالبنت وقال له من هي هبة سليم فاستنكر الموضوع بكل مكر والتوصية الثانية من الرئيس نيكسون شخصيا هذه الرسالة بها شقين الأول خاص بالعفو عن هبة سليم الشق التاني خاص بتصفية الثغرة التي كان مخطط لها إبادتها أي إبادة القوة الإسرائيلية التي عدت القناة ودخلت في الدفرسوار وأصبحت قوة إسرائيلية ضخمة وكان مخطط لها بالتحرك لاحتلال السويس وطبعًا بالسويس حصل بطولات شديدة الأهمية وقتها طبعا قال له بعد الاستنكار بأنه سيبحث ما هو موضوع هبة سليم وباليل هشوفك اقولك نتيجة اتصالي ولكن السادات بعد ذهاب كيسنجر قام بعمل مكالمة تليفونية بأن حكم الإعدام في هبة سليم ينفذ فوارا.

- ماذا فعل السادات بعد الضغوط التي كادت تعكر صفو المفاوضات؟

وعندما كان الرئيس السادات في أسوان كان يفكر في كيفية تصفية الثغرة فجاء إليه كيسنجر قال له للأسف الشديد الحكم اتنفذ لأنها قصة قديمة جدا وأنا أعتذر جدا بشدة لأن لو عرفت قبل تنفيذ الحكم كنت لاغيته طبعا وقام عشماوي بشنق هبه سليم وعندما سئل مع عشماوي رد على سؤال ما موقفك من إعدام هبة سليم قال لهم زي أي حد ينفذ فيها حكم الإعدام.

أما فاروق الفقي مات رميا بالرصاص عندما عرف رئيسة بالموضوع صدم جدا اسمه العميد نبيل من الصاعقة قام بتقديم استقالته لأنه كان يثق في الفقي جدا عرض المشير أحمد إسماعيل الاستقالة لعرضها على السادات فرفض الاستقالة فطلب منهم أن يشارك في ضربة بالرصاص وقت إعدامه وتم رفع الموضوع للسادات وأمر بتنفيذ الطلب نفذ الحكم فيه في مكان – احتفظ باسمه- وراح العميد نبيل رئيس الفقي ضربة أكثر من طلقة بالمسدس.

وطبعا اتغير نظام الدفاع عندنا وهو شبيه لنظام الدفاع الروسي وقامت روسيا عندما عرفت بتسريب المعلومات بتغيير النظام الدفاعي عندها وهذا يدل على مدى أهمية المعلومات التي كانت ترسلها هبة سليم للموساد وبالطبع كان ساعة الصفر هتكون معروفة بسهولة لو لم يسيطر على الموضوع وسبب نكسة 1967 إنهم كانوا على معرفة بساعة الصفر لذلك ضربوا مطارات مصر العسكرية كلها قبل ساعة الصفر بساعة.

ماذا حدث مع اللواء حسن عبد الغني؟

وطبعا أثناء مقابلتي مع حسن عبد الغنى أكرمته كضيف واحتفيت به وكان بيجي معايا البيت وبنتعشى سوا هو وواحد كان معايا ولكن الراجل الثاني اللي كان معه كان واضح لي أنه أخرس لأنه لم يدور أي حوار أو حديث معه أبدا فهو مستمع جيدا فقط للطرفين فقط كان رئيس البعثة حسن عبد الغنى لأنه الأقدم وكان نائب مدير المخابرات العسكرية الحربية لشؤون أمن القوات المسلحة وطبعا الكارثة كلها أصابت أمن القوات المسلحة لأن ما تفعله القوات المسلحة أعداد للمعركة كان بيوصل بالضبط عند إسرائيل وبالتالي يبقى في تسريب معلومات من قلب القوات المسلحة اللي هو مسؤول عنها طبعا ودار بيننا حديثا طبيعيا قال لي أنا كنت فاكرك في باريس قلت له أن القدر أراد أن أكون في ليبيا فطبعا ابتدأ حسن يسألني عن الجالية المصرية في باريس كدردشة بين أصحاب عادية وسألني عن هبة سليم قلت له إن الجالية المصرية كبيرة هناك ومنتشرة في أنحاء فرنسا وطبعا قلت له اعرفها كويس أوي قلت له تعرفها من فين يا حسن قال مجرد سؤال وطبعا كان هناك شيء من التحفظ شوية ممكن يكون عامل حساب الشخص اللي معه مش عارف إيه وجهة التحفظ وبعدين لفت نظري لأنه كرر اسمها كثيرا ر وحسيت إنه في شيء غريب وبدأت أتساءل أية حكاية البنت دية معاكم وليه الأسئلة دية عنها فانفجرت فيه ”أية مفيش غير البنت دية تجيب سيرتها” وطبعا مدحت فيها جدا جدا.

- سؤال أخير علاقة العميل بابل بالمخابرات وتل أبيب؟

تقصد حوار جديد فأشرف مروان شخصية محورية وقصته تطول.

اقرأ أيضا: لأول مرة في الصحافة المصرية: القصة الحقيقية لسقوط جاسوسة الموساد في قبضة المخابرات المصرية

اقرأ أيضا: انفراد.. القصة الحقيقية لبطلة فيلم» الصعود إلي الهاوية «ملكة الجاسوسية هبة سليم»