خبير بمركز الأهرام: تركيا تستخدم التنظيمات الإرهابية والميليشيات في ليبيا لتحقيق مصالحها

أكد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد كامل البحيري، أن التوظيف السياسي والأمني التركي للتنظيمات الإرهابية والميليشيات ليس جديدا في الحالة الليبية، فهو ظهر من قبل في الحالة السورية.
وأوضح البحيري، خلال الندوة التي نظمتها مساء اليوم، الأربعاء، اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين تحت عنوان "الدور التركي في ليبيا..الأهداف والانعكاسات على الأمن القومي" ، والتي يديرها محمود كامل رئيس اللجنة، أن علاقة تركيا بالتنظيمات المسلحة السورية ظهرت عبر دعم "الجيش السوري الحر" الذي تمركز على الحدود السورية التركية، فضلا عن التوظيف الأشهر لجبهة النصرة القاعدية الفكر والنشأة، بجانب مجموعة أخرى من التنظيمات التكفيرية العنيفة التي تندرج تحت مسمى "الجبهة الوطنية لتحرير سوريا" وهي تواجه الأكراد حاليا في شرق الفرات.
وأضاف "لحظنا تواجدا للعناصر السورية داخل طرابلس ومصراتة، وهم بعض من حوالي ٧٦ ألف مقاتل يتركزون في إدلب تحت قيادة الجانب التركي، ويتنوعون ما بين تنظيمات تكفيرية وجهادية أو كتائب مسلحة تعتنق فكر جماعة الإخوان"، مشيرا إلى أنه لا تتوفر أدلة قوية على العلاقة بين تركيا وداعش حاليا، لكن المؤكد أن تركيا على صلة بجبهة النصرة.
ونوه البحيري، إلى أن تركيا ليست بعيدة عن الساحة الليبية، فهناك علاقات وطيدة بينها وبين الميليشيات الليبية منذ ٢٠١٤، وكان هناك اتصال بين ميليشيات مصراته ذات الطابع الإخواني وحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، وتطور الأمر إلى دعم لوجيستي تركي لحكومة السراج بالبواخر المحملة بالأسلحة، وتطوير لبعض الأسلحة النوعية مثل الطائرات بدون طيار، فضلا عما حصلت عليه ميليشيات مصراتة من مخزون أسلحة متطور من النظام السابق، لكنها تفتقر لخبرة استخدام هذه الأسلحة.
ولفت الباحث الاستراتيجي، إلى أن التواجد العسكري التركي بدأ منذ عام ٢٠١٩ عن طريق التدريب والمستشارين والخبراء العسكريين في طرابلس ومصراته، وتمثلت مهمته في تقديم الدعم المعلوماتي وتسيير الطائرات بدون طيار الحربية والخاصة بالاستطلاع، فتركيا من الدول المصنعة لهذا النوع من الطائرات.
كما أوضح أن تركيا أرسلت أيضا مجموعة من القوات الخاصة لتأمين الشخصيات الليبية التي تقود الميليشيات المسلحة، أما المستوى الآخر من الدعم التركي فهو سياسي؛ وهو ما تمثل بمؤتمر برلين الذي أقامته تركيا على نفقتها لاكتساب ورقة سياسية في مواجهة مصر.
وأكد البحيري، أن توقيع اتفاق بين السراج وتركيا لتعيين الحدود البحرية وإدخال قوات عسكرية تركية، لن يتمخض سوى عن ألفين من القوات التركية نظرا إلى أن دخول أعداد كبيرة من القوات يحتاج دعما لوجستيا كبيرا، حيث أن اجتياح تركيا لشمال سوريا كان أسهل بكثير لأنها دولة جوار، بينما تظهر صعوبة كبيرة لتكرار ذلك في الحالة الليبية.
ورجح البحيري، لجوء أنقرة إلى سيناريو "الحروب بالوكالة"، عبر الدفع بالمزيد من العناصر المسلحة المتطرفة العنيفة لتشكل ميليشيا إضافية لشن حرب عصابات استنزافية طويلة الامد لمد حالة الصراع والأزمة، مما يحقق لتركيا مكسبين هما الحد من الضحايا الأتراك في مواجهة عسكرية مباشرة، وحل الأزمة الدولية المتعلقة بنقل الميليشيات المسلحة من إدلب السورية لأماكن أخرى.
وتابع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد كامل البحيري، بالقول "إن النظام التركي يسعى إلى نقل أفراد الميليشيات المتمركزة في إدلب لدول الساحل والصحراء، وتعد ليبيا الدولة المستهدفة لذلك"، إذ ترى تركيا أنها ساحة صراع تصلح لنقل هؤلاء المقاتلين، وذلك في ظل وجود أزمة لدى دول أوروبا في استقبال أفراد تلك الميليشيات مجددا على أراضيها، وهي أزمة وصلت لإسقاط الجنسية عن هؤلاء المقاتلين الأجانب، وبالتالي نحن أمام حرب بالوكالة تلعب تركيا دور الوسيط بها.