مكرم محمد أحمد لرئيس الـ”بي بي سي”: هيئتكم تتعمد توجيه الإهانات إلى مصر

- الأخطاء المهنية المتكررة تمتد إلى التقارير الإخبارية

- القائمون على تغطية الشأن المصري لديهم نوع من الحرص على تجاهل القواعد المهنية

- بي بي سي تتعمد توجيه اتهامات خطيرة دون سند أو دليل

قال مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ترتكب العديد من الأخطاء المهنية فيما يتعلق بتغطية الشأن المصري، وذلك على نحو نمطي.

وأضاف رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في الخطاب الذي أرسله إلى ديفيد كليمنتي رئيس مجلس إدارة "بي بي سي"، أن الأخطاء المهنية التي ترتكتبها هيئة الإذاعة البريطانية "تخرج تماما من الإطار الذي يمكن تجاوزه بسبب طبيعة العمل الإعلامي، وتصب في إطار ممنهج يعبر بوضوح عن معاداة الدولة المصرية، كما أن نمطية الاخطاء وتكرارها وتزايدها يعزز بشكل واضح فرضية أن القائمين على تغطية الشأن المصري لديهم نوع من الحرص على تجاهل القواعد المهنية والمعايير الإعلامية التي تسير عليها هيئتكم".

تقارير القناة تعتمد على شائعات السوشيال ميديا

وشدد الخطاب على أن "الأخطاء المهنية المتكررة تمتد إلى التقارير الإخبارية، والتي يتم بناؤها على أخبار تفتقر إلى المواصفات والمعايير التي تعمل بها الهيئة، حيث يتجاهل القائمون عى إعداد التقارير الإخبارية معايير التأكد من صحة الأخبار التي يتم بثها، فيأتي بعضها معتمدا على شائعات متداولة على صفحات التواصل الاجتماعي، وبعضها الآخر يتم نقله كما هو من وسائل إعلامية اخرى، وتخلو التقارير الإخبارية من أي مصدر يؤكد المعلومات الواردة به، أو أي بيانات توضح صحة وسلامة ما يتم بثه، وحتى عندما يتضح عدم صحته لا يقدم القائمين على التقرير الاعتذار للمشاهدين".

وأعرب مكرم محمد أحمد في خطابه عن دهشته من هذا الحجم الكبير من الأخطاء المهنية، والذي لم يتوقف عند هذا الحد، بل تخطاه إلى توجيه إهانات مباشرة لعموم المصريين وبشكل واضح من خلال برامج تتحدث وتناقش الأوضاع في بلدان أخرى.

قصة "زبيدة" فضحت عدم مهنية بي بي سي

وذكر خطاب رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عدة تقارير وفيديوهات تم بثها على قناة "بي بي سي" وعلى موقعها الإلكتروني أيضا، مستشهدا بما جاء فيها من اخطاء مهنية جسيمة على صحة ما ذكره في شكواه، منها ما حدث يوم 20 اكتوبر 2017، عندما بثت القناة تقاريرا إخبارية حول حادث إرهابي وقع في منطقة الواحات، اكدت خلالها أن 52 ضحية سقطوا قتلى في هذا الحادث، وهو ما ثبت عدم صحته، حيث أثبتت التقارير الرسمية بعد ذلك أن العدد هو 16 ضحية فقط، ورغم ذلك لم تعتذر القناة للمشاهدين.

كما ذكر الخطاب أيضا الفيلم الذي تم بثه في 25 من فبراير عام 2018، وجاء فيه اتهامات بأن هناك تعذيبا للسيدات داخل سجون مصر، وانهن يعانين من الاختفاء القسري أيضا، مستندا لحالة فتاة تدعى "زبيدة" قالت امها إنها اختطفت من قبل السلطات المصرية، وهو ما ثبت عدم صحته أيضا، حيث كذبت "زبيدة" القصة جملة وتفصيلا، واوضحت أنها هربت من منزل والدتها وتزوجت، كما نفى خال "زبيدة" الأمر، وأكد ان شقيقته تم إغوائها بالمال.

وشدد البيان على أن هذه الواقعة تحمل مخالفات عديدة للمعايير المهنية ومن بينها:

1- الفيلم وجه اتهامات خطيرة دون سند أو دليل

2- الفيلم أطلق الاتهامات بصفة عامة رغم أنها حالة فردية مصطنعة وغير حقيقية

3- القائمون على إعداد الفيلم لم يبذلوا أي جهد للتأكد من صحة الحالة الفردية (حالة زبيدة) التي بنوا عليها اتهاماتهم الخطيرة والمشينة.

1500 مراسل صحفي معتمد لم يشاهد مظاهرات يوم 22 مارس وشاهدها مراسل بي بي سي فقط

كما ذكر البيان أيضا أنه في يوم 22 مارس من العام الماضي تم بث تقرير على الموقع الإلكتروني مدعوما بفيديو يؤكد اندلاع مظاهرات في مصر استجابة لدعوة أطلقها أحد الإعلاميين المقيمين خارج مصر ويحدد التقرير أماكن وقوعها وأعداد المشاركين فيها وأسباب اندلاعها وشعاراتها، وصاحب التقرير فيديو للمظاهرات مدته 6 دقائق كاملة، ثم تبين أنه لم تحدث أي مظاهرات في هذا اليوم، ولا في ذات الاماكن ولا غيرها، حيث كذبت كاميرات الشاشات هذا الأمر على الهواء مباشرة، ورصدت تقارير وكالات الأنباء عدم حدوث أية مظاهرات، كما أن 1500 مراسل صحفي معتمد في مصر يمثلون 300 وسية إعلامية، لم يجد أي منهم أي أحداث في هذا اليوم، كما تبين ان الفيديو منقول بالكامل من احد الفضائيات التي يعمل بها الإعلامي صاحب دعوة التظاهر، والذي صنع فيديو من مظاهرات سابقة ليدعم موقفه.

كما بث برنامج "نقطة حوار" على القناة، حلقة في يوم 11 مارس 2019، تناولت الشان الجزائري، واجرت المذيعة مداخلة لأحد الضيوف (ويعمل أستاذا بالجامعة) وقد وجه إهانات بالغة لعموم المصريين وقال "إن شعب مصر 100 مليون يستجدي لقمة العيش"، و"شعب جائع"، إلى آخره من الاوصاف التي لا بليق أن تطلق على الشعوب، وهو ما تجاهلته المذيعة ولم تحاول مقاطعة الضيف أو الاعتذار أو التوضيح.

وأكد مكرم محمد أحمد ثقته في أن ما احتواه مضمون الخطاب سيجد الاهتمام الكافي لتسير الأمور في طريقها الصحيح وفق إجراءات هيئة الإذاعة البريطانية التي يصفها القائمون عليها دوما بأنها صارمة.